عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: تقبيل يد الرجل الصالح مستحب الأربعاء أغسطس 26, 2009 1:48 pm | |
| تقبيل يد الرجل الصالح مستحب بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..
اعلم أن تقبيل يد الصالح والحاكم التقي والغني الصالح أمرٌ مستحب يحبه الله, ويدل على ذلك أحاديث وءاثار وردت عن النبي والصحابة, أما الحديث فما رواه الترمذي أن رجلين من اليهود قالا فيما بينهما: تعال بنا إلى هذا النبي صلى الله عليه وسلم لنسأله عن تسع ءايات التي أنزلها الله على موسى, وكان قصدهما تعجيزه لأنه أميّ, فلما بيّن لهما دُهشا قبّلا يديه ورجليه. وهذا الحديث قال فيه الترمذي: حديث حسن صحيح.
وروى أبو الشيخ وابن مردويه عن كعب بن مالك رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: لمّا نزلت توبتي أتين النبي صلى الله عليه وسلم فقبّلت يديه وركبتيه.
وروى أيضا حديث الأعرابي في إتيان الشجرة للنبي صلى الله عليه وسلم, وفيه: إيذن لي أن أقبل يدك ورجلك.
وروى البخاري في كتاب الأدب المفرد أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قبّل يد العباس ورجليه, مع أن عليا أفضل منه درجة لكن من أجل أنه عمه وأنه صالح قبّل يده ورجليه. وكذلك روى البخاري في الكتاب نفسه أن امرأة منت صباح عبد القيس يقال لها أم أبان ابنة الوازع عن جدها أن جدها الوازع بن عامر قال قدمنا فقيل ذاك رسول الله فأخذنا بيديه ورجليه نقبلها.
كذلك عبد الله بن عباس رضي الله عنه, وكان من صغار الصحابة لما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم صار يذهب إلى بعضهم ليتعلم منهم, وكان يذهب إلى زيد بن ثابت الذي كان أكثر الصحابة كتابة للوحي, لمّا خرج من بيته ذات يوم, عبد الله بن عباس أمسك له ركاب الدابة, أي المحل الذي يضع فيه راكبُ الدابة رِجله, فقبّل زيد بن ثابت يد عبد الله بن عباس لأنه من ءال بيت النبي صلى الله عليه وسلم وقال:{ هكذا نفعل بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم}, مع أنه أكبر سنا من عبد الله بن عباس, رواه الحافظ بن أبو بكر بن المقرئ.
وصح أن مسلما كان يقبل يد البخاري, ويقول له:{ ولو أذنت لي لقبّلت رجلك}. وذلك في كتاب التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد ص33.
وفي كتاب التلخيص الحبير للعسقلاني ما نصه:{ وفي تقبيل اليد أحاديث جمعها أبو بكر بن المقري في جزء جمعناه, منها حديث ابن عمر في قصةٍ قال:{ فدنونا من النبي صلى الله عليه وسلم فقبّلنا يده ورجله}, رواه أبو داود.
ومنها حديث صفوان بن عسّال قال:{ قال يهودي لصاحبه اذهب بنا إلى هذا النبي} الحديث وفيه:{ فقبّلا يده ورجله وقالا: نشهد أنك نبي}. رواه أصحاب السنن بإسناد قوي.
ومنها حديث الزراع أنه كان في وفد عبد القيس قال:{ فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبّل يد النبي صلى الله عليه وسلم} الحديث رواه أبو داود. وفي حديث الإفك عن عائشة قالت:{ قال لي أبو بكر قومي فقبّلي رأسه}. – أخرجه الطبراني في الكبير-.
وفي السنن الثلاثة عن عائشة قالت:{ ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة, وكان إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه, وكانت إذا دخل عليها قامت إليه, فأخذت بيده فقبّلته, وأجلسته في مجلسها. اهـ كلام العسقلاني. وفي هذا أيضا إثبات جواز القيام للداخل إذا كان على وجه الإكرام لا على وجه التعاظم.
وأما حديث أحمد والترمذي عن أنس:{ أنهم كانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهيته لذلك} فليس فيه دليل الكراهية, فالمعنى أنه عليه السلام كان يخاف أن يفرض عليهم فكانت كراهيته لذلك شفقه عليهم, لأنه كان يحب التخفيف على أمته, وقد صحّ أنه عليه الصلاة والسلام كان يحب العمل بالشيء ويتركه للتخفيف على أمته.
وأما ما رواه أبو داود والترمذي أنه عليه الصلاة والسلام قال:{ من أحبّ أن يمتثل له الرجال فليتبوأ مقعده من النار}, فهو القيام الذي كان يقومه الروم والفرس لملوكهم, كانوا إذا دخل ملوكهم المجلس يقومون فيمتثلون أي فيظلون قائمين إلى أن يخرج الملك من المجلس, وذلك معنى التمثّل لغة.
أما ما ذكره محمد عمر الداعوق في كتابه ندوات الأسر من أن النبي صلى الله عليه وسلم اجتذب يده من يد رجل أراد أن يقبلها, فهو عند أهل الحديث شديد الضعف – أخرجه ابن حبان في كتاب الضعفاء, وقال الهيثمي: وفيه يوسف بن زياد البصري وهو ضعيف, وأورده السيوطي في الجامع الصغير, ورمز له بالضعف, وقال المناوي في فيض القدير:{ قال الحافظ زين الدين العراقي وابن حجر: سنده ضعيف, وقال السخاوي: ضعيف جدا, بل بالغ ابن الجوزي فحكم بوضعه, وقال: فيه يوسف بن زياد عن عبد الرحمٰن الافريقي..} راجع كتاب الموضوعات - أورده في كتابه هذا مقبّحا لتقبيل اليد على الإطلاق, فما باله ترك الأحاديث الصحيحة واعتمد هذا الحديث الذي ليس له أصل من الصحة, وهكذا يفعل الجهل بأهله.
والحمد لله رب العالمين. | |
|