عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: من جواهر كلام سيدنا الفاروق رضي الله عنه الأربعاء أغسطس 26, 2009 2:04 pm | |
| من جواهر كلام سيدنا الفاروق رضي الله عنه لقد اثر سيدنا الفاروق رضي الله عنه الكثير من المواعظ والحكم البليغة ، فمن ذلك قوله رضوان الله عليه " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا ، أهون عليكم في الحساب غدً أن تحاسبوا نفوسكم اليوم . وتزينوا للعرض الأكبر ( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) سورة الحافة / ءاية 18 . وفي كلامه هذا حث على محاسبة العبد نفسه وكبح جماحها وكفها عن هواها ليسلم في دنياه وءاخرته .
ومن كلام الفاروق رضي الله عنه أيضًا قوله فيما حكاه ابن الجوزي في مناقب عمر عن الأحنف بن قيس قال : قال عمر : يا أحنف من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن فرح استخف به ، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه . وهذا من عمر رضي الله عنه توجيه وجيه لما ينبغي أن يكون عليه المرء من الاتزان والرزانة ، فلا يكثر من الضحك بدون سبب ولا يكثر من المزاح كي لا تقل هيبته في نفوس العباد وبالتالي يقل انتفاعهم به وتأثرهم بما يقول من ارشادات وتوجيهات ، وكذا فإن كثرة الكلام في غير منفعة وغير مصلحة فإنه لا خير فيه ، ولذا ينبغي للعاقل أن يراقب نفسه فيما يقول وما يفعل .
ومن مناقب عمر لابن الجوزي أن عمر قال : " لا تظن بكلمة ، خرجت من امرىء مسلم شراً وانت تجد لها في الخير محملاً " فما علمنا منه خيرا حسنَّا الظن به والله يعلم السرائر وما تخفي الصدور .أما نحن فقد أمرنا بتحسين الظن إذ يقول الله عز وجل :" يا أيها الذين ءامنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم "( سورة الحجرات / 12 ) .
ومن جميلة كلامه أيضاً قوله :" ثلاث يصفو بهن ود أخيك : تسلم عليه إذا لقيته وتفسح له في المجالس وتناديه بأحب الاسماء إليه " ذكر ذلك ابن الجوزي في مناقب عمر بلفظ ءاخر وحاصله يفهم أهمية أن تجتمع هذه الخصال الثلاثة في المرء المسلم مما يزيد في أواصر التماسك والوحدة ليقوم المجتمع على أسس سليمة متينة .
ومن حكمه الرائعة قوله رضي الله عنه فيما رواه الأحنف بن قيس " تفقهوا قبل أن تسودوا " اي اطلبوا الفقه والعلم قبل طلب الزعامة والرياسة وقبل أن تصيروا اسياد الناس .
هذا وليعلم انه ورد عن عمر أيضًا كلام مفيد في الطب فمن ذلك قوله : " إياكم والبطنة فإنها مكسلة عن الصلاة مؤذية للجسم ، وعليكم بالقصد في قوتكم فإنه أبعد من الآشر وأصح للبدن وأقوى على العبادة ، وإن امرءًا لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه ، وقال : إياكم واللحم فإن له ضراوة كضراوة الخمر ، والضراوة بالشيء الولع به . وإنما كره عمر رضي الله عنه الإدمان عليه لما فيه من التنعم والتشبه بالأعاجم .
إن مناقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغت مبلغاً كبيرا جعل العلماء والمؤرخين والمترجمين يوردون فصولاً وابوابًا طويلة في تعداد مآثره ، ومنهم من ألف كتابًا مخصوصا لتعداد مناقبه كابن الجوزي الذي عَدَّد من مزاياه وصفاته ما جمع كتابًا ضخمًا ، وكذلك السيوطي الذي ألف كتابًا له سماه " الغُرَر في فضائل عمر " وكثيرون غيره . __________________ | |
|