اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد الحبيب المصطفي وعلي آله وأصحابه الطيبين الطاهرين
|
لكل عشاق الحبيب المصطفي |
|
| |
المواضيع الأخيرة | » ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوانالسبت نوفمبر 09, 2024 3:41 pm من طرف الناظورى » مؤلفات السيد عادل العرفى كاملةالأحد يوليو 14, 2024 7:59 pm من طرف الناظورى » شجرة تراتيب الامام الجيلى للبسطامى الثانىالثلاثاء مايو 14, 2024 5:07 pm من طرف الناظورى » لااله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمينالجمعة أبريل 26, 2024 3:59 pm من طرف الناظورى » الفاتحة لرسول الله وآلهالأربعاء ديسمبر 27, 2023 3:31 pm من طرف الناظورى » كتاب مرشد الزوار الى قبور الابرارالجمعة نوفمبر 17, 2023 3:46 pm من طرف الناظورى » غزة والصهاينة... الملائكة والشياطينالإثنين نوفمبر 13, 2023 4:46 pm من طرف الناظورى » نتنيولك...تاجر غزة(مسرحية من فصل واحد)الإثنين نوفمبر 13, 2023 4:46 pm من طرف الناظورى » تنظيم الجيش الصهيونى الارهابىالإثنين نوفمبر 13, 2023 4:45 pm من طرف الناظورى » وقف لشهداء سيول درنة ومدن الجبل الأخضرالسبت سبتمبر 16, 2023 8:14 pm من طرف الناظورى » ميراث الكراهية البغيض (جريمة حرق القرآن الكريم) السبت يوليو 29, 2023 6:10 pm من طرف الناظورى » مؤلفات ومجاميع السيد فهمى محمد بوشعالة رحمه الله(1973-2017)السبت يونيو 17, 2023 6:01 pm من طرف الناظورى » ملحق الجزء الاخير من صيغ الصلواتالثلاثاء مايو 25, 2021 5:45 pm من طرف الناظورى » أهواك يا خير الورى / كشف الحجابالإثنين يونيو 15, 2020 10:44 pm من طرف emaansaid » حكمه:أبي زكريا العنبري رضي الله عنه.الخميس سبتمبر 29, 2016 9:58 am من طرف Adil mohamed zayed |
المتواجدون الآن ؟ | ككل هناك 33 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 33 زائر لا أحد أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 212 بتاريخ الخميس أكتوبر 03, 2024 12:11 am |
|
| الصــوفيَّة فى القرآن والسُّــنَّة | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد عبد الله القاضى
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 09/03/2013 العمر : 71
| موضوع: رد: الصــوفيَّة فى القرآن والسُّــنَّة السبت مارس 30, 2013 6:54 pm | |
| [center][center]تابع: تمهيـد ---------------
إذن فكل هذه الأمور من الدين، والإحسان فرضٌ من فروض الدين طالبنا به الرحمن عزَّ وجلَّ،
وهو مقام يجمع الإسلام والإيمان،
فالإسلام هو عمل الجسم والمظاهر والظواهر، والإيمان عمل القلب - كما قلنا،
أما الإحسان فهو عمل الظاهر والباطن.
ولو أن رجلاً منا تعلم الكيفية الصحيحة للركوع والسجود والوقوف والجلوس للتشهد فى الصلاة، وجوَّد القرآن على يد عالم قارئ، وأتقن التلاوة،
لكنه أدى هذه الحركات ونطق بهذه الكلمات وقلبه فى بيته! أو فى عمله! أو فى السوق!
هل تكون هذه الصلاة لها القبول عند حضرة الله؟ لا ..
مع أنه أتقن الوقوف والركوع والسجود و وجوَّد التلاوة!
لكن القلب غافلٌ عن الله! أو مشغول عن الله!
ولذلك عندما يثنى ربنا على المؤمنين فى أول سورة المؤمنون فماذا يقول؟
( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ) - الذين نجحوا وهـم - (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ )
وهل الخشوع عمل من أعمال الجسم ؟ أم من أعمال القلب ؟
من أعمال القلب! إذاً العبرة بعمل القلب :
{ أن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم } ،
وإذا كان القلب خاشع، فهل يصح الخشوع والبدن غير خاضع لله! ؟ لا !
إذاً فتمام العمل خضوع البدن والجوارح لله،
وتمثلها بحركات الصلاة كما كان يؤديها حبيب الله ومصطفاه،
مع خشوع القلب وحضوره بين يدى الله عزَّ وجلَّ، وهذا ما نسمِّيه الإحسان!،
أى أحسن الركوع والسجود والتلاوة، وكذلك أحسن معهم الطهارة والخشوع والحضور لله عزَّ وجلَّ،
وهذا ما يطلبه أهل مقام الإحسان،
أو إن شئت قلت: الصالحون ، أو الصوفية، وهم من قال لهم حضرة النبى صلى الله عليه وسلم:
{ إن الله كتب الإحسان على كل شيء }
(رواه شداد بن أوس، سنن أبى داوود ومسلم)
فأى شئ يعمله الإنسان يجب أن يحسنه، كيف ؟ ..
إخواننا الغير منتبهين ظنوا أن الإحسان فى الأشياء الظاهرة وحسب!
كما قلت: الإحسان فى الحركات الظاهرة!،
إذاً لا بد معها من حركات القلوب لكى تنال المطلوب
( إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )
(27 - المائدة)
-------------
يتبع إن شاء الكريم تعالى **************** | |
| | | أحمد عبد الله القاضى
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 09/03/2013 العمر : 71
| موضوع: رد: الصــوفيَّة فى القرآن والسُّــنَّة الخميس مارس 14, 2013 6:44 pm | |
| تابع: تمهيــــــد
**************
وهل الدين إسلام فقط؟ أم هناك ما هو أعلى من مقام الإسلام؟
نعم! هناك مقام الإيمان، وهو أعلى من الإسلام،
ولذلك عندما قالت الأعْرَابُ آمَنَّا، قال حضرة الله: قـل لهـم لا ...
(قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ)
وذلك لأن الإيمان أعلى ... ولم يصلوا إليه بعد،
{ قال فأخبرني عن الإيمان}
فالإسلام أعمال الظواهر لهذه الجوارح، والإيمان أعمال القلب،
ولذلك فإن أعمال القلب أعلى
{ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره
" قال: صدقت}.
هل الدين إسلامٌ، ثم إيمانٌ وفقط!! أم هناك مقام أعلى؟
نعم! هناك ما هو أعلى؟ ماهو؟ .....
{ قال: فأخبرني عن الإحسان؟} ، إذاً المقام الأعلى فى الدين هو مقام الإحسان ،
وفى رواية
{ قال ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه.فإن لم تكن تراه، فإنه يراك}.
وهذا مقام الإحسان وهو المقام الأعلى، ...
فالمنتسبون للصالحين... والذين يمشون مع الصالحين... ويلازمون مجالس الصالحين
لماذا يفعلون ذلك؟!!!.
لأنهم يريدون أن يصلوا إلى المقام الأعلى فى الدين وهو مقام الإحسان.
إذن فنحن عندما نقول الصالحين أو نقول الصوفية، فنحن نقول على التمام
طلاب مقام الإحسان، أو الراغبون فى مقام الإحسان، أو العاشقون لمقام الإحسان،
أو الذين يريدون أن يكونوا عند الله فى درجة الإحسان
إذن هل درجة الإحسان هذه من الدين أم لا ؟!!!
بل فى الدين.
وهل هذا المقام فرضٌ أم نفل ؟ إنه فرض! لأن الحديث قال فى النهاية :
{ هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمور دينكم }
**********
يتبع إن شاء الله | |
| | | أحمد عبد الله القاضى
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 09/03/2013 العمر : 71
| موضوع: رد: الصــوفيَّة فى القرآن والسُّــنَّة الخميس مارس 14, 2013 6:17 pm | |
| تمهيـــــــــــد ************** (صحارى أسوان، يوم الأربـعاء 15 محرم 1429هـ، 23/1/2008م، بمنزل الحاج أحمد عبد الباسط) -------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم اخوانى وأخواتى القراء الكرام بارك الله عزَّ وجلَّ فيكم أجمعين... بعض إخواننا الصادقين في حبهم لله، المتأسين فى أحوالهم بسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدون فى النفس غضاضة، عندما يسمعون كلمة "تصوَّف" أو "صوفى" ويقولون: ما للتصوف وللإسلام؟
ويظـنون أن التصـوف شئ غـير الإسـلام.
ونحن وقبل أن نبحر معاًً فى هذا الكتاب، فإننا ومن خلال هذا التمهيد المقتضب؛ نضع النقاط فوق الحروف فى سهولة ويسر، فلا علينا الآن من إسم "التصوف" – فسنعود إليه لاحقاً - ولنبحث عن حقيقة الصوفية، والمغرمين بأحوال الصوفية، والمنتسبين إلى السادة الصوفية، ماذا يريدون ؟ وهل لهم سند مباشر وصحيح وواضح فى دين الله عزَّ وجلَّ بلا لبس ولا مراء؟
فنقول وبالله التوفيق:
إن دين الله عزَّ وجلَّ فصله الله جلَّ فى علاه، وأمر سبحانه أمين الوحى جبريل أن ينزل على الحبيب صلى الله عليه وسلم
وهو وسط أصحابه، وكان جبريل يسأل والحبيب يجيب،
وبعد أن انتهى جبريل عليه السلام وانصرف، قال صلى الله عليه وسلم أتعلمون من هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال هذا جبريل جاءكم يعلمكم أمور دينكم.
ومعظمنا يحفظ هذا الحديث، فهو حديث صحيح فى البخارى ومسلم وكل كتب الصحاح، والراوى له سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه،
ومع أننا نحفظ رواية الحديث، لكني سآتى بها هنا من أجل الوقفات التى نريدها فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
استمعوا إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، ماذا يقول:
{ بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب.
شديد سواد الشعر.لا يرى عليه أثر السفر.ولا يعرفه منا أحد.
حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم.فاسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه} –
وهنا يعلمنا عليه السلام أن طالب العلم عليه أن يظل ماشيا إلى أن يزاحم العالم بركبتيه،
وذلك لأن الحبيب صلى الله عليه وسلم رأى ثلاثة داخلين على مجلسه، فأخذ أحدهم يتخطى الرقاب حتى وصل إلى مكان خالٍ
بجوار رسول الله فجلس، وأما الثانى فنظر فى المجلس فوجده غاصاً بالجالسين فاستحى وجلس فى مؤخرة المجلس،
وأما الثالث فقد نظر إلى الحاضرين وتفرس وجوههم ثم مشى،
فقال صلى الله عليه وسلم: { ألا أخبركم عن النفر الثلاثة؟
أما أحدهم فأوى إلى الله فآواه الله، وأما الآخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه } (أبو واقد الليثى ،الإمام البخارى فى الجامع الصحيح)
إذن علينا أن نعمل فى مجالس العلم كما كان أصحابه صلى الله عليه وسلم فقد كانوا يقولون: كنا نزاحم العلماء فى مجالس العلم بالركب!
من أين تعلموا ذلك ؟ من جبريل عليه السلام
فأخذ يزاحم حتى زاحم الحبيب بركبتيه، ثم وضع يده على فخذيه،
وبعض الأخوة الغير منتبهين ظنوا -وهذا لسوء الفهم- أن جبريل وضع يده على ركبتى النبى، لا ...
ولكن جبريل جلس كما نجلس فى التشهد وكانت ركبتيه فى ركبة النبى،
وزيادة فى الأدب وضع يده على ركبتى نفسه وهى جلسة الأدب،
ولذا فينبغى أن يجلس الجالس مع العلماء بالأدب الذى كان عليه الأمين جبريل مع السيد النبيل صلى الله عليه وسلم
.. وقال:
{ يا محمد .. أخبرني عن الإسلام .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ، قال: صدقت. قال: فعجبنا له، يسأله ويصدقه!!! }}. وهذا هو مقام الإسلام ... وهو أول مقام فى الدين.
************** يتبع إن شاء الله [b]
عدل سابقا من قبل أحمد عبد الله القاضى في السبت مارس 30, 2013 6:23 pm عدل 1 مرات | |
| | | أحمد عبد الله القاضى
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 09/03/2013 العمر : 71
| موضوع: رد: الصــوفيَّة فى القرآن والسُّــنَّة الأحد مارس 10, 2013 6:56 pm | |
| مقدمة الطبعة الأولى
************
الحمد لله مولى الفضل والجود والكرم، واهب الخير والبر والنعم والصلاة والسلام على من به أجرى الله الكتابة في لوحه المحفوظ بالقلم، سيدنا محمد
غرَّة جبين الدهر، وكوكب النور للعرب وللعجم،
صلى الله عليه وعلى آله الذين أحيوا القلوب به من العدم،
وأصحابه واتباعه الذين ساروا على هذا القدم،
وبعد...
هناك حملات ضارية قديماً وحديثاً - ليس لها أساس من الدين،
ولا من العلم، ولا من العقل السليم - على الصوفية!!!
والإنسان العاقل يحكِّم عقله في القضايا، فالقضايا يمنطقها بمقدمات تؤدي إلى نتائج،
والإنسان صاحب الدين يتورع أن يفتي في أمر من قبل نفسه، أو من قبل هواه
لكنه يعرضه على شرع الله، وعلى كتاب الله، وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ولا يقول إلا ما يوافق كتاب الله، وما يوافق سنة حبيب الله ومصطفاه.
والإنسان الدارس في أي معهد علمي؛ يطبِّق المناهج العلمية على أي قضية علمية.
ولو طبَّقنا المناهج العلمية؛ مثل: الملاحظة، والتجربة، والمشاهدة،
وكيفية البحث العلمي السديد؛
نجد أن الأوربيين - الذين تفوقوا على العالم كله في البحث العلمي -
يضعون قضية التصوف في مقدمة القضايا الثابتة علمياً،
والتي يحتاج إليها الناس أجمعون للخروج من المشكلات،
وللتوازن النفسي، ولإصلاح النفوس، وزيادة مناعة الأجسام، ولتصفية القلوب،
ولإعـلاء شأن المثل والقيم التي يتوقف عليها سعادة المجتمعات.
أشياء كثيرة أثبتوها وسجَّلوها - وموجودة عند كبريات الجامعات العالمية -
لكن الأبواق الضالة التي تنعق على الصوفية - بدون حجة ولا دليل ولا برهان،
ولا أي منطق مقبول عقلاً أو مثبوت نقلاً - لا ترى ذلك !
فيجب علينا وينبغي علينا أن نرد على مثل هذه الأمور.
وقد حاولنا - بحمد الله - في جلساتنا الشهرية،
والتي تعقد بمقر الجمعية العامة للدعوة إلى الله بحدائق المعادي بالقاهرة؛
أن نضع الصوفية في موضعها الصحيح بأن نقعِّد لها قواعدها الأصلية: ....
من الآيات القرآنية، ومن الأحاديث النبوية،
ومن الأحوال الزكية التي كان عليها محمدٌ رسول الله والذين معه.
والحمد لله وفقنا الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر بمنِّه وجُوده ،
وأخرجنا هذا الموضوع في كتابنا هذا، وسمَّيْناه :
"[size=24]الصوفيَّة في القرآن والسنَّة"
وقد يسأل سائل: وهل الصوفية موجودةٌ في القرآن والسنَّة؟!!!
نقول: نعم، وقد أثبتنا ذلك في هذا الكتاب ابتغاء مرضاة الله،
وإظهارا للحقيقة لوجه الله جلَّ في علاه،
ولا نريد بذلك غير رضاه. فعن طريق التصوف، يقول الإمام الغزالي :
" إن الطريق إلى ذلك إنما هــــو:
تقديم المجاهدة، أو محــو الصفات المذمومـة، وقطع العلائق كلها،
والإقبال بكُنه الهمَّة على الله تعالى،
ومهما حصل ذلك: كان الله هو المتولِّي لقلب عبده، المتكفِّل له بتنويره بأنوار العلم.
وإذا تولَّى الله أمر القلب
فاضت عليه الرحمة، وأشرق النور في القلب، وانشرح الصدر، وانكشف له سر الملكوت،
وانقشع عن وجه القلب حجاب الغِرَّة بلطف الرحمة، وتلألأت فيه حقائق الأمور الإلهية.
فليس على العبد إلا الاستعداد، بالتصفية المُجَرَّدة، وإحضار الهمَّة، مع الإرادة الصادقة،
والتعطش التام، والترصُّد بدوام الانتظار، لما يفتحه الله سبحانه وتعالى من الرحمة ".
وعن هذا الطريق يقول ابن خلدون :
" وقد كان الصحابة رضى الله عنهم على مثل هذه المجاهدة،
وكان حظُّهم من هذه الكرامات أوفر الحظوظ، لكنهم لم يقع لهم بها عناية.
وفي فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضى الله عنهم كثيرٌ منها،
وتبعهم في ذلك أهل الطريقة،
ممن اشتملت رسالة القشيري على ذكرهم، ومن تبع طريقتهم من بعدهم ".
هذا فيما يتعلق بالطريق، أما فيما يتعلق بالموضوع، والشعور، والأحوال؛
فإن الصوفية - على وجه العموم - نبَّهوا في صورٍ حاسمةٍ إلى وجوب التزام الشريعة،
يقول الإمام أبو الحسن الشاذلي رضى الله عنه:
" من دعا إلى الله تعالى، بغير ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهــو بِدْعِىٌ".
ويقول: " إذا لم يواظب الفقير على حضور الصلوات الخمس في الجماعة، فلا تعبأ به ".
ومن أجمل كلماته في هذا:
" ما ثَمَّ كرامة أعظم من كرامـــة الإيمان، ومتابــعة السنَّة. فمن أعطيهما؛ وجعل يشتاق إلى غيرهما:
فهو عبدٌ مفترٍ كذَّاب، أو ذو خطأ في العلم والعمل بالصواب.
كمن أُكْرِمَ بشهود المَلِك على نعت الرضا؛ فجعل يشتاق إلى سياسة الدواب، وخُلَـع الرضا"
وكل الصوفية ينهجون هذا النهج، ومن هؤلاء مثلاً:
أبو يزيد البسطامي، الذي يقول في قوة حاسمة، وفي نطق صادق :
" لو نظرتم إلى رجل أُعطى من الكرامات، حتى يرتقي في الهواء !، فلا تغتروا به؛
حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي، وحفظ الحدود، وأداء الشريعة ".
ولقد تحدث الإمام الجنيد رضى الله عنه - أكثر من مرة - فيما يتعلق بالتصوف والشريعة،
ومما قاله في ذلك :
" الطرق كلها مسدودةٌ على الخلق؛ إلا من اقتفى أثر الرسول صلى الله عليه وسلم
واتبع سُنَّته، ولزم طريقته "،
وقال أيضاً :
"من لم يحفظ القرآن، ولم يكتب الحديث، لا يُقْتَدى به في هذا الأمر،
لأن علمنا هذا مقيَدٌ بأصول الكتاب والسنَّة ".
ولقد كان الإمام الغزالي في سلوكه وقوله وفي حياته كلها يلتزم الشريعة، ويقول:
" إن المحققين قالوا: لو رأيت إنساناً يطير في الهواء!، ويمشي على الماء!،
وهو يتعاطى أمراً يخالف الشرع، فاعلم أنه شيطان"
والواقع أن المثل الأعلى للصوفية - على بكرة أبيهم، إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهم يحاولون باستمرار أن ينهجوا نهجه، وأن يسيروا على منواله.
فهو إمامهم الأسمى في كل ما يأتون، وما يدَعون،
وهم يتابعونه مهتدين في ذلك بقوله تعالى:
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
[21 - الأحزاب ]
وقد قال د. عبد الحليم محمود في كتابه قضية التصوف"، ص 48:
"إن الصوفية لهم طريقٌ روحيٌ يسيرون فيه،
وهذا الطريق يعتمد أساساً ومنهجاً وغايةً على القرآن الكريم والسنَّة النبوية الشريفة،
وهذا الطريق قد جرَّبَه الصوفية؛ فثبتت ثماره عن طريق التجربة أيضاً،
وجوهر الطريق الصوفي هو ما سمَّاه الصوفية المقامات والأحوال، والمقامات
هي المنازل الروحية التي يمر بها السالك إلى الله؛
فيقف فيها فترة من الزمن مجاهداً في إطارها حتى يهيئ الله له سبحانه وتعالى
سلوك الطريق إلى المنزل الثاني؛ لكي يتدرج في السمو الروحي من شريف إلى أشرف،
ومن سام إلى أسمى،
أما الأحوال؛ فإنها النسمات الروحية التي تهب على السالك فتنتعش بها نفسه لحظات خاطفة،
ثم تمرُّ تاركةً عطراً تتشوق الروح للعودة إلى تَنَسُّم أريجه".
وقد قام بتسجيل هذه المحاضرات على شرائط كاسيت؛ ثم تفريغها وكتابتها، الأخوان الصادقان:
أ. محسن عبد الحي، الموظف بالهيئة العامة للاتصالات بالقاهرة،
وأ. مصطفى عبد الموجود، المشرف العام بالمدينة الجامعية لجامعة الزقازيق،
وقام بعد ذلك بكتابتها على الكمبيوتر بعد مراجعتها أ. أحمد سعيد عبد العال _
المدرس بالتربية والتعليم بالشرقية،
وأخته أ. شيماء، مدرسة اللغة الفرنسية بالمعهد الديني بالزقازيق،
وقام بترتيبها وتنسيقها ومراجعتها ابنتنا د. عبير فوزي أبو زيد.
أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم،
طلباً لمرضاته سبحانه وتعالى جلَّ فى علاه، ونافعاً لمن قرأه.
( رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )
[8 التحريم]
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ليلة الاثنين: الرابع عشر من ربيع الآخر 1426هـ ، المـوافق للثانى والعشرين من مايو 2005م
********************
يتبع إن شاء الكريم تعالى [/size]
عدل سابقا من قبل أحمد عبد الله القاضى في السبت مارس 30, 2013 6:44 pm عدل 2 مرات | |
| | | أحمد عبد الله القاضى
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 09/03/2013 العمر : 71
| موضوع: الصــوفيَّة فى القرآن والسُّــنَّة الأحد مارس 10, 2013 6:46 pm | |
| الصــــــوفيَّة فى القرآن والسُّــــــنَّة
مقدمـــــــــة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنه من فضل الله علينا وتوفيقه؛ أنه لما صدرت الطبعة الأولى من كتابنا هذا
"الصوفية فى القرآن والسنة"؛
تهافت عليه القراء، وألحت المكتبات ودور التوزيع فى طلبه من داخل مصر وخارجها
وبخاصة من دول العالم الإسلامى، مما جعل طبعته الأولى تنفد بسرعة.
وتحت إلحاح السادة القراء والمكتبات ودور التوزيع؛ رأينا أن نعيد طباعته،
على أن نزيد فيه القليل مما يكمل موضوعاته ولا يخل بأساسه،
كما أرتأينا أن نعيد تنسيق صفحاته حتى لا يكون حجمه أكبر من اللازم.
وقد وفقنا الله لذلك،
فها هو الكتاب - فى ثوبه القشيب - بين يديك أيها القارىء العزيز
وهو كتاب فريد فى بابه، جديد فى تناوله لموضوعاته، قوىٌ فى أدلته
التى يستند إليها من الكتاب والسنة،
وذلك لينفح عن الصوفية الحقَّة من يعارضهم بدون دليل أو بأدلة واهية،
كما يؤصل لقواعدهم فى التربية والسلوك، ومناهجهم فى التقرب إلى الله جلَّ فى علاه.
ولا ننسى أن نشير إلى أن بعض الأخوة الأفاضل المتخصصين قد ترجموه حسبة لوجه الله
إلى اللغة الإنجليزية وجارى طبعه إن شاء الله.
فإذا أضفت أخى القارىء الكريم إلى هذا الكتاب كتبنا الأخرى التى تتحدث عن الصوفية
فى مختلف جوانبهم ونماذجهم ومناهجهم وهى :
1. "كيف يحبك الله": صدر فى أبريل 2006.
2. "مراقى الصالحين": صدر فى يناير 2006.
3. "رسالة الصالحين":صدر فى أكتوبر 2005.
4. "علامات التوفيق لأهل التحقيق": أغسطس 2005.
5. "المنهج الصوفى والحياة العصرية" ، طباعة نوفمبر 2006،
وهو يتكون من جزئين معاً فى نفس الكتاب ً:
الجزء الأول: "ملامح المنهج الصوفى"، والجزء الثانى: "الشيخ المربِّى".
6. "المجاهدة للصفاء والمشاهدة": طبع فبراير 2005.
7. "طريق المحبوبين وأذواقهم": طباعة يناير 2001.
8. "أذكار الأبرار": مايو 2000، ثم صدرت له طبعتان متتاليتان بالحجم الصغير.
9. "طريق الصديقين إلى رضوان ربِّ العالمين": طباعة مارس 1995،
ونحن فى طريقنا لإعادة طباعته مرة ثانية إن شاء الله.
عندها ومع كتابنا هذا الذى بين يديك " الصوفية فى القرآن والسنة"؛
تصبح هذه الكتب العشرة بإذن الله تعالى وحسن معونته وتوفيقه؛
مرجعاً كاملاً متكاملاً وافياً عن الصوفية الحقَّة،
ينتفع بها من قرأها، ومن قرأها وعمل بها، ومن استعان بها فى معرفة القوم وأحوالهم.
-------------
وحتى تكتمل هذه الموسوعة العلمية عن الصوفية الحقة؛
ألحقنا بها أمثلة للشيوخ الصادقين والحكماء الربانيين
من السلف الصالح والمعاصرين، مع التركيز على حرصهم رضى الله عنهم أجمعين
على اتباع الشرع، ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وجهادهم فى تربية الرجال، بعد تنقية هذه السِّيَر مما شابها
من مغالاة المحبِّين، أو انتقاص وانتقاد المغرضين.
وقد صدر لنا فى هذا المقام كتاب "الإمام أبو العزائم المجدد الصوفى" عام 1992،
وكتاب "الشيخ محمد على سلامة سيرة وسريرة" عام 1993،
ثم كتاب " المربى الربانى السيد أحمد البدوى " طبعة فبراير 2007،
وأخيراً وليس بآخر كتاب "شيخ الإسلام السيد إبراهيم الدسوقى" وقد صدر فى مايو 2008،
وهو كتاب كادت طبعته تنفد فور ظهورها فى الأسواق.
-------------
ولنا تحت الطبع إنشاء الله فى مجال التصوف ثلاثة كتب وهى:
"حقائق التصوف النقى"، و "موازين الصادقين"، و"سياحة العارفين" ،
بالإضافة إلى كتاب بالحجم الصغير من سلسلتنا "شفاء الصدور"، إسمه "الفتح العرفانى".
نسأل الله تعالى أن ينفع بها كل من قرأها أو ساهم فى نشرها، أو ساعد على قراءتها،
والله المستعان ... و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ليلة الاثنين 24 شعبان 1429هـ الموافق 25 أغسطس 2008م
فوزى محمد أبو زيد
********************* هذا الكتاب لفضيلة الشيخ/ فوزى محمد أبوزيد رئيس الجمعية العامة للدعوة إلى الله جمهورية مصر العربية
***************** يتبع إن شاء الله
عدل سابقا من قبل أحمد عبد الله القاضى في السبت مارس 30, 2013 6:30 pm عدل 1 مرات | |
| | | | الصــوفيَّة فى القرآن والسُّــنَّة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|