رسائل شوق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم 1

تاريخ التسجيل : 01/01/1970

رسائل شوق لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

رسائل شوق لرسول الله صلى الله عليه وسلم

للعارف بالله محمد بن عبد العزيز بن الوراق

ابن الفقيه مجد الدين ابن الشيخ العالم محمد عبد الملك السكندري ابن شعبان اللخمي

حرف الألف

بــــدأت بــذكــر الله مــدحــا iiمـقـدمــا و أثـنــي بـحـمـد الله شـكــرا معـظـمـا
و أخـتــم قـولــي بـالـصــلاة و انــمــا ( أصلي صـلاة تمـلأ الأرض و iiالسمـا

علـى مـن لــه أعـلـى الـعـلا متـبـوأ ii)

نبـي لـه فـي حـضـرة الـقـدس iiمـنـزل و حـجـابـه الأمـــلاك و هـــو iiمـبـجـل
أتــى آخـــر فـــي بـعـثـه و هـــو iiأول ( أقـيـم مقـامـا لــم يـقـم فـيـه iiمـرسـل

و أمسـت لـه حجـب الـجـلال تـوطـأ ii)

ترقى جميـع الحجـب و اختـرق iiالسنـا و صـلـى بـأمـلاك السـمـوات iiمعلـنـتـا
و سار الـى حجـب الجـلال و مـا ونـى ( الى العرش و الكرسي أحمد قـد iiدنـا

و نـورهـمـا مـــن نــــوره يــتــلألأ ii)

فـقـربــه الـرحـمــن قــــرب iiعـنـايــة و خـاطـبــه حــقــا بـغــيــر iiروايـــــة
فـلــمــا تـــــولاه بـحــســن ولايــــــة ( و أراه مـــن الآيـــات أكـبــر iiآيــــة

و مـا زاغ حـاشـا أن يـزيـغ المـبـرأ ii)

به قد رقـى جبريـل فـي ذروة الشـرف و زج به في النور مـن بعـد مـا iiوقـف
و لما سرى فـي بحـر عـز بـلا iiطـرف ( أتـاه النـدا يـا سيـد الرسـل لا iiتخـف

أنـــا الله مــنــي بالـتـحـيـات تــبــدأ )

تـقــرب الـيـنـا قــــد أتــــاك نــداؤنــا و سل تعط مـا ترضـى فـذاك iiرضاؤنـا
تــدلــل عـلـيـنـا فـالــقــراء قــراؤنـــا ( أردنــاك أحببـنـاك و هــذا iiعطـاؤنـا

بغـيـر حـسـاب أنــت للـحـب منـشـأ ii)

تـولــدت مـخـتـونـا فــبــورك iiطـلـعــة و طهـرت مـن كيـد الشياطيـن iiبضعـة
و شـرفـت بالـوحـي المـنـزل iiسـرعـة ( أنلناك في الدنيا علـى الرسـل iiرفعـة

فكـم مــن جــاه الــى الحـشـر يخـبـأ ii)

لـــــواؤك مـعــقــود بــعـــز iiيـعـمـلــه فـقــم لـيــرى شـانـيـك جـاهــا يـغـمـه
مـقـامـا عظـيـمـا ذو الـجــلال iiيـتـمــه ( أعـد لـك الحـوض الـذي مـن iiيؤمـه

و شـرب مـنـه شـربـة لـيـس يظـمـأ )

لقـد أطـنـب الـمـداح فــي كــل مشـهـد و كــل بلـيـغ مـعـجـز الـقــول iiمـنـشـد
فمـا بلغـوا وصفـا و لا بعـض iiمقـصـد ( أخـــلاي يـحـصـي مـديــح iiمـحـمــد

و فـي مـدحـه كـتـب مــن الله تـقـرأ ii)

نـبـي تعـالـى فـــوق حـضــرة قـدســه و خـاطـبـه حـتــى اسـتـطـال بـأنـســه
ترقـى عـلـى السـبـع الطـبـاق iiبحـسـه ( أيـمـدح مـــن أثـنــى ألإلاه iiبنـفـسـه

عليـه فكيـف المـدح مـن بعـد ينـشـأ ii)

مـدحــت رســـول الله مـــدح اصـابــة لــه راحــة تهيـمـن كـوكـف iiسـحـابـة
شـريــف مـنـيـف شـاكــر ذو iiانــابــة ( أمـــيــــن مــكــيـــن ذو iiمــهــابـــة

جـلـيــل جـمـيــل بـالـغـيـوب مـنـبــأ ii)

أتــى أهــل اشـــراك فـأبـطـل iiديـنـهـم و فـزنـا بـــه لـمــا عـرفـنـاه iiدونـهــم
فـأمـتــه قــــد أحــســن الله عـونـهــم ( أمـان لأهـل الأرض مـذ حـل iiبينـهـم

بـــه يـرفــع الله الـعــذاب و يــــدرأ ii)

أيـــا مخـلـصـا يدعوبـخـالـص iiقـلـبــه عسـى الله أن يشفـي بـه فـرط iiكـربـه
فـيـا أيـهــا الـعـاصـي الـمـقـر iiبـذنـبـه ( ألا فـــادع للـرحـمـن يرحـمـنـا iiبـــه

فلـولا الدعـا مـا كـان بالخـلـق يعـبـأ ii)

نـبـي الـهـدى أضـحـى الـفـؤاد iiبحـبـه و مـــن زاره لا شـــك يـغـفـر ذنــبــه
فـيـا مـادحـا مــن فـيــه عـظــم iiربـــه ( أعـــد مـدحــه ان الـقـلـوب iiتـحـبــه

بأوصـافـه تـجـلـى اذا هـــي تـصــدأ )

جــلا بــه فــؤادي يــا حــداة iiحثيثـكـم لـقـبـر رســــول الله فــهــو مغـيـثـكـم
قديمـكـمـو قـــد لـــذ لـــي iiوحـديـثـكـم ( أحبـتـنـا طـبـتـم و طـــاب iiحـديـثـكـم

فلا عـوض عنـه و لا الصبـر يطـرأ ii)

أيــا حــرم الـهـادي أمـــا آن iiأنلـتـقـي و أبـدي الـذي عـنـدي لـفـرط iiتقلـقـي
تـزايـد وجـــدي و الـزمــان iiمـعـوقـي ( أأصـــبـــر لا والله زاد iiتــشــوقـــي

الى من له وجه من الشمـس اضـوا ii)

فـــــوا الله ان الـهـاشـمــي iiدلـيـلــنــا سراج الهدى بحر النـدى فهـو iiسؤلنـا
فـمـن مثلـنـا هــذا الـرسـول iiرسولـنـا ( ألـفـنـاه حـتــى خـامـرتـه iiعـقـولـنـا

فـلا الشـوق مفقـود و لا الوجـد يـهـدأ

نظـمـت مـديــح الهـاشـمـي iiجـواهــرا و بــت الليـالـي فــي معانـيـه iiسـاهـرا
و لـمـا بــدا التقصـيـر مـنـي iiظـاهــرا ( أتـيـت الــى مـدحـي عــلاه مـبــادرا

لـعـلـي بـغـفــران الــذنــوب أهــنــا ii)

و مـا لـي لا ابكـي علـى طـول iiغفلتـي و صرف زمانـي عنـه معـوق iiرحلتـي
عرفـت ذنوبـي حيـن لـم تشـف علتـي ( أنــا رجــل ثقـلـت ظـهـري iiبـزلـتـي

و مــن زل يــأوي للشفـيـع و يلـجـأ )

أنــا مـذنـب أصبـحـت بالـذنـب iiمـيـتـا و لي عمل فـي اللـوح قـد صـار iiمثبتـا
دعـوتـك مضـطـرا بـطـه و هــل iiأتــى ( أغثني أجرني ضاع عمري الى متى

بــأثــقــال أوزاري أرانـــــــي أرزأ ii)

أتلى العبد يرجو العفو و العبد iiخاضـع فقـيـر الــى مـــولاه بـالـجـود iiطـامــع
فمـا حيـاة المسكـيـن مــا هــو iiصـانـع ( اذا لــم يـكـن مـــن جـنـابـك شـافــع

شقيـت و مـا لـي غيرجـاهـك ملـجـأ ii)

حرف الباء

ألا قـــل لـمــن يـتـلـو الـمـدائـح iiمـعـلـنـا مـديـح رســول الله هـــو غـايــة iiالـمـنـا
سنـى فاستنـار الكـون مــن ذلــك السـنـا ( بـنــور رســـول الله أشـرقــت iiالــدنــا

فـفـي نـــوره كـــل يـجــيء و يـذهــب ii)

نــبــي تــزكـــى للـمـهـيـمـن iiعـصــمــة فــآتـــاه قــرآنـــا و نـــــورا و حـكــمــة
فلـلـه كــم أجـلـى عـــن الـخـلـق iiظـلـمـة ( يــراه جــلال الـحــق للـخـلـق iiرحـمــة

فـكــل الـــورى فــــي بــــره تـتـقـلـب ii)

فـلـولا ه مــا سـدنــا عـلــى كـــل iiعـالــم و لــــم تـنـتـبـه لـلـحــق مـقـلــة نــائـــم
و لـكـن هــو المـخـتـار مـــن آل iiهـاشــم ( بـــدا مـجــده مـــن قــبــل نــشــأة iiآدم

و أسماؤه فـي العـرش مـن قبـل تكتـب ii)

لـــه سـيــرة مـــن قــبــل آدم iiســطــرت و نــوح بــه أهــدى السفيـنـة اذ iiجــرت
و اطـفـأ بــه ابـراهـيـم نـــارا iiتـسـعـرت ( بمـبـعـثـه كـــــل الـنـبـيـيـن iiبــشـــرت

و لا مــرســـل الا لأحــمـــد يـخــطــب )

جـلــيــل عـظــيــم قــــــدره و هــبــاتــه مـنـيـع و أهــــل الله أضــحــت حـمـاتــه
الـى الحـشـر قــد عـمـت علـيـه iiصـلاتـه ( بـتــوراة مـوســى نـعـتــه و صـفـاتــه

و انجـيـل عـيـسـى بالـمـدائـح يـطـنـب )

حــلــيــم رحـــيـــم لـــيـــن iiمـتــلــطــف حــيـــي نـــــدي لـلـبــريــة iiمــنــصــف
بــهـــي زكــــــي لـلـعــلــوم مـــشـــرف ( بـشـيــر نــذيــر مـشـفــق iiمـتـعـطــف

رؤوف رحــيـــم مـحــســن مــتـــأدب ii)

حــوى شــرف الـداريـن حـقــا فـأبـرعـا و ســاد جمـيـع الأنبـيـاء و مـــا iiادعـــى
و سـار الـى عــرش المهيـمـن iiمسـرعـا ( بأقدامـه فـي حضـرة القـدس قـد iiسعـى

رسـول لــه فــوق المنـاصـب منـصـب ii)

مــن الـرجـس و الأدنــاس طـهـر iiقـلـبـه و أدنـــاه مــنــه ثــــم ســهــل iiصـعـبــه
فـمـن مـثـل هــذا المصطـفـى يــا iiمحـبـه ( بأعـلـى الـسـمـا أمـســى يـكـلـم iiربـــه

و جـبـريـل نـــاء و الحـبـيـب مـقــرب ii)

فناهـيـك مــن قــرب عـلـى رفــع iiهـمــة مقـامـا عظيـمـا قــد حــوى كــل iiحـكـمـة
و كـم فيـه مـن عـلـم و فـضـل و iiرحـمـة ( بـعـزتــه ســدنــا عــلــى كــــل iiأمــــة

و مـلـتـنـا فـيـهــا الـنـبـيـون تــرغــب )

ألا يـــا رســـول الله هـــل لـــي رحــلــة الـيــك فتـشـفـى مــــن فــــؤادي iiعــلــة
فمـن غيـر جـاه المصطـفـى لــي وصـلـة ( بــه مـكـة تـحـمـى بـــه الـبـيـت قـبـلـة

بــه عـرفـات نحـوهـا النـجـب تـجــذب )

أحــادي المطـايـا نـحــوه مـــن iiيلـومـهـا ومــن شوقـهـا لــم يـبــق الا iiرسـومـهـا
و فـي القـرب مـن قبـر الحبيـب iiنعيمـهـا ( بـريــاه طــابــت طـيـبــة و iiنسـيـمـهـا

فمـا المسـك مـا الكافـور ريــاه أطـيـب ii)

تـضـوع فــي الآفــاق عـطــر iiنسيـمـهـم سـكـرنـا بـــه فالـقـلـب الـشــوق مـغــرم
الـــى مـــن لـــه ذكـــر رفــيــع iiمـعـظــم ( بـهــي جـمـيـل الـوجــه بـــدر iiمـتـمــم

صـبــاح رشــــاد لـلـضـلالـة مــذهــب ii)

ألا فـاحـد لــي فالقـلـب بالـشـوق iiمـغــرم و فـرط اشتياقـي لـيـس لــي فـيـه متـهـم
و قــل لــي فـــان الـقـلـب مـنــي iiمـتـيـم ( بمـن أنـت يـا حــادي النـيـاق iiمـزمـزم

أرى القـوم سكـرى و الغياهـب تلـهـب ii)

بـراهـا الـنـوى فاستغنـيـت عــن iiتـجـلـد فـــلا تعتنـفـهـا واحـدهــا حـــدو iiمـنـشـد
فـقـد بـانـت الأنــوار فــي كـــل iiمـشـهـد ( بــدور بــدت بـــل لاح وجـــه iiمـحـمـد

و صهبـاء دارت بــل حديـثـك مـطـرب ii)

سكـرنـا بخـمـر الـحـب اذ طــاب شـربـن فـــلا تعـذلـونـا بـــاح بـالـســر iiوجــدنــا
أتـى الطـيـب مــن أرض الحبـيـب iiيدلـنـا ( بـأرواحـنــا راح الـحـجـيــج و iiكـلــنــا

نشاوى كأن الراح فـي الركـب يشـرب ii)

بذكـر النـبـي المصطـفـى طــاب iiعيـشـن نـبــي كـريــم طــيــب الــذكــر و الـثـنــا
أجــل مــن الـوصــف الـرفـيـع iiشفيـعـنـا ( بـأوصـافـه الحـسـنـى تـطـيـب قلـوبـنـا

و تهـتـز شـوقـا و الـركـائـب تـطــرب ii)

أرى الـنــاس فـكــوا للـرحـيـل iiعقـالـهـم فــوا حـزنـي لــو كـنـت أحــدو جمـالـهـم
و لـكـن بذنـبـي قــد حـرمــت iiوصـالـهـم ( بطـيـبـة حـــط الصـالـحـون iiرحـالـهــم

و أصبحـت عـن تلـك الأماكـن أحـجـب ii)

فـيــا رب انـــي تـائــب مـــن iiخطيـئـتـي فـخـذ بـيـدي و اسـتـر بفضـلـك iiحوبـتـي
و جــد لــي بعـفـو مـنــك قـبــل iiمنـيـتـي ( بـذنـبـي بـــأوزاري حـجـبـت iiبـزلـتــي

مـتـى يطـلـق الجـانـي وطيـبـة تـقـرب ii)

أتــيــت لــكــم والــذنـــوب iiبـضـاعـتــي فحـمـلـت مـــن أثقـالـهـا فـــوق طـاقـتـي
دعــوتــك مـضـطــرا فـعـجــل iiاجـابـتــي ( بـذلــي بـافـلاسـي بـفـقــري iiبـفـاقـتـي

الـيـك رســـول الله أصـبـحـت أهـــرب )

أرى العمر ولى مثل ما الطيف في الكرى و أخفـيـت فـعـل الـسـوء فـيــه iiمـسـطـر
فمـا حيلـتـي يــوم الحـسـاب بـمـا جــرى ( بجاهـك أدركـنـي اذا حـوسـب iiالــورى

فـانـي علـيـكـم ذلـــك الـيــوم أحـســب ii)

أيـــا خيـرخـلـق الله أصـبـحـت عـمـدتـي فـخــذ بـيــدي انـــي جـهـلـت iiبشـقـوتـي
و كــن جـابـرا يــوم المـعـادي iiبغـربـتـي ( بـمـدحـك أرجــــو الله يـغـفــر زلــتــي

و لوكنـت عبـدا طــول عـمـري أذنــب ii)

اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَانَا مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ الْأَصْلِ النُّورَانِيَّةِ1 ، وَلَـمْعَةِ الْقَبْضَةِ الرَّحْمَانِيَّةِ2 ، وَأَفْضَلِ الْـخَلِيقَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ، وَأَشْرَفِ الصُّورَةِ الْـجِسْمَانِيَّةِ3 ، وَمَعْدَنِ الْأَسْرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ4 ، وَخَزَائِنِ الْعُلُومِ الْاِصْطِفَائِيَّةِ5 ، صَاحِبِ الْقَبْضَةِ الْأَصْلِيَةِ، وَالْبَهْجَةِ السَّنِيَّةِ، وَالرُّتْبَةِ الْعَلِيَّةِ6 ، مَنْ انْدَرَجَتِ النَّبِيُّونَ تَحْتَ لِوَائِهِ7 فَهُمْ مِنْهُ وَإِلَيْهِ8 ، وَصَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ عَدَدَ مَا خَلَقْتَ وَرَزَقْتَ وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ إِلَى يَوْمِ تَبْعَثُ مَنْ أَفْنَيْتَ، وَسَلِّمْ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً، وَالْـحَمْدُ للَّـهِ رَبِّ الْعَالَـمِينَ

اللهمَّ صلِّ على سيدنا محمدٍ صلاة عبدٍ قلـّـت حيلته، ورسول الله وسيلته ، وأنت يا ربي لها ولكل كربٍ عظيم ، ففرج يا مولانا عن جميع المسلمين ما هـُـم فيه بسرّ أسرار الفاتحة

وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

خويدمكم وخادم لمحبى آل البيت ألأطهار / ( أسامة منصور ) عاشق النبي وآله الطيبين الطاهرين