عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 37 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: وصايا أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم الخميس أغسطس 27, 2009 12:59 pm | |
| وصايا أوصى بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصايا أوصى بها النبي العربي الحمدُ للهِ ثُمَّ الحَمْدُ للهِ، الحمْدُ للهِ وَسَلامٌ على عِبَادِهِ الذين اصطَفَى، الحَمْدُ للهِ الواحِدِ الأَحَدِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، أَحْمَدُهُ تَعَالى وَأَسْتَهْدِيهِ وَأَسْتَرْشِدُهُ وَأَتُوبُ إلَيْهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ وأَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا من يَهْدِهِ اللهُ فَهْوَ المُهْتدْ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِياً مُرْشِداً. والصّلاةُ والسّلامُ الأتمَانِ الأَكْمَلانِ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَان مَنْ بَعَثَهُ اللهُ رَحْمَةً للعَالمَينَ بِالحَقِّ بَشيراً ونذيراً، أَمَّا بَعْدُ، .
رَوَى ابنُ حِبَّانَ في صَحِيحِهِ عَنْ أبي ذَرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: "أَوْصَاني خَلِيلِي بِخِصَالٍ مِنَ الخَيْرِ، أَوْصَاني أنْ أَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ دُوني ولا أَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ فَوْقِي وَأَوْصَانِي بِحُبِّ المَسَاكينِ والدُّنُوِّ مِنْهُمْ وَأَوْصَانِي أَنْ أَقُولَ الحَقَّ وإِنْ كَانَ مُرّاً وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ أَدْبَرَتْ وَأَوْصَانِي بِأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ الاّ باللهِ". الخُلُقُ الحَسَنُ وَبَذْلُ المَعْرُوفِ مِنْ شَمَائِلِه عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، فَقَدْ قَالَتْ عَائِشَةُ في وَصْفِه عَلَيْهِ الصلاة والسلام:"لَمْ يَكُنْ فَاحِشاً وَلا مُتَفَحِّشاً ولا سَخّاباً في الأسْواقِ ولا يجزي بالسَّيِئَةِ السَّيِئَةَ وَلَكنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ"
وَمِنْ خُلُقِ النَّبِي العَرَبِيِّ الكَرِيمِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَهُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ يُعَلِّمُنَا وَيُؤَدِبُنَا: {مَنْ كَظَمَ غَيْظَاً وَهُوَ يَقْدِرُ على أَنْ يُنَفّذَهُ دَعَاهُ اللهُ على رُؤوسِ الخلائِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتّى يُخَيّرَهُ في أيِ الحُورِ شَاء}. مَعْشَرَ الإخْوَةِ المُؤمِنينَ، هَذِهِ شَمَائِلُ النَّبِيِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وَوَصَايَاهُ.
النَّبيُّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ صَاحِبُ الوَجْهِ الحَسَنِ أَوْصَانَا بالخُلُقِ الحَسَنِ، فَمَا هِيَ هذه الأخلاقُ المحمديَّةُ التي لَوْ تَحَلَّيْنَا بهاِ أَفْرَاداً وَأُسَراً وأَسَاتِذَةً وَمُرِيدِينَ لَبَلَغْنَا الدَّرَجَاتِ العُلا، ألا فاسْمَعُوا مَعِي مَا قَالَهُ عَبْدُ اللهِ ابنُ المُبَارَكِ في وَصْفِ الخُلُقِ الحَسَنِ: هُوَ بَسْطُ الوَجْهِ وَبَذْلُ المَعْرُوفِ وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمفُّ الأذَى" والعِبَرُ في القُرْءانِ الكَريمِ والحَدِيثِ النَّبَويِ الشَّرِيفِ وفي كَلامِ الصَّحَابَةِ الكِرامِ وَمَن تَبِعَهُم بإحْسَانٍ كَثِيرةٌ وَسِيرَةُ حَبِيبِ رَبِ العَالَمِينَ مُحَمَّدٍ ملأى بالمَوَاعِظِ وَالعِبَرِ، حَافِلَةٌ بالشَمَائِلِ الحَسَنَة والخِصَالِ الحَمِيدَةِ، وَهِيَ جَلِيَّةٌ وَاضِحَةٌ تُنِيرُ الطَّريقَ لِكُلِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَغْتَرِفَ مِنْ بَحْرِ الآدابِ المحَمَّدِيَّةِ صَلَّى اللهُ على سَيِدِنَا مُحَمَّدٍ، إذاً، فَلِمَ التَنَازُعُ، وَعَلامَ الشِّقَاقُ، إذاً فَلِمَ عُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَلِمَ سُوءُ الخُلُقِ، والعَمَلُ بما يُوجِبُ الحِرْمَانَ وَيُغْضِبُ الرَّبَّ، والعِبَرُ كَثِيرَةٌ والمَوَاعِظُ وَفِيرَةٌ والآياتُ البَيِنَاتُ ثَابِتَةٌ وَاضِحَةٌ والأحاديثُ الشَّرِيفَةُ الصَّحِيحَةُ والصَرِيحَةُ ثَابِتَةٌ جلِيَّةٌ واضِحَةٌ.
الشَّأْنُ فِيمَنْ يَعْمَلُ فِيمَا تَعَلَّمَ، الشَّأْنُ في أَنْ تُطَبِّقَ على نَفْسِكَ مَا تَسْمَعُ من عُلُومِ الدّينِ وآدابِ الشَّريعَةِ وَسُلُوكِ الصَالحِينَ وسِيرَةِ حَبِيبِ رَبِ العَالَمِين صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الذي أَوْصَى أبا ذَرٍّ أنْ يَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ دُونَهُ في الدُّنْيا ليَشْكُرَ نِعْمَةَ رَبِهِ عَلَيْهِ وَحَتى لا يَزْدَرِيَ المَرْءُ نِعَمَ اللهِ التي أَسْبَغَهَا عَلَيْهِ
فَفِي أُمُورِ الدُّنْيا انْظُرْ إلى مَنْ هُوَ أَقَلُّ مِنْكَ مالاً وَأَضْعَفُ مِنْكَ جِسْماً وَأَقَلُّ ذُريَّةً أَوْ لا ذُريَّةَ لَهُ وَأَكْثَرُ بَلاءً وَأَشَدُّ أَمْراضاً لِتَنْظُرْ في نَفْسِكَ فَتَقُولَ الحمْدُ للهِ على كُلِ حَالْ. قَالَ ولا أَنْظُرُ إلى مَنْ هُوَ فَوْقِي. فَإنَّ مَنْ يَنْظُرُ إلى مَنْ هُوَ فَوقَهُ مِمَّنْ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ فَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَالٌ ولا ذُريَّةٌ ولا صِحَّةٌ ولا حَاشِيَةٌ فإنَّ كَثِيرينَ يَسْعَوْنَ السَّعْيَ الحَرَامَ لِيَكْثُرَ مَوْرِدُهُمْ فَيَطْرُقُونَ أَبْوابَ الحرَامِ وَلا يَكْتَفُونَ بِالحَلالِ، وَهسيدنا محمد صلى الله علية وسلمذا شَأْنُ بَعْضِ الأوْلادِ وَبَعْضِ الزَّوْجاتِ الذينَ لا يَكُونُونَ إلاّ فِتْنَةً في إلحَاحِهِمْ وَمُتَطَلِّبَاتِهِمْ فَتَراهُمْ لا يَكُفُّونَ عَنِ الإلحاحِ وَطَلَبِ المَزيدِ إلى أن يَغْرَقَ الزَّوْجُ في مالٍ حَرَامٍ
فَيَا أَخِي المُؤمِنُ، في مِثْلِ هذِهِ الحالَةِ، هَلْ زَوْجَتُكَ تَدْفَعُ عَنْكَ عَذَابَ القَبْرِ في مَا لَوْ تَوَرَّطْتَ في المالِ الحَرَامِ وَظُلْمِ النَّاسِ لِتَسُدَّ طَلَبَاتِهَا فِيمَا حَرّمَ اللهُ تَعَالى أَمْ هَلْ أَوْلادُكَ يَنْفَعُونَكَ يَومَ لا يَنْفَعُ مَالٌ ولا بَنُونَ. قَالَ أبو ذَرٍ: "أوصاني النَّبيُّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ بِحُبِ المَسَاكِينِ والدُّنُوِ مِنْهُم". عَاشِرْ أهْلَ الفَضْلِ، لِيَكُنْ أصْدِقَاؤُكَ وَأَصْدِقاءُ أَوْلادِكَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ والفَضْلِ، لِيَكُنْ طَلَبَةَ عِلْمِ الدّينِ مِنْ أَهْلِ الأَدَبِ والسُّلُوكِ الحَسَنِ في الشَّرِيعَةِ أصْدِقَاؤُكَ، لِيَكُنْ هَؤلاءِ أصْدِقاءً لسيدنا محمد صلى الله علية وسلم ولأوْلادِكَ وَلا تُعَاشِرْ أَهْلَ السُّوءِ وَلا تَأْذَنْ لأولادِكَ بِمُعَاشَرَةِ أَهْلِ السُّوءِ وكذلِكَ الأمْرُ بالنِّسْبَةِ لِزَوجِكَ فَإنَّ صَاحِبَ السُّوءِ سَاحِبْ
وَكَثِيرُونَ مِنَ الآباءِ في غَفْلَةٍ عَنْ هذا، يَتْرُكُونَ أَوْلادَهُمْ فَيُفَاجَأُونَ فِيما بَعْدُ بالنَّتَائِجِ والعِياذُ باللهِ. قالَ أبُو ذَرٍ: "وَأَوْصَاني أنْ أَقُولَ الحقَّ وَلَوْ كَانَ مُرّا" إتَّهِمْ رَأْيَكَ، إتَّهِمْ نَفْسَكَ، لا تَكُنْ مُسْتَبِدّاً بِرَأيِكَ ولا يَكُنْ هَمّسيدنا محمد صلى الله علية وسلم أَنْ يَغْلِبَ رَأْيُكَ رَأْيَ إخْوانِكَ، تَعَاوَنُوا على الِبرِ والتَّقْوَى ولا يَكُنْ هَمُّكَ يوماً أَنْ تَتَفَرَّدَ بِرَأيِكَ فَالنّبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوحَى إليْهِ وكَانَ يَسْتَشِيرُ. قَالَ: "وَأَوْصَانِي أَنْ أَصِلَ رَحِمِي وَإِنْ أَدْبَرَتْ". أَلَيْسَ اللهُ تَعَالى يَقُولُ في القُرْءانِ الكَريمِ: {فَهَلْ عَسيتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وَتَقْطَعُوا أَرْحَامَكُمْ} وإنَّ تَفَكُّكَ المجتَمَعِ اليَوْمَ وما نُعَانِيهِ مِنْ فِتَنٍ وأوبِئَةٍ سَبَبُهُ عَدَمُ التَّرَابُطِ الدّينيِ هذا التَّرَابُطُ الدّينيُ الأَخَوِيُّ حَضَّ اللهُ عَلَيْهِ في القُرءانِ وَأَمَرَنَا بِهِ النَّبيُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وترى البَعْضَ لا يَعْرِفُونَ خَالاتِهِمْ ولا عَمَّاتِهِم ولا أَخْوالِهِم ولا يَزُورُ جَدَّهُ ولا جَدَّتَهُ إلاّ بَعدَ عَشْرِ سنين حِينَمَا تَأتِيهِ وَرَقَةُ نَعْيِهِ فَيَنتَظِرُهُ خَارِجَ المَسْجِدِ لِيَسْألَ فِيمَا بَعْدُ ماذا تَرسيدنا محمد صلى الله علية وسلم لَنَا مِنْ وَصِيَّةٍ أَوْ تَرِكَةٍ.
قالَ أَبُو ذَرٍ: "وَأَوْصَاني بِأَنْ أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا باللهِ" تُفَرِّجُ الهَمَّ بِإذْنِ اللهِ فَأَكْثِرْ مِنْ قَولِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلا باللهِ. لا حَوْلَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ إلا بِعِصْمَةِ اللهِ وَلا قُوَّةَ عَلَى طَاعَةِ اللهِ إلا بِعَوْنِ اللهِ. . والله أعلم وأحكم
| |
|