عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 37 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: مصطلحات التصوف الاسلامى الجزء الاول الخميس فبراير 26, 2009 3:23 pm | |
| 1- الأغيــــــــــــــــــار الغير في اللغة: الاسم من تغيّر بمعنى تحوّل, وغيّرهُ: جعله غير ما كان وحوّله وبدّله , وتغيّر الحال وانتقالها من الصلاح إلى الفساد, وتكون غير بمعنى سوى, وتُجمع على أغيار, وغِيرُ الدهر: أحداثه, والغيرية خلاف العينية وهي كون كل من الشيئين خلاف الآخر . والأغيار في اصطلاح الصوفية: هم عالم الكون بنوعيه اللطيف والكثيف .
2- الأفول والحلول والخمول الأفول في اللغة: الغياب وذهاب لبن المرضع . والحلول بالمكان: النزول فيه والوجوب كقولك حلّ أمر الله عليه حلولاً , أو الدخول , وتأتي بمعنى جمع إسم الفاعل (حالٌ) . والخمول: الخفاء .
والأفول في اصطلاح أهل الحقيقة: غياب الشيء عن النظر رغم وجوده، وهو مقام الصلة بالله مع ظن الناس بانقطاعها.
والحلول وهو أن يحل في القلوب الإيمان بالله والتصديق له والتوحيد والمعرفة, وهذه أوصافُ مصنوعات الله من جهة صنعه بهم , لا هو بذاته أو بصفاته يحل بهم, تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً, وهي حال يصير معها الذاكر الى مقامٍ يفنى فيه عن نفسه وعن الخلق أجمعين, وتجري ينابيع الحكمة من قلبه, وأساسها المحبة بين الخالق والمخلوق .
والخمول في اصطلاح القوم: هو سكون الجسد والمادة وثورة الروح والقلب أو شدة اليقين حتى لا يبقى في الأمر زيادة (لو كشف الحجاب ما إزددتّ يقيناً), أو هو اليقين المطلق دون طلب دليل وغالباً ما يأتي هذا للسالك في نهاياته , أو هو إسقاط المنزلة عند الناس، وهو لأصحاب الولاية المكتومة أو المطموسة.
3-البـــــــواده والهجوم البواده في اللغة: هي ما تفجأُ . والهجوم: من هجم عليه، أي انتهى إليه بغتةً على غفلةٍ منه أو دخل بغير إذن , والانهدام , والاسراع .
البواده في اصطلاح أهل الحقيقة: هي ما يفجأ القلب من الغيب فيوجبُ بسطاً أو قبضاً . والهجوم ما يردُ على القلب بقوة الوقت من غير تصنّعٍ منك ويختلف حسب قوة الوارد وضعفه, فمنهم من يتغير ومنهم من يكون فوق ذلك حالاً وقوة, أولئك سادات الوقت .
4- التـــــلوين والتمكين التلوين في اللغة: من لوّن الشيء أي جعله ذا لون , ولوّن البُسر (يعني البلح الفجّ) بدا فيه أثر النضج . والتمكين: من مكّنهُ من الشيء وأمكنه منه أي جعل له عليه سلطاناً وقدرةً, وتمكن من الأمر واستمكن منه , قدر عليه وظفر به .
والتلوين معناه تلوّن العبد في أحواله أي تغيرها , فمن أشار إلى تلوين القلوب وتغيرالأحوال قال"علامة الحقيقة رفع التلوين"ومن أشار إلى تلوين القلوب والأسرار الخالصة لله تعالى في مشاهدتها وما يرد عليها من التعظيم وغير ذلك من تلوين الواردات قال"علامة الحقيقة التلوين" , وعلى المعنى الأول يكون صاحب التلوين أبداً في الزيادة والترقي من حالٍ إلى حال فإذا وصل تمكن . وعلى المعنى الثاني يكون صاحب التلوين في أكمل المقامات لانكشاف حقيقة معنى قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} وهو نهاية التمكين .
والتمكين هو مقام الرسوخ والاستقرار على الاستقامة , وانخناس أحكام البشريّة واستيلاء سلطان الحقيقة , وهو إقامة أهل الحقائق في محل الكمال والدرجة العليا، والعبور منه محال , قال واحد من المشايخ رضي الله عنهم"التمكين رفع التلوين".
جاء في حزب السيف: (ونفحةً من نفحاتك نلتمس بها مراتب أهل الرسوخِ والتمكين).
5- التـواجد والوجـد والوجـود تواجدَ: أرى من نفسه المحبة أو الحزن, والوجد:المحبة والغنى والقدرة, والوجود: خلاف العدم, والواجد: الغنيّ المحب القادر .
والتواجد في اصطلاح أهل الحقيقة: استجلاب الوجد بالذكر والتفكر . وقالوا إنه يتضمن التكلّف , والتشبّه في تكلّفه بالصادقين من أهل الوجد . وقيل إظهار حالة الوجد من غير وجد , والأصل فيه قوله صلى الله عليه وسلم"إن لم تبكوا فتباكوا" أراد به التباكي ممن هو مستعد للبكاء لا تباكي الغافل اللاهي .
والوجدُ: ما يصادف القلب ويرد عليه بلا تكلّفٍ وتصنّع , ولهذا قال المشايخ"الوجد المصادفة , والمواجيد ثمرات الأوراد , فكل من ازدادت وظائفه ازدادت من الله لطائفه" , وقيل الوجد ما تطلبه بكسبك واجتهادك , وقيل هو ما صادف القلب من فزعٍ أو غمٍ أو رؤية معنى من أحوال الآخرة أوكشْفُ حالةٍ بين العبد والله عز وجل, وهو سمع القلوب وبصرها وهو بشارات الحق بالترقي إلى مقامات مشاهداته , وهو رفع الحجاب عن القلب ثم مشاهدة الحق وملاحظة الغيب .
والوجود: هو بعد الإرتقاء عن الوجد, ولا يكون وجود الحق إلا بعد خمود البشرية, وهو تمام وجد الواجدين، وقال بعضهم هو ما تجده من الله الكريم , فالتواجد بداية والوجود نهاية والوجد واسطة بين البداية والنهاية .
6- تـــــــــوارد الإمــــــداد في اللغة: توارد القوم إلى المكان: حضروا الواحد بعد الآخر , وتواردوا الماء: وردوه معاً , وتوارد الشاعران: اتفقا في إيراد المعنى الواحد بلفظٍ واحد من غير أخذٍ ولا سماع , والإمداد تأخير الأجل , وأن تنصر الأجناد بجماعة غيرك , والإعطاء والإغاثة , ويقال في الشرّ مددته , وفي الخير أمددته , وأن تعطي الكاتب مدَّة (استمداداً) من الدواة للقلم
وفي اصطلاح أهل الحقيقة: هو تتابع وصول كل ما يحتاج إليه الممكن في وجوده على الولاء حتى يبقى , فإن الحق يُمدّه من النَفَس الرحماني بالوجود, والغذاء والنّفَس , والهواء .
وجاء في حزب السيف: (وبمددك الوافر وفيضك العميم توجني بتاج عظمتك)، (فلغير سخاء عطاء مدد جود كرمك لا تكلني)، (وحُفّنا بمدد رعايتك)
7- الجــــــــــــــــذب الجذب في اللغة ضدّ الدفع , وجذبَ المهر عن أمه: فطمه . وفي اصطلاح أهل الحقيقة هو تقريب العبد بمقتضى العناية الإلهيّة المهيّئة له كل ما يحتاج إليه في طيّ المنازل إلي الحق بلا كلفةٍ وسعيٍ منه . قال الطوسي: (فأما جذب الأرواح وسمو القلوب , ومشاهدة الأسرار والمناجاة والمخاطبة وما يشاكل ذلك , فإن أكثر ذلك عبارات تُعبّر عن التوفيق والعناية, وما يبدو على القلوب من أنوار الهداية على مقدار قرب الرجل وبعده , وصدقه وصفائه في وجده). قال أبو سعيد الخرّاز"إن الله تعالى جذب أرواح أوليائه إليه , ولذذها بذكره والوصول إلى قربه , وعجّل لأبدانهم التلذذ بكل شيء , فعيش أبدانهم عيش الحيوانيين, وعيش أرواحهم عيش الربانيين". وقال الواسطي رحمه الله"إنما أشهدهم ألطافة التي بها جذب سرائرهم إلى نفسه"وقال:"إذا جذب الأرواح عن الأشباح , ثبّت الأشباح مع العقول والصفات , لأنه حجبها بشرط العقول, وأيسهم أن يكون لهم شيء من غير سرائرهم بقوله تعالى"قل بفضل الله" .
8-الجمع والفرق / التفرقة الجمع لغة: تأليف المتفرق وضم البعض إلى بعض, والفرق الفصل , والجمع: جماعة الناس, ويوم الجمع: يوم القيامة, والفرق: الفلْق والتوزيع والتبديد والطريق في شعر الرأس .
والجمع شهود الحق بلا خلْق , والفرق أو التفرقة إشارة إلى خلقٍ بلا حق , وقيل مشاهدة العبودية . وقيل أصل الجمع والتفرقة قوله تعالى {شهد اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ} فهذا جمعٌ ثم فرق فقال {وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ}, وقوله تعالى {آمَنَّا بِاللّهِ} جمع, ثم فرق بقوله {وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا} .
والجمع أصل والتفرقة فرع, فكل جمع بلا تفرقةٍ زندقة, وكل تفرقةٍ بلا جمع تعطيل, قيل"جَمَعَهم في المعرفة وفرقهم في الأحوال", والمقصود أن الجمع تجريد التوحيد والتفرقة الإكتساب, فعلى هذا لا جمع إلا بتفرقة, وصحة الجمع بالتفرقة, وصحة التفرقة بالجمع لأن الجمع من العلم بالله, والتفرقة من العلم بأمر الله, ولا بد منهما جميعاً. والجمع حكم الروح , والتفرقة حكم القلب, قال الواسطي:"إذا نظرت إلى نفسك فرّقت, وإذا نظرت إلى ربّك جمعت"وقيل:"جمعهم بذاته وفرقهم بصفاته". وأن العبد إذا أثبت لنفسه كسباً ونظر إلى أعماله فهو في التفرقة, وإذا أثبت بالحق فهو في الجمع, وإذا تحقق بالفناء فهو جمع الجمع, فالتفرقة عبودية والجمع توحيد .
وخلاصة القول: أن الجمع ما سُلبَ عنك والفرق ما نُسبَ إليك, وأن من لا جمع له لا معرفة له, وأن من لا تفرقة له لا عبودية له, فقول العبد"إياك نعبد"إثبات للتفرقة بإثبات العبودية, وقوله"إياك نستعين"طلبٌ للجمع , فالتفرقة بداية الإرادة والجمع نهايتها .
9- الحــــــــــــــال الحال في اللغة: نهاية الماضي وبداية المستقبل ، وصفة الشيء وهيئته وكيفيته, ويؤنث ويذك, وحالُ متن الفرس: وسط ظهره, وتجمع على أحوال وأحوله .
وفي الإصطلاح عند أهل الحق معنى يرد على القلب من غير تصنّع ولا اجتلاب ولا إكتساب من طرب أو حزن أو قبضٍ أو بسط أو هيئة , ويزول بظهور صفات النفس سواءً يعقبه المِثلُ أو لا يعقبه, فإذا دام وصار ملكاً يسمّى مقاماً, فالأحوال مواهب والمقامات مكاسب, والأحوال تأتي من عين الجود, والمقامات تحصل ببذل المجهود . ويسمى الحال بالوارد أيضاً ولذا قالوا:"لا وِردَ لمن لا وارد له", وهو الوارد الذي يرد على قلب وجوارح السالك من صفاء الأذكار, وهو المعنى الذي يظهر من عالم الغيب بعد حصول صفاء الأذكار في القلب . [right] | |
|