إنها لعبرة 000
يروى أنه :
جاء شاباً باكياً حزيناً إلي أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان فقال :
يا أمير المؤمنين ارتكبت ذنباً عظيماً هل لي من توبة:
فتسأل أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان:
وما ذنبك أيها الشاب ؟
قال الشاب: يا أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان ذنبي عظيم !
فقال أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان:
وما هو فتب إلي الله تعالي فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات 0
فقال الشاب: يا أمير المؤمنين إني نبشت قبر اً فرأيت صاحبه قد حول وجهه عن القبلة فخفت منه وأردت الخروج , وإذا أنا بقائل في القبر يقول : ألا تسال عن الميت لما حول قبره عن القبلة ؟
فقلت : لماذا حول ؟
قال : لأنه كان مستخفاً بالصلاة هذا جزاء مثله 0
ثم إني نبشت قبر اً فرأيت صاحبه قد حول إلي خنزيرا وشد بالسلاسل والأغلال في عنقه فخفت منه وأردت الخروج ,
وإذا أنا بقائل في القبر يقول : ألا تسال عن عمله ولماذا يعذب ؟
فقلت : لماذا ؟
قال : كان يشرب الخمر في الدنيا ومات من غير توبة 0
والثالث يا أمير المؤمنين نبشت قبرا وجدت صاحبه قد شد بالأرض بالأوتاد أعدت من نار وأخرج لسانه من قفاه فخفت منه وأردت الخروج , فرجعت أردت الخروج فنوديت ألا تسال عن حاله لماذا ابتلي ؟
فقلت : لماذا؟
قال : كان لا يتحرز – لا يتوق من بوله , وكان ينقل الحديث بين الناس فهذا جزاء مثله0
والرابع يا أمير المؤمنين نبشت قبرا قد اشتعل ناراً ففزعت منه وأردت الخروج فقيل لي : ألا تسأل عنه وعن حاله ؟فقلت وما حاله ؟
فقال كان تاركا للصلاة 0
والخامس يا أمير المؤمنين نبشت قبرا فرأيته قد وسع علي صاحبه وفيه نور ساطع وصاحبه نائم علي سرير وقد أشرق نوره عليه ثياب حسنة فأخذتني منه هيبة وأردت الخروج , فقيل لي ألا تسأل لماذا أكرم بهذه الكرامة ؟
فقلت لماذا أكرم ؟
فقيل لي : إنه كان شاباً طائعاً نشأ في طاعة الله تعالي وعبادته 0
فقال أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان:
إن في هذا لعبرة للعاصين وبشارة للطائعين 0
-------------
ألا يجب على المبتلي بهذه المعاصي وغيرها من أكل الربا وأموال اليتامى والرشوة والسحت وشرب الخمر و ترك الصلاة والصيام وعدم إخراج الزكاة وغيرها المبادرة إلي التوبة والاستغفار والطاعة 0
جعلني الله وإياكم من الطائعين وجنبني وإياكم سبل الفاسقين العاصين