عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: إلـــــــى الســــــائلـــيـــن عـــــن اللـه عــــــزّ وجـــــــــــلّ... السبت أغسطس 01, 2009 11:29 am
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الى روح سيدنا محمد وآل بيت سيدنا محمد لهم منا ثواب الفاتحة
إني قريب!
لسيدي الشيخ الفقير الى الله تعالى الشيخ باسل صالح جرار رضي الله تعالى عنه
إلـــــــى الســــــائلـــيـــن عـــــن اللـه عــــــزّ وجـــــــــــلّ... ﴿وَ إِذَا سَألـسيدنا محمد صلى الله علية وسلم عِبَادِي عَنـِّي فَأِنـِّي قَرِيبٌ أجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِ إِذا دَعانِ فَلـْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لـْيُؤْمِنُوا بِي لـَعَلـَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ البقرة/ ١٨٦. الحمدُ للهِ ربّ العالمين، حمدا ًكثيرا ًطيبا ًمباركا ًفيه، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على حبيبك سيّدنا محمد أعظم وأفضل خلق الله وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسانهم إلى يوم الدين. هذه آية عظيمة وقد أظهر الله عز و جلّ فيها مِن الجمال ما يبهر العقول، ومِن محبة الله عز و جلّ إلى العباد وحنانه عليهم ما يعجز عن وصفه أولوا الألباب. إذ يقول الله عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام مخاطبا ًله أي قل يا محمد لمن سألك عني "إني قريب". أحبّة المصطفى عليه الصلاة والسلام،،، مَن يسأل عن الله عز وجل لا بدَّ وأن يكون سائلاَ ًعنه لكي يتعرّف عليه، ويكون في حضرته، وإمّا أن يكون بشكل عام لكي يستجيب الله عز و جلّ دعائه، فالذي يسأل عن الله عز و جلّ بقصد هاتين الإثنتين فقد وصفهم الله عز و جلّ أنهم مِن جُملة عباده الذين همهم التقرب إليه سبحانه وتعالى، وانظر هنا ما أجمل هذه الكلمة عندما يقول الله تعالى "إني قريب" فو الله لو تذوق كل مسلم يقرأها ما فيها مِن جمال لزادت محبته وخشيته لله تعالى عندما تـتحقق بقلبك معاني القرب مِن الله عز و جلّ إليك، فهو بمثابة أنه يستدعيك ويقول لك كـُن قريب مني كما أني قريب منك. أخوة الإيمان،،، أما هذه من درجات الإحسان؟ وهي أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، فإنك إن استشعرت وتيقنت قربه منك، وقربك منه، حقيقة تفنى عن ما سوى ذلك، لِما في ذلك مِن تجليات الجلال والجمال، ولما في ذلك مِن أنوار. وأي شيء أعظم من أن يعيش المسلم بحضرة الله عز وجل! إنّ الله عز و جلّ قريب منك بكل الأحوال ومحيط بك لأنك شيء، والله عز وجل يقول: ﴿ وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطا ً﴾ النساء/١۲٦، لقد أحاط بشيئيتك، ويقول: ﴿ وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ الأنعام/١٠١، إذاً فهو عليم بك وبكامل أمرك، كيف لا وهو الذي خلقك! وانظر إلى قرب الله عز و جلّ منك وهو يقول: ﴿ وَنَعْلـَمُ مَا تُوَسوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَ نَحنُ أقرَبُ إِلـَيهِ مِن حَبْلِ الوَريدِ ﴾ ق/١٦، ويقول أيضا: ﴿ وَ نَحنُ أقْرَبُ إِلـَيْهِ مِنْكُم وَ لـكِن لا تُبْصِرُونَ ﴾ الواقعة/٨٥. أي قرب يريد الإنسان أكثر مِن ذلك لكي يعلم يقينا ًحقيقة قرب الله عز و جلّ مِنه؟! سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك. أخي المؤمن،،، والسائر إلى الله عز وجل تذوّق معاني هذا القرب من الله عز و جلّ إليك، لكي تنهض همتك وتسعى للقرب منه، فإنك إن تذوّقت تلك المعاني، ونهضت للقرب مِنه، هنا يكمن الخير العظيم، وهو الإجابة لك في كل شيء سواء أكان دعاء أم كان قربا ًمِنه ولجوءا ًإليه، عندما تستشعر هذا القرب يكون عندك اليقين الكامل بأن الله عز و جلّ يسمعك ويراك، فهو السرعنده كالعلانية لأنه يقول: ﴿ يَعْلـَمُ خائِنَةَ الأعْيُنِ وَ مَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ غافر/١۹. ولأنه يقول أيضا ًمخاطبا ًرُسله الذاهبين لأعظم طاغية: ﴿ لا تَخَافا إِنـَّنِي مَعَكُمَا أسْمَعُ وَ أرَى ﴾ طه/٤٦. فاطمَئـَنـُّوا إلى هذا القرب العظيم زيادة على اطمئنانهم، فهم رسل الحق سبحانه وتعالى، ولن يخذلهم الله عز و جلّ ولكن يريد أن يعلمنا الله عز و جلّ كيف هي حالة الإطمئنان إلى قرب الله عز وجل. ومِن هنا يقول "أجيب دعوة الداعي إذا دعان" نعم يجيب دعوتك بعد هذا التحقق بقربه، وأعظم مَن تحقق بقربه هو سيدنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله صحبه وسلم - فانظر إلى يقينه بقرب الله عز و جلّ منه، وكيف كان قربه من الله عز و جلّ، كيف كان حاله مع الله عز و جلّ في حالة القرب، وكل أحوال النبي كانت بالله ومِن الله ومع الله ولله سبحانه وتعالى. أحبة النبي الهادي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ،،، خليق بنا أن يسأل كل واحد منـّا نفسه هو يريد دائما أن يسأل الله عز وجل ويجيبه، ولكن أما يخطر ببال ذلك العبد أن الله عز و جلّ سيسأله يوم القيامة هل حققت ما خلقتك مِن أجله؟ وهو العبودية؟ لقوله تعالى: ﴿ وَ مَا خَلـَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ ﴾ الذاريات/٥٦. ماذا سيجيب العبد؟ وكيف سيكون حاله عندما يسمع هذا السؤال من الله عز و جلّ خالِق السّماوات والأرض! أحبّة الشفيع سيدنا محمد - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم،،، إذا كنت قد حققت معاني القرب في الدنيا مع الله عز و جلّ تكون ممّن حقق العبودية لله عز وجل، أتتوقع أن يجعل الله عز و جلّ في حضرة قربه مَن لم يتحقق بالعبودية!! إنّ مَن يدخل في حضرة القرب يرَ أسماء الله عز و جلّ وصفاته بغير المعاني التي كان يعرفها قبل ذلك، لأنك تتحقق بها، لأنك قريب منه، فتزيد خشيتك ومحبتك وتعظيمك له سبحانه وتعالى. ومثلا ًولله المثل الأعلى مَن يكون قريب من الشيء والشيء قريب منه يعلم مِن معاني ذلك الشيء مما يتيح له معرفة ذلك الشيء، وخذ على ذلك أي شيء. ومَن أنت حتى يجيبك الله عز و جلّ بعظمته؟! ولكنه الرحمن الرحيم، مالِك كل شيء، فهو المعطي والمانع، ولكن كيف سيكون حال الإجابة لعبد قريب من الله عز و جلّ ولعبد بعيد مِنه؟ فكر بنفسك أنت! ولذلك يريد الله عز و جلّ أن يعلمنا كيف نكون قريبين منه لتتحقق إجابته لنا بقوله تعالى "فليستجيبوا لي" . كيف نستجيب لله سبحانه وتعالى؟ وما هي الاستجابة؟ وماذا تعني الاستجابة لله تبارك وتعالى؟ إن مِن معاني الاستجابة لله تعالى هو أن تجيب مَن دعاك، ومِن هنا فإنّ الله عز و جلّ يريد منك أن تجيبه إلى ما دعاك إليه، وكانت الدعوة عن طريق المصطفى - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أفضل مَن أجاب واستجاب لله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى ﴿ يَا قَوْمَنَا أجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ ﴾ الأحقاف/٣١. ولكن وللأسف إنّ هناك الكثير مِمّن لم يجب داعي الله عز وجل، وهو يظن بنفسه بعدم إجابته لله عز و جلّ بأنه قوي، ولا يعترف بالدعوة ولا بالداعي، والله عز وجل يقول: ﴿ وَ مَن لـَم يُجِبْ دَاعِيَ اللهِ فَلـَيْسَ بِمُعْجِز ٍفِي الأرْضِ﴾ الأحقاف/ ٣۲. لو أنّ هذا الإنسان المعتد بنفسه، الذي لم يجب داعي الله عز و جلّ، جلس مع نفسه قليلاً لرأى كم هو مخطئ بظنه وتفكيره وتقديره، فإنّ الطريق المؤدّية للإيمان الصحيح بالله سبحانه وتعالى إنـّما تكون باستجابته وتحقيق معاني الاستجابة، وهذا ما كان عليه الرعيل الأول مِن الصّحابة والتـّابعين وتابعي ِالتابعين رضوان الله عليهم أجمعين، فإنـّهم هم الذين حققوا معاني الاستجابة، فكانوا هم المؤمنون حقاً، فكلما حقق الإنسان الاستجابة أكثر، وكانت استجابته على وجه الكمال، كان إيمانه كذلك في دائرة الكمال، ومِن هنا لننظر إلى حديث النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - عندما قال: ( لو وُزِن إيمان أبو بكر في كفـّة وإيمان الأمّة في كفـّة، لرَجَحَ إيمان أبو بكر ) لماذا؟ لأنه أكثر مَن حقق الاستجابة على الإطلاق بعد النبي عليه الصلاة والسلام. إذا ًفلا يمكن أن يكتمل الإيمان أو يتم تحقيقه إلا بالاستجابة التي هي الطريق للإيمان، فسيدنا أبو بكر حقق استجابته لله تعالى باستجابته - للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فتحقق له الإيمان بالله سبحانه وتعالى. إذا ًلا بدَّ لنا أن نبحث عن مَن استجاب لله عز و جلّ وللرسول عليه الصلاة والسلام لكي يعلمنا الاستجابة. ومن هنا انظروا أحبة النبي المصطفى - صلى الله عليه وسلم- إلى صحابته - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - في معركة بدر الكبرى، عندما استجابوا كلهم لله تبارك وتعالى، وكانوا على قلب واحد، وهو قلب النبي عليه الصلاة والسلام، وكانوا صادقين في ذلك، ودعوا الله عز وجل وهم المستجيبين لله عز و جلّ وللرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - وقال الله عز و جلّ لهم: ﴿وَ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لـَكُمْ أنِّي مُمِدُّكُمْ بِألـْفٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ الأنفال/ ۹. إنّ هناك آيات كثيرة في الكتاب العظيم تدل على إجابة الله عز و جلّ لنا كقوله تعالى: ﴿ أمَّنْ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ وَ يَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ النمل/ ٦٢. انظروا أحبتي،،، فإن الله عز وجل يجيب المضطر حتى لو كان ليس بذاك القرب مِن الله عز و جلّ، فكيف بمن هو بحضرة قربه؟ كيف تكون إجابة الله عز وجل له؟ طبعا تكون أبلغ وأعظم. وإنّ مِن الآيات العظيمة التي تبين لنا معاني الاستجابة لله عز و جلّ إذ يقول: ﴿ يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَ للرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ الأنفال/ ۲٤. إنّ هذه الآية تقرر كيفية الاستجابة لله عز و جلّ، وكيف تكون، ولا تكون إلا بالرسول الأعظم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، لأنه الداعي للاستجابة بكلام الحق عز وجل، وما هي الثمرة من الاستجابة؟ هي الإيمان بالله عز وجل. والأعظم من ذلك هي حياة ذلك المستجيب المؤمن بالله عز و جلّ وبالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - إذ مَن استجاب فهو حي ومَن لم يستجب ليس بحي وليس بمؤمن، والمقصود هي حياة القلوب، والموت هو موت تلك القلوب عن الله عز و جلّ وحبيبه رسوله الأعظم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - ثم انظر إلى قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( خير القرون قرني، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه ) لماذا؟ لأنهم أحياء بالله عز و جلّ وبالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أحياء القلوب، والخير لا يكون إلا في القلب الحيّ المليء بالإيمان بالله عز وجل، ولا يمكن أن تخلوَ هذه الأرض في وقت من الأوقات من قلوب مليئة بالخير، لأنها تحيى بالله عز و جلّ وبالرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - ومِن هنا قال حبيبنا - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( الخير فـِيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة )، نعم إنه منبع الخير لأن قلبه أعظم قلب حيا ًبالله عز وجل، فنسب إلى أن القلوب في كل أمّة إذا كانت حياتها به - صلى الله عليه وسلم - كانت هي منبع الخير، كذلك فهذه بشارة عظيمة مِن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - لهذه الأمة، ودعوة منه لكي يجتهد كل إنسان أن يسعى بحياة قلبه، وكما يُروى عن بعض الصالحين أنه حضرته الوفاة، وكان مِن الذين حققوا الاستجابة لله عز و جلّ وللرسول- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فجاء أهل بلده لزيارته، فقالوا: "قد علمنا أنك على فراش الموت، تستعد له، فجئنا نزورك" فتبسم وقال كلمة عظيمة ذلك الرجل الصالح، قال: "عجبت مِن أموات يزورون أحياء" انظروا وهو على فراش الموت يقول هذا، لأنه يعلم أن الحياة حياة القلب بالله عز وجل وبرسوله الكريم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، نعم إنها كلمة أطلقها ذلك الرجل الصالح لكي ينظر ويتفكر بها من يأتي بعده لكي يسعى أن يكون حيا. وكلما كانت استجابة الإنسان لله عز و جلّ وللرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أكبر، كانت حياته أكبر وأعظم وأكمل، ويا للأسف ممن لم يجب داعي الله عز و جلّ بالاستجابة له ولرسوله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فإن هذه علامة على خذلانه، وعلامة على أنّ الله عز و جلّ حال بينه وبين قلبه، فيكون كمَن لا قلب له، أهذا حي؟ أم ميت؟!! أمَا قال الله عز وجل: ﴿ وَ اعْلـَمُوا أنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَ قَلـْبِهِ ﴾ الأنفال/ ۲٤، وقال: ﴿ إنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ العِقَابِ ﴾ الأنفال/ ٥٢، أي عقاب في الدنيا أشدّ مِن هذا؟َ! أن يبعدهم الله سبحانه وتعالى عنه وعن حبيبه شفيع الخلق - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - وهل بعد الحق إلا الضلال! ومَن ادّعى الإيمان بدون الاستجابة فهذا كلام، ومَن ادّعى حياة قلبه بدون الإيمان فهذا كلام أيضا، عندما سُئل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - عن الإيمان قال: ( الإيمان ما وقر في القلب وصدّقه العمل ) وفي أحاديث أخرى أشار إلى صدره ثلاثة مرات وهو يقول: (الإيمان هنا) وهو يعني القلب. فوجب على كل مسلم أن ينظر إلى قلبه كل يوم وكل وقت، هل هو مع الله عز و جلّ والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أم مع غيرهما؟ هل هو حي؟ أم ميت؟ هل هو مستجيب أم غير ذلك؟ هل هو مؤمن أم لا؟ لكي يسعى إلى تحقيق القرب من الله عز وجل، ثم يقول الحق عز شأنه: ﴿ فَلـْيَسْتَجِيبُوا لِي وَ لـْيُؤْمِنُوا بِي لـَعَلـَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ البقرة/ ١٨٦، الله أكبر!! ماذا تريد أعظم مِن أن يكون مَن يرشدك الله عز و جلّ والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فإن كان مرشدك الله عز و جلّ والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - تستطيع أن ترشد غيرك. ولكن ابحث عمّن أرشدهم الله عز و جلّ والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - إليه واجعلهم يرشدونك كما رَشـَدوا، لأنّ الأمر ليس بهذه السهولة، وإنما بحاجة إلى رجال، وجد، و اجتهاد، لأنه أمر عظيم، وأي أمر أعظم من تحقيق القرب مِن الله عز و جلّ والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - فإن من أسمائه تعالى الرشيد. فإذا كنت من عباد الله عز و جلّ الذين يسألون عن الله عز و جلّ، واستجبت له، وآمنت به، كان هو الذي يدلك على مَن يرشدك، لأنه هو الذي دعاك إليه، إلى حضرته، عندما قال لك "إني قريب" فإنك إن كنت في حضرة قربه لا يمكن أن تلتفت إلى أي شيء غير ذلك، لأن مَن يجالس الملوك لا يطلب سواهم، لأنهم أعظم من كل طلب، ولله المثل الأعلى، ولأنك وأنت في حضرة قربه تفنى عن نفسك وذاتك به، فمِن هنا تكون حياتك بالله ومِن الله وفي الله وعلى الله.
أسأل الله العظيم وبجاه رسوله الكريم - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - أن يجعلنا ممّن استجابوا له وآمنوا به، وأن يمن علينا بحضرة قربه، وأن يجعلنا أحياء به، وبحبيبه سيدنا محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم - إنه على ذلك قدير، وبالإجابة جدير، وأن يجعلنا موقنين بإجابة دعائنا، وأن يرزقنا اليقين بذلك، لأن القريب مِن الله عز وجل على يقين بالله يقينا ًصادقا ًلأنه بحضرة الله سبحانه وتعالى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسم سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين