التا ءهب للموت

التأهب للموت

شكر الله لكي أختنا وبارككي الله وسدد خطاكي

كان أمير المؤمنين المنصور ذات ليله نائما ، فانتبه مرعوبا ، ثم عاود النوم ، فانتبه كذلك فزعا مرعوبا ، ثم راجع النوم ، فانتبه كذلك ، فقال ياربيع ، قال الربيع : قلت لبيك ياأمير المؤمنين ، فال : لقد رأيت في منامي عجبا ، قال : ما رأيت _جعلني الله فداءك ؟ قال :رأيت كأن آتيا أتاني فهينم بشىء لم أفهنه ، فا نتبهت فزعا ، ثم عاودني النوم ، فعازدني يقول ذلك الشىء ثم عاودني بقوله حتى فهمته وحفظته وهو :
كأني بهذا القصر قد باد أهله __________وعرى منه أهله ومنازله
وصار رئس القوم من بعد بهجة ___________ إلى جدث تبنى عليه جنادله
وما أحسبني ياربيع إلا وقد حانت وفاتي ، وحضر أجلي ، وما لي غير ربي ، قم فاجعل لي غسلا ، ففعلت ، فقام فاغتسل وصلى ركعتين ، وقال : أنا عازم على الحج ، فهيىء لنا آله الحج ،فخرج وخرجنا حتى انتهى إلى الكوفه ونزل النجف ، فأقام أياما ثم أمر بالرحيل تقدمت نوابه وجنده ، وبقيت أنا وهو بالقصر ، وشاكريته بالباب فقال لي ياربيع جئني بفحمه من المطبخ ، فجئته فقال لي أخرج وكن مع دابتي إلى أن أخرج ، فلما خرج وركب رجعت إلى المكان أطلب شيئا ، فوجدته كتب على الحائط بالفحمه :
المرء يهوى أن يعيش _______________________وطول عيش قد يضره
تفنى لذاذاته ويبقى ________________________ بعد حلو العيش مرة
وتصرف اليام حتى _________________________ ما يرى شيئا يسره
كم شامت بي إن _______________________-___ هلكت وقائل لله دره [center]