عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: صفورا زوجة موسى عليه السلام الأربعاء أغسطس 26, 2009 12:58 pm | |
| صفورا زوجة موسى عليه السلام بسم الله وبه ثقتي والحمد لله رب العالمين
نشأ سيدنا موسى عليه السلام على عقيدة الأنبياء عقيدة التوحيد بالرغم من مكوثه في قصر فرعون زمناً طويلاً ولكن الله عصمه من الزيغ والضلال. ولما بلغ موسى أشده ءاتاه الله النبوة والرسالة, وكان مما أكرمه الله به أن ءاتاه بسطة في القوة والجسم. خرج موسى من مصر يوماً, وسلك الطريق المؤدي إلى مَدْيَن. ولما وصل إلى مدين جلس عند بئر عظيمة يستسقي الناس من مائها وكذلك أنعامهم ومواشيهم. ورأى امرأتين تكفان غنمهما عن الماء حتى لا تختلط بغنم القوم. وقيل إن اسم الكبرى "لِيا" والصغرى "صفورا", وأحس سيدنا موسى أن تلكما الفتاتين وسألهما قائلاً: ما خطبكما؟ قالتا: لا نستطيع أن نزاحم الرجال فإننا نتأخر عن السقي. قال موسى عليه السلام: ولم ترعيان؟ قالتا: إن أبانا شيخ كبير لا يستطيع أن يأتي هو ليرعى ويسقي لضعفه ووهن عظمه وكِبره. قال: سأسقي لكما إن أحببتما. قال الله تعالى: (ولما ورد ماء مدين وجد عليه أُمّة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يُصدِر الرّعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير) سورة القصص الآية 23-24. ذهبت المرأتان إلى أبيهما مسرعتين وكانت عادتهما من قبل الإبطاء في السقي وحدثتاه بما كان من أمر الرجل الذي سقى لهما: فقال الأب لابنته صفورا: اذهبي إليه وادعيه وقولي له: (إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا) سورة القصص ءاية 25. فانطلقت البنت تجري لتدعو موسى, قال تعالى: (فجاءته إحداهما تمشي على استحياء) سورة القصص ءاية 25. وقفت صفورا أمام موسى عليه السلام وأبلغته رسالة أبيها وكانت أمينة, وقد تحدثت بالقدر المطلوب فلم تزد ولم تنقص ودلت بذلك على تربيتها الحسنة وصلاحها وأدبها.
ويروى أنه قال لصفورا: يا أمة الله كوني ورائي ودليني على الطريق يميناً أو يساراً. وحينما وصل موسى عند أبيها سلم عليه وأخبره بنسبه وما جرى له في مصر. قال تعالى: (فلما جاءه وقصّ عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين) سورة القصص ءاية 25. وبذلك أخبره الرجل الصالح أنه أصبح في مأمن من أن تطاله يد فرعون أو يناله أحد أعوانه لأن بلاد مدين ليست تحت سلطان فرعون. ثم إن صفورا عرضت على أبيها أن يستأجر موسى عليه السلام ليرعى ماشيتهم. قال تعالى: (قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القويُّ الأمين) سورة القصص ءاية 26. وأحب الشيخ أن يكافئ موسى عليه السلام على إحسانه فعرض عليه فكرة الزواج بإحدى ابنتيه بشرط أن يأجره بضع سنين. قال تعالى: (قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين على أن تأجرني ثماني حِجَج, فإن أتممت عشراً فمن عندك وما أريد أن أشق عليك ستجدني إن شاء الله من الصالحين) سورة القصص ءاية 27. ثم إن سيدنا موسى قضى أطول الأجلين, وقد صح ذلك فيما رواه البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قضى أكثرهما, إن رسول الله إذا قال فعل. تزوج موسى من صفورا ووفى للشيخ بما عاهده عليه ومكث يعمل عنده. ثم أحس سيدنا موسى بالحنين لأمه ولأخيه هارون وبث ما بنفسه إلى زوجته صفورا, فاستجابت لرغبته وأعدت متاعها وخرجت معه إلى مصر وكانت حاملاً وقيل إنها ولدت لموسى ولدين. خرج موسى في ليلة ماطرة شديد البرد وسار باتجاه سيناء وسلك نحو جانب الطور الأيمن. ثم توقف ونصب خيمة لتأوي صفورا وولديه ثم خرج لعله يجد ناراً أو جذوة من قبس يخفف بها من حدة البرد والظلام. وهناك جاءه الوحي من ربه وأمره بالرسالة وتبليغ ما أمره الله به. قال تعالى: (فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى) سورة طه ءاية 11-12 وعاد موسى إلى خيمته وأخبر صفورا خبره ثم توجها معاً إلى مصر. | |
|