عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: الأنفس السبعة في الطريقة القادرية العلية الأربعاء أبريل 14, 2010 2:56 pm
الأنفس السبعة في الطريقة القادرية العلية
اعلم أخي السالك أن الأنفس السبعة هي من أهم الأوراد في طريقتنا القادرية العلية ، فالله جل وعلا خلق النفس البشرية وجعل فيها طباعاً كثيرة ، منها طباع الخير ومنها طباع الشر ومنها طباع بين الخير والشر، قال تعالى ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ فالله عندما خلق الإنسان جبل نفسه على أربعة أنواع من الصفات وهي : • صفات الربوبية : مثل الكبرياء ، حب المدح ، والشكر ، والثناء ، الجبروت ، العظمة .وهذه لا تنبغي إلا لله تعالى . • صفات العبودية: مثل الخضوع لله ، التذلل لله ، التواضع لله ، الرحمة ، المودة والمحبة ، الرحمة ، الشفقة . • صفات حيوانية: مثل الأكل، الشرب ، النوم ، النكاح . • صفات شيطانية: مثل الكذب ، التكبر ، العجب ، الخداع ، المكر ، الإغواء ، حب المخالفة . والمطلوب من الإنسان أن يتخلى عن صفات الربوبية وعن الصفات الشيطانية وأن لا يكون أكبر همة الصفات الحيوانية وأن يتمسك ويتحلى بصفات العبودية ، وبذلك يكون كما أراد الله له أن يكون في قوله تعالى: ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿7﴾ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿8﴾قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴿9﴾وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴿10﴾ ) . والناس في تزكية نفوسهم على درجات ، كلٌ حسب همته في السير إلى الله ، والتزامه على منهج الله ، وكما ورد في الأثر: أن الله تعالى خلق الإنسان بعقل وشهوة ، وخلق الملائكة بعقل دون شهوة ، وخلق الحيوان بشهوة دون عقل ، فالإنسان إذا غلب عقله على شهوته صار أفضل من الملائكة ، وإن غلبت شهوته على عقله صار أدنى من الحيوان ، قال تعالى ( إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا) الفرقان 44 وقد قسم الإمام الجيلاني رضي الله عنه النفس إلى سبعة أقسام ، وجعل لها منهجاً عظيماً من أجل التزكية ، وصنف أورادها وأذكارها وصفاتها وفروعها وهذه الأنفس هي : النفس الأمـارة - النفس اللـوامة - النفس الملهمة - النفس المطمئنة - النفس الراضـية - النفس المرضـية - النفس الكـاملة جدول أسماء الأنفس السبعة مع صفاتها النفس صفات كل نفس من الأنفس السبعة الأمارة البخل . الحرص. الأمل . الكِبْر. الشهرة . الحسد . الغفلة اللـوامة اللوم . الفكـر . القبض . العجب . الاعتراض الملهمة السخاوة.القناعة.العلم.التواضع. التوبة. الصبر. تحمل الأذى المطمئنة الجود . التوكل . الحكم . العبادة . الشكر . الرضا الراضية الزهد . الإخلاص . الورع . الوفاء . ترك مالا يعنيه المرضية حسن الخلق.ترك ماسوى الله.اللطف بالخلق . التقرب إلى الله.التفكر. الرضا الكاملة جميع ما ذكر من الصفات الحسنة السابقة
كيفية العمل بأسماء الأنفس السبعة إن العمل بالأسماء السبعة هو من أساسيات الطريقة القادرية التي يرتكز عليها صلاح المريدين بل لابد لكل سالك من أن يعمل بها حتى يترقى في مراتب الطريقة القادرية العلية والعمل بها في القرون الماضية كان من أهم الأوراد عند المشايخ لكن بالآونة الأخيرة تركها الكثير منهم ولم يبقى لها وجود إلا عند القليل من رجال الطريقة القادرية فلذلك بدأنا نرى نقصاً في الأحوال ، تركاً للسنن والآداب ، بعداً عن الأصول وتمسكاً بالفروع وما ذاك إلا نتيجة لأمراض النفوس وشهواتها وخواطرها ، لذا لا بد من الرجوع إلى أصول الطريقة وإن من أهم أصولها العمل بأسماء الأنفس السبعة . وقد صنف سيدي الإمام الجيلاني الأنفس السبعة وبين صفات كل نفس منها وجعل لكل واحدة منها اسماً من أسماء الله الحسنى للخلاص منها وتزكيتها وبين عدد كل ذكر من أذكار الأسماء السبعة وقد وردت مجموعتان من الأسماء الحسنى : الأولى : الأسماء الأصول وهي : النفس الاسم العدد النفس الاسم العدد الأمارة لا إله إلا الله 100000 الراضية يا واحد 93420 اللـوامة اللـــه 78084 المرضية يا عزيز 74644 الملهمة يا هـو 44600 الكاملة يا ودود 10100 المطمئنة يا حي 20092
الثـانية :الأسماء الفروع في الطريقة القادرية النفس الاسم العدد النفس الاسم العدد الأمارة لا إله إلا الله 70000 الراضية يا حي 30000 اللـوامة اللـــه 60000 المرضية يا قيوم 20000 الملهمة يا هـو 50000 الكاملة يا قهار 10000 المطمئنة يا حق 40000
ويستحسن كما أخذناه عن سـيدي الشيخ عبيد الله القادري الحسيني أن يكمل كل الأسماء إلى(100000) مئة ألف مرة فذلك أفضل وأكمل للمريد وزيادة في العون على نفسه والشيطان . واعلم أن أفضل شيء للاشتغال بأسماء الأنفس السبعة هو الخلوة حتى ينتهي منها كاملة وهذا أفضل بكثير من العمل بها خارج الخلوة ،لأنه في الخلوة ينقطع عن كل الأكدار والأغيار التي تعكر صفاء الروح فثمرة الأسماء في الخلوة أفضل من خارجها . وقد يستصعب البعض هذه الأوراد والأذكار لكثرتها وليس المطلوب الخلاص منها بيوم أو يومين بل تعمل بقدر استطاعتك ولكن ينبغي على المريد أن يحرص على الانتهاء منها خلال ستة أشهر ويجوز للمريد أن يعمل بهذه الأذكار في كل الأحوال جالساً ، قائماً ، مضجعاً ، ماشياً ، لكن من الأفضل أن يتم العمل بها في حالة الجلوس باستقبال القبلة مع صفاء الذهن. وبعد الانتهاء من كل اسم تصلي ركعتين ثم تقول بعدهما : اللهم إني أشتري منك نفسي(الأمارة ) بمائة ألف (لا إله إلا الله ) وبعد أن تنتهي من كل اسم تصلي ركعتين وهكذا في كل مرة تسمي النفس والاسم . ومن المحتمل أثناء العمل بهذه الأسماء أن يرى المريد بعض الرؤى والمنامات وكل نفس لها مراءٍ خاصةٍ بها وكل رؤيا لها تأويل ومعنى وقال بعض المشايخ لا يجوز أن تنتقل من نفس إلى أخرى حتى تأتيك إشارة وهذه الإشارات هي الرؤى التي سنتكلم عنها إن شاء الله تعالى .
الرؤى والعلامات التي ترى أثناء العمل بالأسماء السبعة
أخي السالك عندما يبدأ العمل والاشتغال بهذه الأسماء السبعة وفروعها يبدأ حالك بالتغيَّر والتبدُّل فتتخلص من الأخلاق والصفات الذميمة وتكتسب الأخلاق والصفات الحميدة وتبدأ روحك بالصفاء والنقاء والارتقاء إلى الله وخلال الاشتغال بهذه الأسماء السبعة تُعرض عليك بعض الرؤى والعلامات فمنها ما هو حسنٌ ومنها ما هو قبيحٌ لأنك تكون في مرحلة التلوين متوجهاً نحو مرحلة التمكين . لذلك أردت أن أبين لك هذه الرؤى و العلامات والرؤى وأبين لك معناها حتى تكون على بينة ونور من أمرك وإليك هذه العلامات وهي:
علامات النفس الأمارة يرى صاحب هذه النفس في منامه غالباً صفات الكفر والعناد مثل الخنزير وهو صفة الحرام ، ويرى الكلب وهو صفة الغضب ، ويرى الفيل وهو صفة العجب ، ويرى العقرب وهي صفة العذاب ، ويرى الحية وهي صفة لسان النفاق ، ويرى الفارة أفعال عن الخلق مستورة وللحق معلومة ، ويرى البراغيث و القمل ارتكاب للمكروهات ، ويرى الحمار فعل ما لا ينفع ، ويرى المزابل : الميل إلى الدنيا ، ويرى الخمر و الحشيش والمخدرات فعل الحرام ، ويرى الخبائث التفكر بالحرام ، ويرى الماء الراكد الكدر و الماء الجاري الكدر و النجاسات التعلق بالفعل الفاسد .
علامات النفس اللوامة يرى صاحب هذه النفس في منامه: الغنم وهي الحلال ، و يرى البقر وهي دلالة على نفع الناس ، ويرى الجمل وهو دلالة تحمل الأذى من الناس ، و يرى السمك وهو كسب الحلال ، ويرى الأوز والحمام والدجاج وأشكالها من الطيور وكلها تدل على الحلال ، و يرى نحل العسل وهو يدل على الأخلاق الحميدة ، و يرى الأطعمة المطبوخة إشارة لطبيعة نفسه ، و يرى الثمار وهي دلالة إصلاح وإخلاص نفسه من الكلام والكدورات ، و يرى الدكاكين والبيوت والعمارات وهي دلالة سكن النفس .
علامات النفس الملهمة يرى صاحب هذه النفس في منامه: النساء وهي دلالة على نقصان عقله ، ويرى الكفرة وهي دلالة على نقصان الدين ، ويرى الملحدين والضالين وهي دلالة على نقصان المذهب ، ويرى مقصوص اللحية أو حالقها وهي دلالة على نقص في تطبيق الشرع ، ويرى الأعرج وهو دلالة على أنه يدعو إلى الخير والحق ولا يمتثل إليه ، والأعمى كتمان الشهادة ، ويرى الأطرش الأصم وهو دلالة على انه لا يسمع للشريعة ولا إلى الوعظ ، ويرى الأخرس وهو دلالة على عدم التكلم بالحق، ويرى العبد الأسود ومعناه لا يتكلم في عيوب الآخرين في وجوههم ، ويرى الأجرد وهو دلالة على ترك السنة ، ويرى السكران وهو دلالة على عشق الخلق ، ويرى القماري والمصارع والحكوي وهي دلالة على ترك العبادة والوقوع بالحرام ، ويرى السارق وهو دلالة على الرياء ، ويرى الدلال وهو دلالة على النظر إلى الحرام والكذب ، ويرى القصاب وهو دلالة على قسوة القلب ، ويرى الأحول وهو دلالة على الضلال عن الحق
علامات النفس المطمئنة يرى صاحب هذه النفس في منامه : القرآن الكريم وهذه صفة صفاء القلب ، ويرى الأنبياء والمرسلين وهذه صفة قوة الإيمان والإسلام ، ويرى السلاطين وهذه صفة الإنصراف إلى رضا الله ، ويرى المفتين والعلماء وهذه صفة الاستقامة وأفكاره مع عبادة الله تعالى ، ويرى الخيرات والمشايخ وهذه صفة إرشاد نفسه ، ويرى القضاة وهذه صفة الإطاعة لأمر الله تعالى ، ويرى الكعبة الشريفة والمدينة المنورة والقدس المبارك وهذه صفة طهارة القلب من الغش والوسواس ، ويرى الجوامع والمساجد والعلم وهذه صفة عمارة القلب ،ويرى السنجق والسهم والقوس والمنجنيق وهذه صفة الانتصار على الوساوس الشيطانية . علامات النفس الراضية يرى صاحب هذه النفس في منامه: الملائكة والحور العين وهي دلالة على كمال العقل ،ويرى الوِلْدَانَ والجنة والبراق والحُلل وهذه دلالة على التقرب إلى الله وزيادة في كمال العقل والدين . علامات النفس المرضية يرى صاحب هذه النفس في منامه: السماوات وهي دلالة على تعلق نظره بالله تعالى ، ويرى النجم وهو دلالة على نور نفسه ، ويرى النار وهي دلالة على الفناء في المحبة ، ويرى الرعد وهو دلالة على التنبيه من الغفلة، ويرى الشمس وهي دلالة على أنوار الروح ، ويرى القمر وهو دلالة على نور القلب المريد الكامل . علامات النفس الكاملة يرى صاحب هذه النفس في منامه: المطر والثلج والبرد والنهر والعين والبئر والبحر وهذه هي مصادر الماء الطاهر المطهر وهي دلالة على تزكية النفس وتطهيرها والوصول إلى السلوك الكامل
ختمات الأنفس في دائرة الشيخ عبيد الله القادري الحسيني
الاسم العدد الاسم العدد لا إله إلا الله 100000 يا عزيز 70000 اللـــه 100000 يا ودود 70000 يا هـو 70000 يا وهاب 60000 يا حق 70000 يا مهيمن 50000 يا حي 70000 يا باسط 40000 يا قيوم 70000 يا رحمن 100000 يا قهار 70000 يا رحيم 100000 يا واحد 70000 الإخلاص 110000
هذا هو منهج الشيخ رضي الله عنه في تزكية النفس فإذا أردت الخير والفلاح والظفر والنجاح فعليك به فإن فتحك وصلاحك بهذا المنتهج العظيم