عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: الخبير************* السبت أغسطس 01, 2009 12:54 pm
الخبير
إذا علمنا أن مراتب الدين هى إسلام وإيمان وإحسان مصداقا للحديث الصحيح المروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نزل فيه جبريل عليه السلام فى صورة إعرابى وسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان إلخ ٫٫ ومصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم فى قصة الإسراء والمعراج ما معناه ( علمنى ربى علما أمرنى بتبليغه وهو الإيمان وعلما خيرنى فيه وهو الإحسان وعلما أمرنى بكتمانه وهو الإحسان )٫٫ فكيف نترقى من الإسلام للإيمان للإحسان ؟
ومراتب الدين تلك هى المعبر عنها فى المصطلح المصحفى بعلم اليقين وعين اليقين وحق اليقين
وإذا علمنا أن النفوس سبعة نفوس وهى الأمارة بالسوء واللوامة والملهمة والمطمئنة والراضية والمرضية والكاملة ٫٫ فكيف السبيل للتخلص من النفوس ؟
وإذا علمنا أن حالات القلب هى الهوى والهم والهمة والفراسة ٫٫ فكيف نثّبت القلب ونرجعه من الخواطر ليسكن وليكون حاله الهمة أو الفراسة حتى ترد عليه الخواطر الإلهية والخواطر الملائكية ؟
لقد دلنا الحق تبارك وتعالى رحمة بنا وحتى لا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فقال تعالى
( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )
( الرحمن فاسأل به خبيرا )
واتبع سبيل من أناب إلى َّ)
وإذا ظن ظان أنه من الممكن أن يذكر الله بدون مرشد أو موجّه أو دليل أو خبير قلنا له قد خاب ظنك والتبس عليك الأمر ٫٫ لأنه ينقصك أن تتعرف على مراحل الذكر وأوقاته وأنواعه وما يلا ئمك من هذا كله ٫٫ من أجل ذلك كان لابد من الخبير وكان لابد من الإسترشاد بأهل الذكر ولذا يقولون :
من لم يكن خلف الدليل مسيره كثرت عليه طرائق الأوهام
والخبير الأول هو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو المرشد الأول ٫٫ قال تعالى (قل هذه سبيلى أدعوا إلى الله على بصيرة أن ومن اتبعن ) ومن الآية يفهم أنه سيكون هناك دعاة خبراء من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى ( ومن اتبعن )
وإذا وجد الخبير للدعوة إلى الله فلابد من الإذن بالدعوة إلى الله مصداقا لقوله تعالى ( وداعيا إلى الله بإذنه )
فالدعوة بالنسبة للنبى صلى الله عليه وسلم وورثته هو الوارد فى ( وداعيا إلى الله بإذنه ) أما بالنسبة للأوليا الصالحين ففى قوله تعالى ( أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن ) ٫٫
أما الدعوة بالنسبة للعلماء ففى قوله تعالى ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) ٫٫
فلابد من الإذن لأن أهل الذكر الخبراء فيه هم أهل الله الصالحين ممن تتوفر فيهم شروط الإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم والقدوة الحسنة ٫٫ وكيف يكون لهم القدوة الحسنة دون أن يروه بعين القلب ويعلمهم ما خفى من دقائق السنة مصداقا لقوله تعالى ( أدعو إلى الله على بصيرة ) ٫٫ والبصيرة هى الرؤية بعين القلب ٫٫
ورضى الله عن سيدى أبو العباس المرسى إذ يقول (( والله لو غاب عنى المصطفى صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما عددت نفسى من الموحدين ) فلم يقل طرفة عين من ليل أو نهار أو فى المنام أو اليقظة وهذا ليس بالأمر الغريب فهو من الأمور الإعتيادية ٫٫ يقول تعالى ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور )
٫٫ ومن ذلك يفهم أن الخبراء على بصيرة من الله فهم وكلاء الله فى الأنوار الأقدسية والفيوضات العلية ٫٫ فإذا كان الأغنياء وكلاء الله فى المال كما ورد فى الحديث القدسى ( الفقراء عيالى والأغنياء وكلائى فإن بخل وكلائى على عيلى أذقتهم وبالى ولا أبالى ) الحديث
فمن باب أولى كان أهل الله االصالحين أهل البصائر وكلاء الله فى الفيوضات والأنوار ٫٫ يقول تعالى ( وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ) كما قال سبحانه ( لينفق ذو سعة من سعته )
وإذا كانت البصيرة أمر خفى ربما يتوهم من لا يعرف الأمر أنه على بصيرة ويدعى الخبرة ٫٫ فلابد من أن نوضح علامات الخبير
من هو الخبير ؟
للخبير علامات ظاهرة وواضحة منها :
أ – الإتباع الكامل للقرآن والسنة ولكل ما أمر به الشرع والتأسى التام بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأن يكون قدوة صالحة لمن يقتدى به ٫
ب – يعلمه الله سبحانه وتعالى تأويل الآيات وا لأحاديث على جميع محاملها ووجوهها ٫٫ قال صلى الله عليه وسلم ( لا يكون الفقيه فقيها إلا أن يرى للقرآن وجوها ) ٫٫ وقد دعى صلى الله عليه وسلم لسيدنا ابن عباس فقال ( اللهم فقهه فى الدين وعلمه التأويل )وفى رواية ( وعلمه القرآن ) لأن القرآن لا يعلم تأويله إلا الراسخون فى العلم الذين تلقوه وتعلموه وهم الأولياء الصالحون ٫٫
ج- أن يتميز أتْباعه بنعمة الحب فى الله وأن يكون على علم بأنواع الذكر ومراتبه ونظامه وأحكامه وبيانه من ذكر بالشريعة والذكر المجرد وغيرها ٫
د -ومن علاماته أن يتدرج بأتباعه فى مراقى الذكر من اللسان إلى القلب إلى الروح إلى الإصطلام
هـ – إن الخبير بما أعطاه الله ومكنه وهيئه للخلافة فى الأنوار العلية ووكله فى الفيوضات فإنه يعطى الذاكر من هذه الأنوار بقدر ما تستقيم به حياته ٫
ويقول أحد الخبراء
فللتجلى شراب غير محتمل & nbsp; وكف بأس التجلى تلك صنعتنا
إذن فما فائدة الخبير
أ – ترقية المريد فى مراتب الذكر ٫٫ وبالتالى مراتب الدين كما ذكرنا
كما قال بعض الخبراء :
وأفطم منكم من أتم رضاعة وأورث سرى للذى فيه صبغتى
ب- قتل النفوس كما قال بعضهم
وأقتل باسم الله فى الصب نفسه فيحيا حياة الصالحين بقتلتى
فإن خلفك مقطوع وذا مرض فاحمله يا سيد السادات ياسندى
واعطف عليه وكن فى عونه أبدا وادخله فى الحزب حزب الواحد الأحد
خاتمة
يقول حجة الإسلام الغزالى :
إعلم أن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرا بصّره بعيوب نفسه فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبه ٫ فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج ٫٫ ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم يرى أحدهم القذى فى عين أخيه ولا يرى الجذع فى عين نفسه ٫٫ فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فعليه أن يجلس بين يدى شيخ بصير بعيوب النفس مطلع على خفايا الآفات ويحكمه فى نفسه ويتبع إشارته فى مجاهدته وهذا شأن المريد مع شيخه والتلميذ مع أستاذه فيعرفه أستاذه وشيخه عيوب نفسه ويعرفه طريق العلاج ٫
ويقول سيدى عبد السلام ابن بشيش
ولابد من شيخ كامل يخرجك من تعب نفسك إلى راحتك بشهود ربك ٫٫ فالشيخ الكامل هو الذى يريحك من التعب لا الذى يدلك على التعب
من دلك على العمل فقد أتعبك ٫ ومن دلك على الدنيا فقد غشك ومن دلك على الله فقد نصحك٫٫