الاسرار الخفيه للحج.........
إن لفريضة الحج أسرارا خفية ولطائف سنية يقف عندها العقل عاجزا مبهورا، مستسلما مقهورا لا يدرك هذه الأسرار إلا من أخلص القلب لله وصدق مع الله والزم نفسه الأدب مع حضرة الحق ظاهرا وباطنا، عندها تستشرف الروح الأنوار فتدرك بهذه الأنوار مراد الله عند كل فرض واجب، فالمخلصون الصادقون لهم في كل منسك مشهد.
فأول مناسك الحج النية فإذا ما صدق القصد وعزم العقد وحسن التوجه كان ذلك مفتاحا للمعارف والفهوم ولذا قال الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالنيات .
وثاني المناسك الاحرام، والاحرام هو الخروج عن المألوف، الخروج عن الأهل والمال والولد الخروج علي المظاهر عريانا إلا من الاحرام لا تحمل معك سوي عجزك وضعفك وتقصيرك، وفي هذه الحالة يجب علي العبد أن يقف بباب سيده بالأدب كالأسير بقلب كسير ثم يهتف قائلا: عبدك واقف ببابك، ضعيف ببابك، ذليل ببابك خذ بيده فعساه أن يقبلك فإذا ما صدق حالك وصدق مقالك اسبغ عليك من فيوضاته فيقول الحق بلسان الحال: صدق عبدي أنا رب الأرباب وأنا مجيب الأحباب حاشي لجودي إن أرده عن بابي.
ثالثا: رؤية الكعبة ثم الطواف وهنا تختلف مراتب الإيمان ومراتب الشهود أيضا، فمن الناس من يري الكعبة فهذا صاحب مغفرة ومنهم من يري حضرة الوصل فهذا صاحب شهود يكشف له الحجاب حتي يري الحق سبحانه وتعالي كما قال العارف بالله أبو يزيد البسطامي حججت مرتين ففي الأولي رأيت البيت وفي الثانية رأيت رب البيت ولم أري البيت وفي الطواف سبع إشارة إلي خلق الله العبد علي أطوار سبع فقد قال تعالي ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين.
فإذا ما طاف العبد شوطا تذكر طورا من الخلق والإبداع وبعدها يرق طبع العبد وتشف روحه وتغمره أنوار الشهود ساعتها يقول تبارك الله أحسن الخالقين لأنه أصبح في طور الشهود ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : الحج عرفة، وهنا يقف العبد مأخوذا بحالة من الجمال، لكنه في نفس الوقت مرتد ثوب الجلال حتي لا يخرج عن أدبه مع حضرة الحق سبحانه .
... لكل منسك مشهد ولماء زمزم المبارك سراً أيضا فهو الذي توج الله جل جلاله سعي هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام وجهادها في الوصول إلى رضى الله فأكرمها الله بجعل شربه من شعائر كل زائر إلى بيته العتيق; والذي يحسه الحاج في أول شوط من السعي بين الصفا والمروة، وما لهذا الماء من طعم خاص به وحلاوة لا يستطعمها إلى من ذاق حلاوة الإيمان بعدما استشف من الأنوار الإلهية في سعيه، فقد أثبتت الدراسات أن جزيئات ماء زمزم تنفرد بتركيبة خاصة بها كأنها جزيئات الماس مع تناسق تام ذو جمالية تبهر الأبصار غير موجودة في الماء العادي الذي تكون جزيئاته عشوائية وغير مرتبة ، وكما إن الماء الموجود في حلقات الذكر أو الذي يقرأ عليه آيات قرآنية يكون ترتيب خاص في جزيئاته أيضا ويختلف بقليل عن ماء زمزم فسبحا الله أحسن الخالقين
اللهم ارزقنا حجة سيدنا ابراهيم اللهم اميييييييين
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم