نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام
تاحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد, لإإنني سوف أنشر لكم قصة سيدنا أيوب عليه السلام.
نَسَبُهُ عليه الصلاة والسلام
قيل: هو أيوب بن موص بن رازح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل وقيل غير ذلك في نسبه, إلا أن الثلبت أنه من ذرية إبراهيم الخليل عليه السلام. وحُكي أن أُمَّه بنت نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام. أما زوجته فقيل إن اسمها رحمة بنت يوسف بن يعقوب, وقيل غير ذلك.
وسيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام من الأنبياء المنصوص على الوحي إليهم في القرآن الكريم. قال الله تبارك وتعالى في اللآية 163 من سورة النساء: { إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا }
وكان عليه الصلاة والسلام عبداً تقيّاً شاكراً لأنعُم الله رحيماً بالمساكين, يُطعم الفقراء ويُعين الأرامل ويكفل الأيتام, ويُكرم الضيف ويُؤدي حق الله عليه على أكمل وجه.
إبتلاء الله لأيوب عليه الصلاة والسلام ووقوع أيوب في البلاء الشديد
يقول الله تبارك وتعالى في الآية 41 من سورة ص :{وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}
كان أيوب كثير المال آتاه الله الغنى والصحة والمال وكثرة الأولاد, وابتلاه بالنعمة والرخاء ولم تفتنه زينة الحياة الدنيا ولم تخدعه ولم تشغله عن طاعة الله, وكان عليه السلام يملك الأراضي المتسعة من أرض حوران, ثم ابتلاه الله بعد ذلك بالضر الشديد في جسده وماله وولده فقد ذهب ماله ومات أولاده جميعهم, فصبر على ذلك صبراً جميلاً ولم ينقطع عن عبادة ربه وشكره, وفوق هذا البلاء الذي ابتُليَ به في أمواله وأولاده, ابتلاه الله تعالى بأنواع من الأمراض الجسيمة في بدنه حتى قيل: إنه لم يبق من جسده سليماً إلا قلبه ولسانه يذكر الله عز وجل بهما1, وهو في كل هذا البلاء صابر ومُحتَسِب يرجو ثواب الله في الآخرة, ذاكراً لمولاه في جميع أحواله في ليله ونهاره وصباحه ومسائه. وطال مرضه عليه الصلاة والسلام ولزمه ثماني عشرة سنة وكانت زوجته لا تفارقه صباحاً ولا مساءاً إلا بسبب خدمة الناس بالأجرة لتطعمه وتقوم بحاجاته, وكانت تحنو عليه وترعى له حقه وتعرف قديم إحسانه إليها وشفقته عليها وحسن معاشرته لها في حالة السراء, لذلك كانت تتردد إليه فتصلح من شأنه وتعينه على قضاء حاجته ونوائب الدهر, وكانت تخدم الناس لتطعمه الطعام وهي صابرة معه محتسبة ترجو الثواب من الله تبارك وتعالى.
1 ) راجع قصص الأنبياء,الطبعة الثانية, دار المشاريع للطباعة والنشر, صفحة 164
(يتبع بإذن الله)