أكد علماء الفلك أن نيزكاً فضائياً يتواجد حالياً في نظامنا الشمسي، قد يصطدم بكوكب الأرض في العام 2182، ما لم يتم تعديل مساره. النيزك يبلغ قطره 550 مترا تقريبا، ويُدعى "1999 آر إكس 36"، والرقم الأول
يشير لتاريخ اكتشافه، وإذا استمر في مسلكه الخطر في السبعين سنة القادمة، فإنه سيتسبب في اختفاء الحياة عن وجه الإرض
. التوقع مبني على نماذج حسابية قام بها علماء فلك من جامعة "بالادوليد" الإسبانية، وقاموا من خلالها برسم سيناريوهات واحتمالات تقاطع مسارات الأجسام الفضائية التي تهيم في مجموعتنا الشمسية مع مدار كوكب الأرض، سيناريو الاصطدام يكتسب احتمالا قدره 1 في الألف، وهي نسبة ضئيلة في شؤون أخرى، لكنها نسبة ممكن أن تتحقق لتنهي الحياة على كوكب الأرض. الخطر الجديد يضاف إلى تهديد سبق وأعلن عنه العلماء من قبل، وهو النيزك "أبوفيس" الذي سيقترب من مسار الأرض بشكل خطير في 2036، لكن احتمالات اصطدامه تبلغ 1 إلى 250 ألفا.
ماريو إيوجينيا سانتوريو، عضو فريق العلماء الإسباني، أعلنت أن النموذج الحسابي الذي أعتمد عليه فريقها يبلغ مداه الزمني 200 عاما فقط، وأن النيزك المعني مختفي حاليا وراء الشمس وسيتسنى للعلماء ملاحظته من جديد في العام القادم، وسيسلك مسارا بعيدا عن الأرض حتى عام 2060، ولكنه سيعود للاقتراب في 2080، وإذا سار الأمر كما تتوقع النماذج الحسابية، فإنه سيبتعد عن الأرض من جديد ثم يعود ليقترب أكثر بعد عام 2162، وترشح تلك النماذج يوم 24 سبتمبر 2182 للاصطدام المتوقع.
يعتبر العلماء أن فرصة المواجهة قصيرة للغاية، حيث يجب إجبار النيزك على الانحراف عن مساره قبل عام 2082، أو 100 عام قبل الاصطدام، وبعد هذا تصبح أي جهود غير مجدية. سيناريوهات الحلول تشمل ضرب النيزك بالرؤوس النووية، لكن هذا الحل يحتاج إلى إجماع سياسي عالمي بسبب نتائجه الكارثية التي سيتشارك فيها كل سكان الأرض، السيناريو الثاني يعتمد على اصطدام سفينة فضائية بالنيزك لتحريف مساره، ويعد هذا هو الحل الأرخص، لكن يلزم وقت طويل لتحقيقه، كما أن التأكد من فاعليته ستكون متأخرة جدا ولا تدع مجالا لحل آخر، بينما السيناريو الثالث يحتاج مرايا فضائية تعكس أشعة الشمس على النيزك، لتسخن غازاته المتجمدة على سطحه، ويتسبب انبعاثها اختلافات صغيرة في القوى المؤثرة على مساره، مسببة انحرافه.
لكن حسابات العلماء تتغاضى طوعا عن مؤثر آخر في مسار النيزك، وهي تأثيرات ياركوفسكي المسماة باسم مهندس روسي اكتشف هذه التأثيرات عام 2003، وتتعلق هذه التأثيرات بمقدار ما يمتصه النيزك من طاقة أشعة الشمس، ومقدار ما يشعه في الفضاء، وهذه الطاقة تؤثر على مساره مما يضعف من دقة توقع سرعته ومكانه في وقت معين.
وفي حكم المتفق عليه بين علماء الفلك، إن الأرض تعرضت لهجوم نيزكي منذ ملايين السنوات وقبل ظهور البشر، أحد هذه النيازك يُعتبر المسبب في انقراض الديناصورات بعد أن أثار آلاف الأطنان من الغبار في الغلاف الجوي حاجبا أشعة الشمس، ليقتل كل حياة فوقها في غضون أشهر قليلة. لكن نيزك عام 2182 من المتوقع سقوطه في أحد المحيطات، مما سيسبب موجة تسونامي يبلغ ارتفاعها أكثر من 300 مترا كافية لاجتياح القارات.
هذا والله أعلم