عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: الورد القرآني : الإثنين يونيو 29, 2009 10:19 am | |
| الورد القرآني :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله ولي آله وصحبه وسلم الورد القرآني : القرآن الكريم هو الدستور الجامع لأحكام الإسلام , وهو المنبع الذي يفيض بالخير والحكمة على القلوب المؤمنة وهو أفضل ما يتقرب به المتعبدون إلى الله تبارك وتعالى. ففي حديث ابن مسعود رضي الله عنه : عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (إن هذا القرآن مأدبة الله فأقبلوا على مأدبته ما استطعتم , إن هذا القرآن هو حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن اعتصم به , ونجاة لمن اتبعه , لا يعوج فيقوم , ولا تنقضي عجائبه , ولا يخلق من كثرة الرد , اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات , أما إني لا أقل لكم آلـم حرف , ولكن ألف ولام وميم) رواه الحاكم. وفي وصية رسول الله عن النبي صلي الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: (عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في الأرض وذخر لك في السماء) رواه ابن حبان في حديث طويل. وعن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ، والذي يقرؤه ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) رواه البخاري ومسلم. ولقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يحمل الناس على القرآن حملا , ويفاضل بينهم بمنزلتهم من القرآن , ويوصي من عجز عن القراءة بأن يستمع ويتفهم , حتى لا يحرم بركة الصلة الروحية بكتاب الله تبارك وتعالى. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة) رواه أحمد وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم بعثا وهم ذوو عدد ، فاستقرأهم , فاستقرأ كل رجل منهم يعني ما معه من القرآن ، فأتى على رجل منهم من أحدثهم سنا فقال: "ما معك يا فلان؟" قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة قال: "أمعك سورة البقرة؟" قال: نعم. قال: "اذهب فأنت أميرهم") رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وقد عرف سلفنا الصالحين رضوان الله عليهم فضل القرآن وتلاوته , فجعلوه مصدر تشريعهم , ودستور أحكامهم , وربيع قلوبهم , وورد عبادتهم , وفتحوا له قلوبهم وتدبروه , وتشربت أرواحهم معانيه السامية, فأثابهم الله في الدنيا سيادة العالم , ولهم في الآخرة عظيم وأعلي وأفضل الدرجات 0 وأهملنا نحن القرآن فوصلنا إلي ما وصلنا إليه من ضعف في الدنيا ورقة في الدين فهذا هو حالنا بين أيدينا يرثي له عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (عرضت علي أجور أمتي، حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد ، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة. ولهذا عُني سلفنا الصالحين من المسلمون الأوائل رضوان الله عليهم أن يجعلوا كتاب الله تبارك وتعالى أول أورادهم , وكان من تعهدهم أن يرتب الواحد منهم على نفسه كل يوم حزبا من القرآن الكريم. وسنورد الورد القرآني عند سلفنا الصالحين رضوان الله عليهم على سبيل المثال و التوضيح فنقول: مقدار الورد: تختلف الظروف والأحوال من شخص إلي أخر ولهذا لم يحدد مقدار الورد , وترك لظروف كل شخص ومقدرته , والمهم ألا يمر به يوم بغير أن يقرأ شيئا من كتاب الله تعالى. 1 – أقل مدة للختمة القرآ ن ثلاثة أيام , وقد كرهوا أن يختم الإنسان في أقل من ثلاث وفي أكثر من شهر , وقالوا: إن الختم في أقل من ثلاث إسراعا لا يعين على التفهم والتدبر وفي الختم في أكثر من شهر إسرافا في هجر التلاوة. عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لم يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة , وقال الترمذي: حسن صحيح.
2 - الحد الوسط أن يختم القرآن مرة كل أسبوع إذا تمكن من ذلك , وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمرو أن يختم كل أسبوع مرة , وكذلك كان جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون: كسيدنا عثمان , وزيد بن ثابت , وابن مسعود , وأبي بن كعب رضي الله عنهم. وكان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه يفتتح ليلة الجمعة بالبقرة إلى المائدة , وليلة السبت بالأنعام إلى هود , وليلة الأحد بيوسف إلى مريم , وليلة الاثنين بطه إلى طسم موسى وفرعون "يعني القصص" , وليلة الثلاثاء بالعنكبوت إلى ص , وليلة الأربعاء من بتنزيل إلى الرحمن , وليلة الخميس يختم الختمة... وكان لابن مسعود رضي الله عنه تقسيم آخر يختلف في عدد السور , لكنه يتفق في الختم كل أسبوع , وقد ورد في التقسيم في الأسبوع أخبار كثيرة.
3 – ليس هذا التقسيم بمتعين , أو بفرض , بل هو على سبيل الإتباع والأفضلية , وللمسلم أن يقرأ ويتلو حسب مقدرته , بحيث لا يمضي يوم بغير تلاوة , فإن لم يكن من أهل القراءة فليجتهد في الاستماع أو في حفظ بعض السور يتلوها كلما سنحت الفرصة. ورد الحفظ: ويستحب كذلك للمسلم , وهو من الأوراد القرآنية , أن يجتهد ما استطاع في حفظ ما يمكن من القرآن الكريم , فيرتب على نفسه كل يوم آية أو بعض آيات من القرآن الكريم بقدر طاقته يحفظها حفظا جيدا , وبهذه الطريقة التدريجية يمكنه أن يحفظ الشيء الكثير من كتاب الله تبارك وتعالى. وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأبي ذر رضي الله عنه: (يا أبا ذر لأن تغدو فتَعلَم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة) رواه ابن ماجة بإسناد حسن , ويعضده حديث مسلم وأبي داود في هذا المعنى. فاجتهدوا أن تفوزوا بهذه الفضيلة , والله تعالي نسأل أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن فنكون بذلك من أهل الله وخاصته , والله حسبنا ونعم الوكيل.
من آداب الورد ( التلاوة والحفظ)
أن من آداب التلاوة الاجتهاد كل الاجتهاد في التدبر والتفكر فذلك هو المقصود الأول منها , الله تبارك وتعالى يقول: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ) (صّ:29) ولا سيما أن ذلك هو خطاب رب العالمين العزيز الحكيم كما أن من آداب التلاوة مراعاة أحكام التجويد , فتُخرج الحروف من مخارجها , وتؤدى على قواعدها فيُمد الممدود , ويغن ما يستحق الغنة , ويفخم المفخم ويرقق المرقق.. وهكذا. عن سعد بن أبي وقاص رضي الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن هذا القرآن بزل بحُزن فإذا قرأتموه فابكوا , فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنّوا به , فمن لم يتغن بالقرآن فليس منا) رواه ابن ماجة. والمراد بالتغني هنا التحزن والخشوع مع تجويد القراءة , وليس كما ونسمع نري اليوم من شتى أنواع التلحين والعياذ بالله 0 فقد جاء في حديث جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله) رواه ابن ماجة.
مجلس الاستماع: من أوراد القرآنية الاجتماع لسماع كتاب الله تبارك وتعالى ممن يحسن تلاوته , وعلى القارئ في مجلس الاستماع أن يقرأ قراءة مرسلة يلاحظ فيها الآداب السابقة , وعلى الحضور أن ينصتوا ويتفكروا ويتدبروا في المعاني وأن يكونوا على غاية الخشوع والتعظيم لكتاب الله تبارك وتعالى ويستحضروا الآية الكريمة: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأعراف:204). ولقد كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم يستمعون القرآن وكأن على رؤوسهم الطير , وكان مشيخة مكة من الصالحين إذا أرادوا التذكر أقبلوا على الشافعي رضي الله عنه , وكان حسن القراءة , فقرأ عليهم واستمعوا فلا يرى الراءون أكثر بكاءً منهم في حالهم تلك حين الاستماع (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ) (المائدة:83). ويستحب إتماما للفائدة إذا حضر مجلسهم هذا أهل العلم أن يلخصوا لهم مقاصد ما تلي من آيات.
التوقيع يا آل بيت رسـول الله حبكـم*فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكـم*من لم يصــل عليــكم لا صلاة له | |
|