عش سعيدا..............

تاريخ التسجيل : 01/01/1970

عش سعيدا

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على اله و صحبه عدد ما فى علم الله
..........
احبابنا ابنائنا الصغار :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
انا سعيدة جدا لانه وجد لكم منتدى جميل نلتقى فيه معكم و ادعوا الله اننى ساسهم كغيرى فيه بشئ مفيد تحبونه لا يكون شيئا مملا و لكنه نافع
...........
الاطفال دائما مرتبطين بمعانى المرح و السرور و السعادة لانهم يدخلون البهجة على كل القلوب ببرائتهم و نبل طباعهم و صفاء السريرة و هذه معانى جمال يفتقد اليها كثير من الكبار و لهذا فهم محظوظون جدا
تهانى يا احبائى و طبتم و طابت اوقاتكم الخيرة بكل ما فى الكون من مسرات و انوار
.......
السؤال الان هو كيف يمكن ان يكون الطفل سعيدا؟
منذ فترة و انا ابحث عن اجابه لهذا السؤال و عثرت بالامس على كتاب جميل موجه بالاحرى للكبار لكن لاننى اعتبر الصغار رجال ايضا ساخذكم فى رحله جميلة مع بعض النصائح الجميلة فى كتاب ( ساعات من حياتى ) لمؤلفه طاهر الطناحى يقول هذا المؤلف :
عش سعيدا ........نعم .. عش سعيدا و استقبل الحياة مبتسما فى شجاعة و تفاؤل فان الحياة جديرة بان تعاش و ليس فيها من المتاعب الا ما صنعه الانسان لنفسه او ما صنعه لاخيه الانسان ...... و لا ادرى من كان اول من شوه جمال الحياة فى نظر الانسان منذ اقدم العصور و من ذا الذى سماها دنيا لانها دنيئة
لو عرف الانسان الحياة لوجد فيها اسبابا كثيرة تحقق له السعادة بل و تحقق له الجنة فى الدنيا قبل ان يراها فى الاخرة و من هذه الاسباب ما يلى :
ـــــــــــ الحب و السلام :
فالحياة بغير حب لا يستقيم لها حال فالحب بين الانسان و اخيه يبعثهما على التعاون و الحب بين افراد الاسرة الواحدة ينشر السعادة فيها و الحب بين ابناء الامة يدفعهم الى الاتحاد فى كل الاعمال النافعة و الحب بين الامم ينشر السلام فى العالم لان السعادة لا تتحقق للانسانية مالم ينتشر السلام و لن ينتشر السلام الا اذا زالت اطماع السياسيين المستعمرين و سادت العدالة و الثقة بين الدول و استشعرت القلوب الرحمة و الحنان على من تصيبهم الكوارث
.......
اطفالنا احبابنا ملائكة الخير و البركة هل لنا ان نسالكم الدعاء بان يعم فى الدنيا السلام ؟
لماذا لا تجيبوننى ؟
قولوا فقط اميييييييين
ــــــــــ
هل تعرفون ما السبب التانى للسعادة ؟
ـــــــــــــــــ انه الصحة :
من القصص التى تروى ان احد الدراويش سافر للحج الى بيت الله الحرام فبلى حذاؤه والهبت حرارة الصحراء قدميه فقضى سفره ساخطا يندب سوء حظه الذى حرمه من مال يساعده على شراء مطية توفر عليه مشقة الطريق حتى اذا وصل الى مكة المكرمة راى على احد ابوابها سائلا مريضا مقطوع الساقين فبكى و استغفر و ادرك انه ذو حظ كبير بقدميه و حمد الله على انه افضل حالا من هذا المريض المحروم فالصحة يا احبابى اغلى انواع السعادة و ليست السعادة مالا و لا جاها و لا سلطانا لكنها قبل كل شئ صحة كاملة متى توافرت للانسان هانت امامه كل الصعاب
حافظوا دائما على نعمة الصحة و احرصوا على شكر الله عليها
هل تعدوننى بهذا ؟
اطفالنا الاحباب هل ندعوا الان معا لجميع مرضى المسلمين و المسلمات اعرف انكم ستفعلون ذلك باستمرار و لكن الان فقط قولوا اميييييييين
اللهم اغفر لامة محمد اللهم ارحم امة محمد اللهم انصر امة محمد اللهم اشفى مرضاهم اللهم وحد صفهم اللهم انصر جندهم اللهم اعلى كلمة الاسلام و المسلمين بجاه سيدنا المصطفى الامين و اله الكرام الطيبين و بجاه براءة الاطفال و صدق توججهم الى رب العالمين
...........
هل تعرفون السبب الثالث للسعادة ؟
نعم انه حسن المعاشرة
فالناس قد يفقدون المودة و الحب بينهم لا احد يستطيع ان يجبر احدا على حب انسان لا يحبه لكن الناس يمكنهم ان يسعدوا على الرغم من ذلك بحسن المعاشرة
قال سيدنا الصحابى الجليل عمر بن الخطاب رضى الله عنه لطليحة الاسدى:
(قتلت عكاشة بن محصن فلا يحبك قلبى )
فقال طليحة :
( فمعاشرة جميلة يا امير المؤمنين فان الناس يتعاشرون على البغضاء )
و قد صدق طليحة فان الانسان يستطيع ان يعاشر الناس معاشرة حسنة و لو كان يبغضهم
قال الشيخ الفقيه عبد الله بن عباس رضى الله عنه:
( ان امور التعايش فى مكيال ثلثه الفطنة وثلثاه التغابى )
فالتغابى و التغاضى و التسامح توفر للانسان وقتا سعيدا اهم من الحقد و النزاع.....و الاجدى ان يقضيه فى راحة ضمير و عمل نافع و عيش راضى
اعتقد انكم ادركتم كيف ان الدين معاملة الان اريدكم ان تتعلموا الذكاء الاجتماعى يعنى حاولوا عاشروا بالمعروف من تكرهون و الافضل ان لاتكرهوا احدا
انا اعرف ان قلوبكم الحلوة هذه لا تحتمل الكراهية لكن انصحوا الكبار على نبذ الخلاف و قربوا بينهم .........هذه يا احبابنا امانة كبيرة لكنكم اقوياء بكل صفاتكم التى ترتفع عن الشرور و نوازع النفس
حسنا لنعود لاسباب السعادة
من اسباب السعاد ةايضا القناعة ــــــــــــ
سئل الرسول عليه الصلاة و السلام :
ماهى السعادة؟
قال عليه الصلاة و السلام :
القناعة
لا تتنافى القناعة مع حب الحياة لان القانعين لا يكرهون الحياة و لكنهم يحبونها و يعملون لها حتى يظفروا بما يريدون ثم يمنعهم سمو اخلاقهم و حبهم للكفاف عن ان يغتروا بالحياة و يطمعوا فيها فيقنعوا بما قدر لهم عاملين بقول الفارس الشاعر ابى فراس الحمدانى :
ما كل ما فوق البسيطة كافيا ............ فاذا قنعت فكل شئ كاف
و قد يقنعون باقل مما قدر لهم من خير ليتركوا نصيبا لغيرهم ينعم بالخير مثلهم
و قد قال سيدنا سعد بن ابى وقاص رضى الله عنه لابنه :
يا بنى اذا طلبت الغنى فاطلبه بالقناعة فان لم تكن لك قناعة فليس يغنيك مال
و اما الزهد فى الحياة فهو الذى يحمل عند الكثيرين معنى الكراهية لها و لهذا كان الذين يتخلصون من الحياة بالانتحار ليسوا من القانعين بل من الجبناء
.........
هل تعرفون ما هو معنى اصدقاء السعادة ؟
فى الحياة صنفان من الناس : صنف تكسب صداقته الشقاء وصنف تجلب مودته الخير و البركة و السعادة
قال ابو تمام :
يشقى رجال و يشقى اخرون بهم ...............و يسعد الله اقواما باقوام
فلكى تحمى نفسك من الشقاء ابتعد عن رفاق السوء و اخلاقهم و اعمالهم المشينة و استكثر من صحبة الاخيار الطيبين من الصالحين و العلماء و الادباء لانها كل يوم تكسبك ثروة جديدة و توجهك فى الحياة الى الفوز و النجاح
لا تقولوا نحن صغار كيف لنا ان نصحب العلماء و الادباء و رجال الدين و غيرهم من الصالحين فانتم كبار باخلاقكم النبيلة و قلوبكم الصافية و محبتكم للخير بالفطرة بل انكم اكبر الناس قدرا يا احباب
هناك شئ جميل احدثكم عنه الان و هو الاخلاق العملية و هذا سر اذا عملتم به سيسعى الجميع لاكتساب صداقتكم و الترحيب بكم فى كل المحافل حتى و لو كنتم صغارا فى العمر
هذا السر يكمن بالاضافة الى المعاشرة الحسنة فى الشعور بالسئولية و الاخلاص فى العمل و المثابرة و الصبر على الجهاد فى الحياة و الاحسان للغير و العدالة فى الحكم على الغير و هذه الاخلاق العملية قد تكون اهم من الاخلاق الفاضلة الذاتية كالعفاف و الورع و ربما يكون الانسان عفيفا ورعا و لكنه غير سعيد فى حياته و ان كان سعيدا فى نفسه لان السعادة الحقة هى التى يشترك فيها الانسان مع اخيه الانسان و يبنى فيها لبنة فى صرح سعادة الانسانية فلا ينبغى لكم اعزاؤنا الاطفال الحلوين ابد ابد ان تقولوا مثلما قال القائل:
انما دنياى نفسى فاذا .......... هلكت نفسى فلا عاش احد
ـــــــــ
لقد قال الفيلسوف جوساف لوبون :
قوامالعمران شيئان: الجوع و الحب
وهو يعنى بذلك ان الجوع يدفع الانسان الى العمل و الحب يدفعه الى الاجتماع و ليس يريد بالجوع الشعور بخلو المعدة فقط بل جوع العقل الى المعرفة و جوع النفس الى الدين و جوع الوجدان الى الجمال و لا يمكن ان يوفر الانسان لنفسه السعادة الا اذا اخذ نصيبه من غذاء العقل و النفس و الوجدان و كلماتزود من ذلك الغذاء ازداد نصيبه من السعادة
كان الفيلسوف ارنست رينان بعد ان يلقى دروسه الرائعة يقول لسامعيه:
مهما اعتقدتم فى انفسكم المقدرة و النبوغ و سعة الاطلاع فانكم ستظلون دائما فى حاجة الى الاستزادة من المعارف و لن يكون لكم ذلك ببساطة ...فعليك الاطلاع احبابنا الاطفال و مخالطة الكبار و الاستفادة من مؤلفات الاقدمين و المعاصرين و اسعوا لطلب العلم باستمرار
.......
لا اريدكم احبابى الصغار ان تحزنوا ابدا لانكم لم تصلوا الى ما اردتم يوما ما بل كلما تفشلوا اعيدوا الكرة مرة بعد الاخرى فالفشل هو الطريق للنجاح ما دمتم تسعون دائما فى الخير و لتكن قوتكم من داخلكم لاننا نريد جيل قوى محب للحياة عاشق للمسؤولية معتمد على الله و رسوله لايخاف فى الله لومة لائم بغيته رضى الله و الحفاظ على حقه و سعادة الانسانية جمعاء
..........
اطفالنا و احبابنا الصغار اخشى اننى اطلت عليكم ......و لكن ما حيلتى و انتم اعذب و ارق ما خلق الله فليس فى صحبتكم سوى جمال يعلوه جمال على جمال
اترككم الان بعد ان صحبتكم فى رحلة و ارجو ان تكونوا سعداء مع ( اسرة الشعاع)
ـــــــــــــــ
لا تخف ........
لاتخافوا من المستقبل بل اصنعوه .......فانتم صناع الحياة
........
ما مضى فات ليس يرجع ماض ...........او يفيد البكاء و الاحزان
و لك الساعة التى انت فيها ........... فاغتنم ان يزينها الاحسان
لا تخف انما المؤمل غيب ................... و من الغيب مغنم و امان
و ادخر للحياة قلبا جسورا ............. لا ينال المنى ضعيف جبان
ــــــــــ
اسرة الشعاع تحبكم دائما و اذا احببتموها ستزوركم مرة اخرى
استودعكم الله
..........
الحمد لله كثيرا كثيرا