مر الشيخ سيدي محمد الحراق الحسني في صباح أحد الايام برجال ينشدون من ميزان الدرج في نوبة العشاق بروالة
الصبح كاشريف أرخى ذيل ايزارو*ولبس من الدباج أغفار والليل كغلام اسود شاب أعذارو*واشعل من ضياه امنارا الى اخر البروالة وهي بروالة تدور مادتها الشعرية حول انقضاء الليل بعد طوله وحلول الصباح بجماله وبهائه ونسيمه العليل وازهاره المتفتحة ... والعشاق طبع أندلسي بارد رطب يهيج البلغم وقته الفجر نغمته عجيبة جمعت بين الشيخوخة والشباب لذلك يؤثر في دوي الالباب. اتر هدا الطبع المميز والرائق في نفس الشيخ سيدي محمد الحراق وأعجب به , ووضع في نفس القالب الشعري وفي نفس اللحن الاندلسي بروالة يدور موضوعها حول المحبة الالهية, يقول فيها قدس الله سره:
صافي الحبيب تظفر بابديع نوارو * وتحوز من بهاه ايمارا بها تنال من بين الخلق سرارو * وتعود للنفوس طهارا ذكر حقيق للقلب دوى * يشفيه من سقام وهام ويسير لغير السوى * ويلذ لو فيه منامو به الوجود كل يضوي * من غسق الليل وظلامو يا سعد من اضحى يخلع فيه اعدارو * ويدور فيه سوايح الدارا ينشد في الحبيب سجال وشعارو * و القوم من اهواه اسكارا يا من بغا وصال حبيبو * افنى تشوف نور الحضرا وارق على الاكوان تصيبو* يغنيك عنهم بنظرا من كان ذا الحبيب نصيبو * من كل باس حال يبرا تشرق في القلوب شموسو واقمارو * وتجيه كل وقت بشارا من نال في الحب والصدق افكارو* يشعل من ضياه منارا الصادق في المحبة حالو * يضهر في وصاف ايمانو ويلوح للعباد اجمالو * لو يكتم طول زمانو ينفق على حبيبو مالو * ويزيد مهجتو وابدانو ديما تراه بين اورادو وادكارو* عندو فكل وقت اعمارا يخشى تفوت فالهزل جميع اعصارو * ويضيع العمر اخسارا من هو لبيب فاطن يا صاح * يسعى في صلاح مقامو ويبوح بالغرام ويرتاح * من كيد الرقيب وملامو هدا الهوى صعيب وفضاح * يشعل في القلوب ضرامو به العشيق يتقلب فوق جمارو * ولا تفيد فيه حزارا ليل فى غرامو يفنى ونهارو* ومحبت الحبيب تجارا
نفعنا الله ببركة الوالي الصالح الشيخ سيدي محمد الحراق