امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات
هي خولة بنت ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبةبن غنم ابن عوف وهي كانت من الفصحاء والبلغاء وكان زوجها أوس بن صامت بن قيس أخو عبادة بن صامت رضي الله عنهما أنجبت منه الربيع.
وهي المرأة التي جاءت إلي نبينا الكريم المصطفى صلى الله عليه وسلم تشتكي زوجها وتجادله فيه بعد أن قال لها أوس بن الصامت عندما غضب منها: أنت علي كظهر أمي ثم عاد لها مرة أخرى يريدها عن نفسها فأبت .....
وقالت: كلا والذي نفس خولة بيده لاتخلص إلي وقد قلت ماقلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه .....
فجلست بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له مالقيت من زوجها وهي بذلك تستفتيه وتجادله في الأمر
وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماأمرنا في أمرك بشئ ماأعلمك قد حرمت عليه وهي لشدة إيمانها تعيد الكلام علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبين له ماقد يصيبها وابنها أذا افترقت عن زوجها وفي كل مرة يقول لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: مااعلمك قد حرمت عليه
فرفعت يديها الي السماء لتشكو إلى رب العالمين الرحمن عز وجل وقالت: اللهم أني أشكو إليك مانزل بي .....
وماكادت أن تفرغ من دعائها حتى نزل جبريل عليه السلام بالوحي علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ياخولة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآناً ثم قرأ عليها: ما جاء من قول الله تعالى في سورة المجادلة "قد سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير" صدق الله العظيم.
وكان هذا جزاء إحسانها في خلقها مع الله ومع دين الإسلام مما يوضح ضرورة الاهتمام باتباع قواعد الإسلام سرا وعلانية وضرورة الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة في طاعة الله عز وجل مهما كانت المسألة صعبة ومعقدة.