يقول سيدي ابن عطاء الله في أحد حكمه :ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الاغيار
كاتب الموضوع
رسالة
عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: يقول سيدي ابن عطاء الله في أحد حكمه :ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الاغيار السبت أغسطس 01, 2009 12:15 pm
بسم الله الرحمن الرحيم يقول سيدي ابن عطاء الله في أحد حكمه : ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الاغيار قلت (والشرح لأحمد بن عجيبة): قد تقف القلوب مع أنوار المقامات دون الوصول إلى الغايات فتحجب عن الوصول كما حجبت النفوس بكثائف المحسوسات عن إدراك لطائف المعاني والمفهومات وذلك لعدم شيخ التربية أو لضعف الهمة عن الترقية فقد ينكشف لبعض القلوب عن سر توحيد الأفعال فتفنى في العمل وتذوق حلاوته فتقف معه وهواتف الحقيقة تناديها الذي تطلبه أمامك وقد ينكشف لها عن سر توحيد الصفات وتلوح لها أنوار المقامات كتحقيق الزهد والورع وصحة التوكل والرضى والتسليم وحلاوة المحبة والاشتياق إلى غير ذلك فتقنع بذلك وتقف هنالك والمطلوب هو الكشف عن سر توحيد الذات وأنوار الصفات ، وان إلى ربك المنتهى ، فالنور عبارة عن الحلاوة والقوة التي يجدها المريد في باطنه من مزيد إيمان وقوة إيقان فحلاوة الخدمة لأهل الفناء في الأفعال وحلاوة الذكر الحسي اللساني أو القلبي لاهل الفناء في الصفات مع الحجاب وحلاوة الفكرة والنظرة لاهل الفناء في الذات (وان شئت) قلت ربما وقفت القلوب مع أنوار الأحوال فتحجب عن مقامات الرجال أو مع أنوار المقامات فتحجب عن معرفة الذات ولذلك قال الشيخ ابن مشيش لتلميذه أبي الحسن أشكو إلى الله من برد الرضى والتسليم كما تشكو أنت من حر التدبير والاختيار خاف رضي الله عنه ان يحجب بحلاوة الرضى والتسليم عن شهود الذات ، واعلم أن الوقوف مع الأحوال والمقامات إنما هو من عدم الوصول إلى الشيخ أما من صحب الشيخ وأكثر الوصول إليه فلابد ان يرحله إلى المقصود إلا أن يرى همته ضعيفة لا تطيق أنوار الشهود فيتركه على ما هو عليه حتى تنهض همته إلى شهود المعبود وشبه الشيخ رضي الله عنه حجب القلوب بالأنوار بحجب النفوس بالاغيار لاشتراكهما في الحجب عن الله لكن حجب النفس بالاغيار أشد لانها ظلمة والظلمة أشد حجابا من النور فالقلوب نورانية حجبت بالنور والنفوس ظلمانية حجبت بالظلمة وكثائف الاغيار هي ماظهر من بهجة الدنيا وزخرفها وغرورها وزهرتها وهي التي أشار إليها الحق تعالى بقوله زين للناس حب الشهوات من النشاء والبنين والقناطير المقنطرة..الآية . ويدخل فيها ما يلائمها من حب الجاه والرئاسة وحب المدح والتعظيم وغير ذلك من شهواتها وعوائدها وهي التي حجبت جل الناس وساقتهم إلى الخيبة والإفلاس نسأل الله العصمة بمنه وكرمه ويدخل في الاغيار العلوم العقلية واللسانية فالاشتغال بها والوقوف مع حلاوتها من أشد الحجب عن معرفة الله أعني المعرفة الخاصة ويدخل فيها أيضا الكرامات الحسية كالطيران في الهواء والمشي على الماء فالوقوف مع ذلك من أشد الحجب أيضا ولذلك قال بعضهم أشد حجابا عن الله العلماء ثم العباد ثم الزهاد فسبحان من حجب العلماء بعلمهم عن معلومهم والعباد بعبادتهم عن معبودهم والصالحين بصلاحهم عن مصلحهم والله من وراء ذلك كله وفي ذلك يقول الششتري رحمه الله: تقيدت بالأوهام لما تداخلت***عليك ونور العقل أورثك السجنا وهمت بانوار فهمنا أصولها*** ومنبعها من أين كان فما همنا وقد تحجب الأنوار للعبد مثل***ما تبعد من إظلام نفس حوت اضلعا وحكمة وجود هذه الانوار الحسية والاغيار الظلمانية تغطية وستر لأنوار السرائر الباطنية . انتهى
يقول سيدي ابن عطاء الله في أحد حكمه :ربما وقفت القلوب مع الأنوار كما حجبت النفوس بكثائف الاغيار