قال الإمام حسن البنا رحمه الله في المقال المنشور في صحيفة (الإخوان المسلمون) العدد الرابع من السنة الرابعة الصادر في 14/صفر/1355هـ 5/مايو/1936م في الجواب عن السؤال التالي:
(هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حال الدعاء، أو بغيره من الأنبياء والصالحين؟).
فقال:
(جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالحين: ونحب أن نحدد معنى التوسل الذي نتكلم عنه هنا، فنقول: "هو أن يتقرب العبد في دعائه الله تبارك وتعالى إلى الله بذكر عبد من عباده الصالحين، كأن يقول: اللهم إني أتوسل بحب فلان، أو بجاه فلان، أو بحق فلان، أو بمنزلة فلان، أو بفلان، أن تفعل كذا وكذا".
هذا التوسل بهذه المعاني: موضع خلاف أيضاً أجازه قوم ومنعه آخرون، ولكل حجته ودليله، ومن الغريب أن ترى بين المانعين منه بغير الرسول شيخ الإسلام العز بن عبد السلام، مع أنه ممن أخذ عن الصوفية رضوان الله عليهم، واتصل بالشاذلي، وكان معاصراً له! على حين أنك ترى بين المجوزين له: الإمام الشوكاني مع أنه سلفي متشدد!
فالمانعون يرون أن ذلك لم يحدث في زمن الصحابة رضوان الله عليهم والاتباع أولى.
والمجوزون يستدلون على ذلك بحديث الأعمى، وقد رواه كثير من المحدثين، منهم النسائي والترمذي وغيرهما.
ونحن مع هذا القسم، بشرط: أن تتوفر العقيدة بأنه لا تصرف إلا لله، ولا فعل إلا له سبحانه وتعالى.
وقد استدل الشوكاني في كتابه الدر النضيد على جواز التوسل: بأن التوسل في الحقيقة إنما هو بميزة العبد الصالح لا بذاته، فهو من التوسل بالأفعال، وهو جائز.
ونقول: إن التوسل لازم حبد العبد للصالحين، وحب العبد للصالحين عمل صالح فَرَجَعَ الأمر إلى التوسل بالعمل الصالح، وهو مجمع على جوازه).
المرجع حسن البنا والحلقة المفقودة ص73.
--------------------------------------------------------------------------------
ربي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي