عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: هكذا حج الصا لحون السبت نوفمبر 14, 2009 6:16 pm | |
| هكذا حج الصالحون ..
هكذا حج الصالحون ..
[size=21]هكذا حج الصالحون ..
مع حج الصالحين ... علّك تضع لك منهجاً علمياً وعملياً مستفيداً من سِيَر هؤلاء الصالحين وأخلاقهم وأعمالهم ... 1 - قَالَ مجاهد : قَالَ رجلٌ عند ابنِ عُمر ما أكثرَ الحاج ! فقالَ ابنُ عمر : ما أقلهم ! قَالَ : فرأى ابنُ عُمَر رَجلاً عَلى بعيرٍٍ عَلى رَحلٍٍ رَثٍّ خطامه حبل ، فَقَالَ : لعلَّ هذا [3] . 2 - قَالَ الجريري : أحرم أنس بن مالك من ذات عرق ، قَالَ : فما سمعناه متكلماً إلا بذكر الله حتى حلّ ، فَقَالَ له : يا ابن أخي هكذا الإحرام [4] . 3 - قَالَ منصور بن المعتمر : « كَانَ شُرَيح هو : ابن الحارث القاضي إذا أحرمَ كأنَّه حَيةٌ صمَّاء » [5] . قَالَ ابن قدامة تعليقاً على قول أبي القاسم الخرقي : « ويستحب له قلة الكلام إلا فيما ينفع ، وقد روي عن شريح أنه كان إذا أحرم كأنه حية صمّاء » : ( وجملة ذلك أن قلة الكلام فيما لا ينفع مستحبة في كل حال صيانة لنفسه عن اللغو والوقوع في الكذب وما لا يحل ، فإنَّ مَنْ كثر كلامه كثر سقطه . وهذا في حال الإحرام أشدُّ استحباباً ؛ لأنه حال عبادة واستشعار بطاعة الله عز وجل فيشبه الاعتكاف ، وقد احتج أحمد على ذلك بأن شريحاً - رحمه الله - كان إذا أحرم كأنه حية صماء ، فيُستحب للمحرم أن يشتغل بالتلبية وذكر الله تعالى ، أو قراءة القرآن ، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، أو تعليم لجاهل ، أو يأمر بحاجته أو يسكت ، وإن تكلم بما لا مأثم فيه أو أنشد شعراً لا يقبح فهو مباح ولا يُكْثِر ) [6] . 4 - قَالَ أبو إسحاق السبيعيّ : « حَجّ مَسروقٌ هو : ابن الأجدع فَمَا نَامَ إلاّ سَاجداً » [7] . قَالَ ابنُ مفلح : « باتَ عند الإمام أحمد رجلٌ فَوَضع عنده ماء ، قالَ الرجلُ : فلم أقمْ بالليل ، ولم أستعمل الماء ، فلمَّا أصبحتُ قال لي : لِمَ لا تستعمل الماء ؟ فاستحييتُ وسكتُ ، فقالَ : سبحان الله ! سبحان الله ! ما سمعت بصاحب حديثٍ لا يقوم بالليل . وجرت هذه القصة معه لرجلٍ آخر ، فقال : أنا مسافر ، قالَ : وإن كنت مسافراً ، حَجَّ مسروقٌ فما نام إلاّ ساجداً . قال الشيخ تقيّ الدين : فيه أنه يُكره لأهل العلم ترك قيام الليل ، وإن كانوا مسافرين » [8] . 5 - قَالَ محمد بن سوقة عن أبيه أنه حَجّ مَعَ الأَسْود ، فكان إذا حضرت الصلاة أناخ ولو على حجر ، قَالَ : وَحَجَّ نيفاً وَسبعينَ [9] . 6 - وقالَ ضمرةُ بنُ ربيعة : « حَججنا مع الأوزاعي سنة خمسين ومائة ، فما رأيته مضطجعاً في المحمل في ليل ولا نهار قط ، كان يصلي ، فإذا غلبه النوم استند إلى القتب » [10] . 7 - قَالَ الربيع بن سليمان : حججنا مع الشافعي ، فما ارتقى شرفاً ولا هبط وادياً إلا وهو يبكي وينشد : يا راكباً قف بالمحصب من منى واهتف بقاعد خيفنا والناهضِ سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى فيضاً كملتطم الفرات الفائضِ إن كان رفضاً حب آل محمدِ فليشهد الثقلان أني رافضي [11] 8 - قَالَ خيثمة : « كَانَ يعجبهم أن يموتَ الرجلُ عند خير يعمله ؛ إما حج ، وإما عمرة ، وإما غزوة ، وإما صيام رمضان » [12] . 9 - قَالَ ابنُ المبارك : جئتُ إلى سفيان الثوري عشية عرفة ، وهو جاثٍ على ركبتيه ، وعيناه تهمِلان ، فالتفت إليَّ ، فقلت له : مَنْ أسوأ هذا الجمع حالاً ؟ قَالَ : الذي يظنُّ أن الله لا يغفر لهم [13] . 10 - وروي عن الفُضَيل أنه نظر إلى نشيج الناس وبكائهم عشيَّة عرفة ، فقال : أرأيتم لو أن هؤلاء صاروا إلى رجلٍ فسألوه دانِقاً - يعني : سدس درهم - أكان يردُّهم ؟ قالوا : لا . قَالَ : والله ! لَلْمغفرة عند الله أهون من إجابة رجلٍ لهم بدانِق . وكان للسلف عناية بكثرة الحج : 11 - قَالَ إبراهيمُ النخعيّ عن الأسود بن يزيد قَالَ قَالَ عبدُ الله بنُ مسعود : « نُسُكان أحبّ إليَّ أنْ يكونَ لكل واحدٍ منهما : شعثٌ وسفرٌ » ، قَالَ : فسافر الأسود ثمانين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما ، وسافر عبد الرحمن بن الأسود ستين ما بين حجة وعمرة لم يجمع بينهما [14] . 12 - وقال ابنُ شوذب : « شهدتُ جنازة طاوس بمكة سنة ست ومائة ، فسمعتهم يقولون : رحمك الله يا أبا عبد الرحمن ! حَجَّ أربعين حجة » [15] . 13 - قَالَ أبو إسحاق السبيعيّ : « جمع الأسود بن يزيد بين ثمانين حجة وعمرة ، وجمع عمرو بن ميمون بين ستين حجة وعمرة » [16] . 14 - قَالَ الحسنُ بنُ عمران - ابن أخي سفيان بن عيينة - : حججتُ مع عمي سفيان آخر حجة حجَّها سنة سبع وتسعين ومائة ، فلمَّا كنا بجمع وصلى استلقى على فراشه ثم قَالَ : قد وافيتُ هذا الموضعَ سبعين عاماً ، أقولُ في كلّ سنة : اللهم ! لا تجعله آخر العهد من هذا المكان ، وإني قد استحييتُ مِنْ الله من كثرة ما أسأله ذلك ، فرجع فتوفي في السنة الداخلة يوم السبت أول يوم من رجب سنة ثمان وتسعين ومائة ، ودُفن بالحجون ... وتوفي وهو ابن إحدى وتسعين سنة [17] . وممن ذُكر أنه حجّ أكثر من أربعين حجة : سعيد بن المسيب [18] ، عطاء بن أبي رباح [19] ، و محمد بن سوقة [20] ، و بكير بن عتيق [21] ، و ابن أبي عمر العدني [22] ، سعيد بن سليمان [23] ، جعفر الخلدي [24] ، العباس بن سمرة أبو الفضل الهاشمي [25] ، و أيوب السختياني [26] ، و همام بن نافع [27] .. وغيرهم كثير . ومن المعاصرين سماحة الشيخ : عبد العزيز بن باز - عليه رحمة الله - وغيره . قلتُ : والأصلُ أنَّ كثرةَ الحج والعمرة مرغبٌ فيها شرعاً ، ففي حديث عبد الله بن مسعود قَالَ : قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تابعوا بين الحج والعمرة ؛ فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة » [28] . وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قَالَ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « مَنْ حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه » [29] . وعنه - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ : « العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة » [30] . وقال أبو غالب : قَالَ لي ابنُ عباس - رضي الله عنهما - : « أَدْمِن الاختلافَ إلى هذا البيت ، فإنك إنْ أدمنتَ الاختلافَ إلى هذا البيت ؛ لقيتَ الله عز وجل وأنت خفيف الظهر » [31] . فيا أخي : لا تغلب على الحج إلاّ من عُذر ، فالعمر قصير ، والفُرص لا تعوّض ، وهذا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم والصالحين وحسبك ! نعم ! ربما يكون هناك مصالح تقتضي عدم الإكثار من الحج ، ولكن هذه المصالح لا يقررها إلاّ العلماء العارفون بالكتاب والسنّة . [/size] | |
|