عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 37 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: معالم التصوف الأساسية الأحد مارس 08, 2009 7:53 pm | |
| معالم التصوف الأساسية الدكتور سيد حسين نصر إن لفظ ( التصوف ) من الناحية الإسلامية نظير كلمة ( الدين ) و ( الإسلام ) في دلالتهما المطلقة ، يحمل معنى الاستمرار والشمول ... فإذا نحن عنينا بالإسلام الدين بمعناه العام اقتضى أن تكون العبادة الروحية ( أو التصوف كما يسميها المتصوفون ) الممارسة بالفعل تابعة للدين المقصود أو ( الإسلام ) الذي نبعت منه . أما إذا عنينا ( بالإسلام ) الدين الذي أعلن في القرآن الكريم ، فالتصوف الذي يتقيد بالشريعة ينبغي أن يكون هو كذلك راسخ الجذور في الوحي القرآني ، وهو الذي نسميه ( المذهب الصوفي ) بالمعنى العام المقبول لهذا التعبير ، وفي أي حال فإن النهج الروحي الصحيح لا يمكن انتزاعه من هيكل التعليم الإلهي الذي هو تابع له ... إن سلوك طريق الصوفية هو بمثابة موت المرء تدريجياً باعتباره الخاص ، وتحوله إلى وحدة ذاتية جديدة ، هو أن يولد من جديد ، واعياً أبداً ما كان عليه منذ الأزل ، دون أن يتنبه إلى ذلك قبل حصول التحول المذكور . وهو كذلك أن ينسل من هيكله الخاص كما تنسل الحية من أديمها الخارجي . ومثل هذا التغير يعني ضمناً تحولاً بعيد الغور في صميم جوهر النفس ، وذلك بتأثير الفاعلية العجيبة التي يحدثها الحضور الإلهي ، ويرسخها في أعماق القلب برعاية الرئيس الروحي ، وذلك بفضل البركة الإلهية التي تفيض من منابع الوحي نفسه . ومن أجل أن يتحقق هذا التغير ، ينبغي أن تربطه بالأصل صلة تقليدية أو ( سلسلة ) روحية وسلوك انضباطي ترتاض به النفس ، و ( مرشد ) يستطيع أن يؤمن تطبيق هذا السلوك ، وأن يوجه ( المريد ) في اجتيازه ( لمقامات ) هذا ( السفر ) . وأخيراً معرفة يقينية عن طبيعة الأشياء ، هي بمثابة دليل أمين للطالب النبيه في ( سيره وسلوكه ) ويشترط قبل ذلك بالطبع أن تعقد ( بيعة ) رسمية تلحق المريد بمرشده وبسائر أفراد السلك الروحي ، وكذلك بمراتب الموجودات العليا ، تلك هي معالم التصوف الأساسية .
المصدر: الصوفية بين الأمس واليوم للدكتور سيد حسين نصر – ص 20 – 21 . | |
|