عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: دعا ء الصا لحين وتراتيل السا ئرين الجزء الا ول السبت أغسطس 01, 2009 11:42 am
ما أطيب أن يقف العبد على باب مولاه مترديا برداء الذل والإفتقار ... لمن جعل ضمن أوقات الإجابة في الأسحار ... متسربلا بسربال الأدب والإنكسار .. ليستمطر من سموات الغيب الرحبة مطر العطايا والمنن والمدد متحجبا بحجاب وقال ربكم ادعوني .. مستبشرا بملكوت أمن يجب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ... حينها يتنسم نسائم الإجابة والرضى والمحبة الربانية لثبوته عند مقام العبد الذي أثبت بالدعاء أن له ربٌ يدعوه وأنه موقنٌ بالإجابة ...
وما أجمل أن يشمر العبد عن ساعديه ويرفع يديه .. لمن بيده الأمر والمنقلب .. وهو أعلم بالحاجات وبالأرب ... وبالسر وأخفى وبالنجوى وما أبدى ... وبخائنة الأعين وما تخفي الصدور ..
دعونا مع العبادة التي لا غنىً لأحد عنها ....
إنها عبادة الدعاء مفتاح الحاجة ، ومستروح أصحاب الفاقات ، وملجأ المضطرين ، ومتنفس ذوي المآرب . و لسان الافتقار لشرح الاضطرار . والطلب عند ملك رحيم مجيب غفّار ...
نداء من تحت إلى فوق ، وإجابة من فوق إلى تحت ....
طلب المدد ... والأنس بالإجابة ... وإنتظار الفيض والمنة والجود .. من الرب المعبود .
وهذا احمد بن عطاء الله الآدمي قدس الله سره العظيم وكان رفيقاً للحلاج لازمه وآزه وشد ظهره ... يرى أن للدعاء أركانا وأجنحة وأسبابا وأوقاتا . فإن وافق أركانه قوي ، وإن وافق أجنحته طار في السماء . وإن وافق مواقيته فاز ، وإن وافق أسبابه أُنجح .
فأركانه : حضور القلب ... والخشوع ، وتعلق القلب بالله وقطعه من الأسباب .
وأجنحته : الصدق .
ومواقيته : الأسحار .
وأسبابه : الصلوات على محمد وآله ....
فادفعوا أمواج البلاء بالدعاء ... كما قال لا فتى ... عليه سلام الله .
فمن أقامه الله في مقام الدعاء فلا يشقى به أبداً . كائناً من كان . ولو لم يكن للدعاء فضل ، إلا نيل محبة الله للداع ، لكان كافياً . فإن الله يحب الملحين في الدعاء .
والدعاء مخ العبادة ... أما الذكر فمحراب السيادة ...
واختلف الناس في الأفضل : الدعاء أم السكوت والرضاء ، فقيل : الدعاء أفضل … لأنه مستحق لله تعالى لما فيه من إظهار فاقة العبودية وذلها ، ولهذا ذم الله تعالى قوماً لا يدعونه . فقال في المنافقين : " وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ " .
وقيل : معناه لا يمدونها إلينا بالسؤال .
ورأيٌ آخر يقول : السكوت والجمود تحت جريان الحكم ، ثم رضا بما سبق من اختيار الحق وإرادته .
وقد قال خبراً عن الله تعالى : " من شغله القرآن وذكرى عن مساءلتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين " .
والشيخ الأكبر ابن العربي يرى أن الدعاء عبادة ، والذكر سيادة .
فمن دعاه وصل إليه ، ومن ذكره فهو عنده لقوله تعالى وجل : " أنا جليس من ذكرني "
فيقول ابن العربي قُدس سره المبارك : " للحق ذكر ودعاء ، وللخلق ذكر ودعاء . فإن ذكرت الحق ذكرك .
وإن قلت له : يا رب ، قال لك : يا عبد . وإن قلت له : أعطني ، قال لك : أعطني . فاختر الذكر أو الدعاء " ..
وهذا بعضاً مما يسره الله لنا كتبناه جمعاً من موسوعة الأوراد للقسم الموسوم بأوراد وصلوات ابن العربي وهذه الأدعية ليست له . نفعنا الله بها .. وأجابنا سؤلنا .. فهو أملنا وإليه الملجأ والمرتجى ...........
__________________ وإذا غلى شيءٌٌ عليّ تركتهُ ..فيكون أرخصُ ما يكونُ إذا غلا