العابد الزاهد سيدي أبو مسلم الخولاني في سطور

العابد الزاهد ** سيدي أبو مسلم الخولاني ** في سطور

الحمد لله رب العالمين , أيقظ من خلقه من اصطفاه فأدخله في جملة الأخيار , ووفق من اجتباه من عبيده فجعله من المقربين الأبرار , وبصر من أحبهم فزهدهم في هذه الدار . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله . .
وبعد ,,, فهذه ترجمة يسيرة لأحد أقطاب التابعين , وعلم من أعلام عباد الله الصالحين , اقتطفتها من جملة كتب من كتب التراجم حتى أضعها بين يدي إخواني الأعزاء أعضاء منتدانا الغالي , راجيا منهم الدعاء , وأسأل الله من قبل أن يتقبل منا أعمالنا وان يجعلها خالصة لوجهه الكريم . ذلكم التابعي الزاهد , والفاضل الناسك العابد هو سيدي أبو مسلم الخولاني . .

اسمه ونسبه :
هو : سيدي أبو مسلم الخولاني اليماني الزاهد , قارئ أهل الشام , اسمه عبد الله بن ثوب - بضم المثلثة وفتح الواو وبعدها موحدة - ويقال ابن ثواب , ويقال ابن أثوب , نزل الشام وسكن داريا بالقرب من دمشق , وكان قد رحل يطلب النبي - صلى الله عليه وسلم - فمات النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الطريق ولقي أبا بكر الصديق .

روى الحديث عن : عبادة بن الصامت , وعمر بن الخطاب , وعوف بن مالك الأشجعي , ومعاذ بن جبل , ومعاوية بن أبي سفيان , وأبي ذر الغفاري , وأبي عبيدة بن الجراح , وغيرهم .
وروى عنه : حرام بن حكيم الدمشقي , وشرحبيل بن مسلم الخولاني , وعبد الله بن عروة بن الزبير , وعطاء بن أبي رباح , وعطاء الخرساني , ومحمد بن زياد الألهاني , ومكحول وغيرهم .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام وقال : كان ثقة توفي في زمن يزيد بن معاوية .
كان - رضي الله عنه - فاضلا ناسكا عابدا وله كرامات وفضائل

عن علقمة بن مرثد قال : انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين منهم أبو مسلم الخولاني فإنه لم يكن يجالس أحدا يتكلم في شيء من أمر الدنيا إلا تحول عنه .

جملة من كلامه - رضي الله عنه - :
وعن صفوان بن مسلم قال : قال أبو مسلم الخولاني : كان الناس ورقا لا شوك فيه فإنهم اليوم شوك لا ورق فيه , إن ساببتهم سابوك , وإن ناقدتهم ناقدوك , وإن تركتهم لم يتركوك , وإن نفرت منهم يدركوك . قال : فما أصنع ؟ قال : هب عرضك ليوم فقرك.

عن شرحبيل بن مسلم عن أبي مسلم الخولاني أنه كان إذا وقف على خربة قال : يا خربة أين أهلك ؟؟ ذهبوا وبقيت أعمالهم , وانقطعت الشهوات وبقيت الخطيئة , ابنَ آدم ترْكُ الخطيئة أهون من طلب التوبة .

له الكثير والكثير من الأخبار والكرامات التي ملأت كتب التراجم والأخبار , ولقد اقتصرت منها على هذه النادرة .

من نوادر أخباره وكراماته - رضي الله عنه - ما روي عن إسماعيل بن عياش - رضي الله عنه - قال : أخبرنا شرحبيل بن مسلم الخولاني أن الأسود بن قيس بن ذي الخمار ( العنسي ) تنبأ باليمن فبعث إلى أبي مسلم فلما جاءه قال له : أتشهد أني رسول الله ؟ قال : ما أسمع . قال : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم , قال أتشهد أني رسول الله ؟ قال : ما أسمع . قال : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟ قال : نعم , فردد ذلك عليه , كل ذلك يقول له مثل ذلك . قال : فأمر بنار عظيمة فأججت ثم ألقي فيها أبو مسلم فلم تضره شيئا قال : فقيل له : انفِه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك . قال فأمره بالرحيل , فأتى أبو مسلم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم واستُخلِف أبو بكر , فأناخ أبو مسلم راحلته بباب المسجد ودخل المسجد وقام يصلي إلى سارية , فبصر به عمر بن الخطاب فقام إليه فقال : ممن الرجل ؟ قال : من أهل اليمن قال : ما فعل الرجل الذي أحرقه الكذاب بالنار ؟؟!! . قال : ذلك عبد الله بن ثوب , قال : أنشدك بالله أنت هو ؟؟ قال : اللهم نعم . قال : فأعتنقه عمر وبكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر وقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله عليه السلام .

رضي الله عنه وأرضاه , وجمعنا به مع سيد العارفين سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم في دار الخلد .. .. .. آميــــــــــــــــن

لمعرفة المزيد من أخبار سيدي أبي مسلم الخولاني يرجع إلى الكتب الآتية :
الاستيعاب في معرفة الأصحاب & الإصابة في تمييز الصحابة & تاريخ مدينة دمشق & حلية الأولياء & صفة الصفوة . [center]