حكاية حبة الحمص!!

مما ورد فى مثنوى مولانا جلال الدين..

انظر الى حبة الحمص..فى القدر كيف تهرب الى أعلى..لقد صارت فى أذى من النار..

وفى كل لحظة ترتفع حبة الحمص وقت الغليان الى حافة القدر..وتصرخ كثيرا قائلة:

لماذا تضرمين النار فى؟؟وكيف قمت بشرائى لتفعلى بى هذا؟؟

فتمد السيدة مغرفتها قائلة ..لا ,اغلى جيدا ولا تنفرى من واقد النار..الا اننى لا أغليك لأنك مكروهة لدى..بل لكى تكتسبى لذة وطعما..لكى تتحولى الى غذاء وتمتزجى بالروح..وليس هذا امتحانا من أجل اذلالك..

كنت ترتوين خضراء فى البستان..وكان ذلك الرى من أجل هذه النار!

لقد سبقت رحمته غضبه..وذلك حتى يجعل من رحمته أهل الامتحان..

ولقد سبقت رحمته غضبه..حتى يمكن الحصول على رأس مال الوجود..وذلك انه بلا لذة لا ينمو لحم أو جلد..وكيف له الا ينمو ؟؟

وماذا يذيب عشق الحبيب اذن؟؟

فمن ذلك الطلب يأتى القهر الوانا,وذلك حتى تؤثره برأس المال ذلك!

وتقول السيدة: يا حبة الحمص..لقد تغذيتى فى الربيع,وقد نزل عليك الألم ضيفا فأكرميه..

حتى يعود الضيف من عندك شاكرا..ويقص للملك عما وجده من ايثارك..

حتى يعوضك المنعم عن نعمتك"التى أثرت بها غيرك"..فتحسدك على ذلك كل النعم.

ويا حبة الحمص....داومى على الغليان فى الابتلاء..حتى لا يبقى لك وجود أو ذات..

وان كنتى ضاحكة فى ذلك البستان..فأنت اليوم زهرة بستان الروح والبصر..

وان صرتى منفصلة عن بستان الماء والطين ذاك..فلقد تحولت الى لقمة..ودخلت عالم الأحياء..

يقول مولانا:

عندما تجعل القلب داميا من المرارة..تخرج منه كل أنواع المرارة.