عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 37 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: معرفة التوحيد الأحد مارس 08, 2009 2:38 pm | |
| معرفة التوحيد قال الأستاذ: المعرفة على لسان العلماء هو: العلم، فكل علم معرفة، وكل معرفة علم، وكل عالم بالله عارف، وكل عارف عالم. وعند هؤلاء القوم: المعرفة: صفة من عرف الحق سبحانه بأسمائه وصفاته؛ ثم صدق الله تعالى في معاملاته، ثم تنقى عن أخلاقه الرديئة وآفاته، ثم طال بالباب وقوفه ودام بالقلب اعتكافه فحظي من الله تعالى بجميل إقباله، وصدق الله في جميع أحواله، وانقطع عنه هواجس نفسه، ولم يضع بقلبه إلى خاطر يدعوه إلى غيره. فإذا صار من الخَلق أجنبياً، ومن آفات نفسه بريا، ومن المساكنات والملاحظات نقياً، ودام في السر مع الله تعالى مناجاته، وحق في كل لحظة إليه رجوعه، وصار محدثا من قبل الحق سبحانه بتعريف أسراره فيما يجريه من تصاريف أقداره، يسمى عند ذلك: عارفاً، وتسمى حالته: معرفة. واختلفت [[ يعني: في التعريف "ط" ]] عبارات الشيوخ عن معنى التوحيد [[ لأنهم عبروا بأحوالهم "ط" ]]: قال سيدُ هذه الطريقة الجنيدُ رحمه الله:" التوحيد إفراد للقدم من الحدث ". قال رويم:" التوحيد: محو آثار البشرية، وتجرد الألوهية ". [[ روى الإمام السلمي رحمه الله في طبقات الصوفية:" عن البوشنجى أنه قال:" التوحيد _ حقيقةً _: معرفته كما عرَّف نفسه إلى عباده؛ ثم الاستغناء به عن كل ما سواه "انتهى ]]. قال الجنيد:" إذا تناهت عقول العقلاء في التوحيد، تناهت إلى الحيرة " .. " أشرف كلمة في التوحيد: ما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه: سبحان من لم يجعل لخلقه سبيلاً إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته "، [[ قال شمس الزمان _ قدس سره _:" وهذا ظاهر عند من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، في قول الله تعالى { هو الأول والآخر والظاهر والباطن }، وقول رسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. { كان الله ولم يكن شيء غيره }[البخاري]؛ لأن حقيقة المعرفة الحسية: إدراك المعروف، والمُدرك: محدود، معدود، بموجِدٍ موجود، يجوز عليه التغير في الوجود، وهذا كله في حق الإله باطل مردود. وهذه الكلمة معنى قول الله تعالى: { لا تدركه الأبصار }، فتنبه "انتهى ]]. قال الأستاذ أبو القاسم: ليس يريد الصّديق رضي الله عنه أنه لا يعرف؛ لأن عند المحققين:" العجز: عجز عن الموجود، دون المعدوم "، كالمقعد عاجزٌ عن قعوده؛ إذ ليس بكسب له ولا فعل، والقعود موجود فيه، كذلك العارف عاجز عن معرفته، والمعرفة موجودة فيه؛ لأنها ضرورية. وعند هذه الطائفة: المعرفة به سبحانه في الانتهاء ضرورية، فالمعرفة الكسبية في الابتداء وإن كانت معرفة على التحقيق، فلم يعدّها الصديق رضي الله عنه شيئاً بالإضافة إلى المعرفة الضرورية، كالسراج عند طلوع الشمس وانبساط شعاعها عليه .. وسئل الجنيد عن التوحيد؟ فقال:" معنى تضمحل فيه الرسوم، وتندرج فيه العلوم، ويكون الله تعالى كما لم يزل ". وسئل الشبلي فقيل له: أخبرنا عن توحيد مجرد، وبلسان حق مفرد؟ فقال: ويحك!! من أجاب عن التوحيد بالعبارة فهو ملحد، ومن أشار إليه فهو ثنوي، ومن أومأ إليه فهو عابد وثن، ومن نطق فيه فهو غافل، ومن سكت عنه فهو جاهل، ومن توهم أنه واصل فليس له حاصل، ومن رأى أنه قريب فهو بعيد، ومن تواجد فهو فاقد، وكل ما ميزتموه بأوهامكم وأدركتموه بعقولكم في أتم معانيكم فهو مصروف مردود إليكم، محدث مصنوع مثلكم "، [[ فليسمع هذا الحشوية، وليعتبر به من جهل حالهم وخبث طويتهم وفساد عقيدتهم في الله تعالى، وليت شعري! ما ينفع ما يغرون الناس به من الحرص وتنزيه الصحابة _ فيما يزعمون _ وغير ذلك، مع فساد العقيدة بالله تعالى؟! "ط" ]] قال الجريري:" ليس لعلم التوحيد إلا لسان التوحيد "، [[ وهو قول الله تعالى: { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً }[طه:110] "ط" روى الإمام السلمي في طبقات الصوفية:" عن خير النساج أنه قال:" توحيد كل مخلوق ناقص، لقيامه بغيره، وحاجته إلى غيره؛ قال الله تعالى: { يا أيها الناس انتم الفقراء غلى الله } أي المتحاجون إليه في كل نفس { والله هو الغنى } عنكم، وعن توحيدكم، وأفعالكم، { الحميد } الذي يقبل منك ما لا يحتاج إليه، ويثيبك عليه ما تحتاج إليه "انتهى ]]. وقال الشبلي:" ما شم روائح التوحيد من تصور عنده التوحيد ". وقال الشبلي:" التوحيد: صفة الموحَّد حقيقة، وحلية الموحد رسماً ". وقال يوسف بن الحسين:" من وقع في بحار التوحيد لا يزداد على ممر الأوقات إلا عطشاً ". ويقال: من الناس من يكون مكاشفاً بالأفعال، يرى الحادثات بالله تعالى. ومنهم من هو مكاشف بالحقيقة، فيضمحل إحساسه بما سواه، فهو يشاهد الجمع سراً بسرّ، وظاهره بوصف التفرقة ". وسئل الجنيد عن التوحيد؟ فقال:" سمعت قائلاً يقول: وغنـى لي من قلبـي وغنيـت كمـا غنّـى وكنـا حينمـا كانـوا وكانـوا حينمـا كنـا فقال السائل: أهَلكَ القرآن والأخبار؟!! فقال: لا، ولكن الموحِّد يأخذ أعلى التوحيد من أدنى الخطاب وأيسره ".[right] | |
|