ورد في السحاب والمطر
أســرار الكـون
جـلال الدين السـيوطي
ما ورد في السحاب والمطر
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: (إن الله يبعث الريح تحمل الماء من السماء ، تمر به السحاب ، تدر كما تدر اللقحة).
اشد خلق الله
وأخرج الطبراني في الأوسط- بسند جيد- عن علي رضي الله عنه قال: (أشد خلق ربك عشرة: الجبال ، والحديد ينحت الجبال ، والنار تأكل الحديد ، والماء يطفىء النار ، والسحاب المسخر بين السماء والأرض يحمل الماء ، والريح تنقل السحاب ، والإنسان يتقي الريح بيده ويذهب فيها لحاجته ، والسكر يغلب الإنسان ، والنوم يغلب السكر ، والهم يمنع النوم ، فأشد خلق ربك الهم ، فأشد خلق ربك الهم).
وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قوله : {فَالحامِلاتِ وِقراً}: (السحاب يحمل المطر).
وأخرج أبو الشيخب عن كعب قال: السحاب غربال المطر ، ولولا السحاب- حين ينزل الماء من السماء- لأفسد ما يقع عليه من الأرض ، والبذر ينزل من السماء).
السحاب ثمر
وأخرج أبو الشيخ عن خالد بن معدان قال: (إن في الجنة شجرة تثمر السحاب ، فالسوداء منها الثمرة التي قد نضجت التي تحمل المطر ، والبيضاء الثمرة التي لم تنضج لا تحمل المطر).
السحاب ينطق ويضحك
وأخرج أحمد ، وابن أبي الدنيا في كتاب المطر ، وأبو الشيخ عن الغفاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ينشىء الله السحاب فينطق أحسن المنطق ، ويضحك أحسن الضحك).
قال أبو نعيم بن سعد: المنطق: الرعد ، والضحك: البرق.
السحاب غربالا
وأخرج أبو الشيخ عن أبي المثنى قال: (إن الأرض قالت: رب أرني من الماء ، ولا تنزله علىّ منهمرا كما أنزلته على يوم الطوفان ، قال: سأجعل لك السحاب غربالا).
وأخرج أبو الشيخ عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا نشأت السماء بحرية ، ثم تشأمت فتلك عين ، أو عام غديقة ، يعني مطرا كثيرا).
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن أنه سئل عن: المطر من السماء أم من السحاب قال: من السماء: إنما السحاب علم ينزل عليه الماء من السماء).
وأخرج عن وهب قال: (لا أدري المطر ينزل قطره من السماء في السحاب ، أم خلق في السحاب فأمطر).
وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن خالد ابن معدان قال: (المطر ماء يخرج من تحت العرش ، فينزل من سماء إلى سماء ، حتى يجتمع في السماء الدنيا ، فيجتمع في موضع يقال له الأبرم ، فتجىء السحاب السود فتدخله فتشربه مثل شرب الإسفنجة ، فيسوقها الله حيث شاء).
حبة المطر مثل البعير
وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن عكرمة قال: (ينزل الماء من السماء السابعة ، فتقع القطرة منه على السحاب مثل البعير).
وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي في قوله: {فَسَلسيدنا محمد صلى الله علية وسلمهُ يَنابيعَ في الأَرضِ} قال: (كل ما في الأرض من السماء).
يوم نوح ويوم عاد
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل الله من السماء كفا من ماء إلا بمكيال ولا يسق الله كفا من ريح إلا بوزن ومكيال إلا يوم نوح فإن الماء طغى على الخُزان ، قال تعالى: {إِنّا لَمّا طَغى الماءُ حَملناكُم في الجارِيَةِ} ويوم عاد فإن الريح عتت على الخزان ، قال الله تعالى: {بِريحٍ صَرصَرٍ عاتِيَةٍ}.
وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال: (لم ينزل الله قطرة من السماء إلا يعلم الخزان إلا حيث طغى الماء فإنه غضب بغضب الله فطغى على الخزان فخرج ما لا يعلمون ما هو).
اللؤلؤ من المطر
وأخرج أبو الشيخ من طريق سعيد بن جبير ، وابن عباس قال: (يخلق الله اللؤلؤ في الأصداف من المطر ، تفتح الأصداف أفواهها عند المطر ، فاللؤلؤة العظيمة من القطرة العظيمة ، واللؤلؤة الصغيرة من القطرة الصغيرة).
وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ عن عكرمة قال: (ما أنزل الله من السماء ماء إلا أنبت بها في الأرض عشبة ، أو في البحر لؤلؤة).
وأخرج أبو الشيخ عن عبيد بن عمير قال: (يبعث الله ريحا فتعم الأرض ، ثم يبعث الله الثانية فتثير سحابا فيجعله كسفا ، ثم يبعث الله الثالثة فيؤلف بينه ، فيجعله ركاما ، ثم الرابعة فتمطر).
وأخرج عن السدى قال: يرسل الله الريح فتأتي بالسحاب من بين الخافقين طرف السماء والأرض حين يلتقيان فيخرجه ، ثم ينشره فيبسطه في السماء كيف يشاء ، فيسيل الماء على السحاب ، ثم يمطر السحاب بعد ذلك).
المطر والقحط
وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما مطر قوم إلا برحمته ، ولا قحطوا إلا بسخطه).
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن أنه كان إذا نظر إلى السحاب قال: (فيه والله رزقكم ، ولكنكم تحرمونه بذنوبكم).
وأخرج ابن أبي الدنيا في المطر ، وأبو الشيخ عن المطلب بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من ساعة من ليل ولا نهار إلا والسماء تمطر فيها ، فيصرفه الله حيث يشاء).
الملائكة تنزل مع المطر
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال: (ما من عام أمطر من عام ، ولكن الله يصرفه حيث يشاء ، وربما كان ذلك في البحر ، وينزل مع المطر كذا وكذا من الملائكة فيكتبون حيث يقع ذلك المطر ، ومن يرزقه ، وما يخرج منه مع كل قطرة).
وأخرج ابن أبي الدنيا في المطر وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: (ما نزل مطر من السماء الا ومعه البذر ، أما إنكم لو بسطتم نطعا لرأيتموه).
وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ عن ابن عباس قال: (المطر مزاجه من الجنة ، فإذا كثر المزاج عظمت البركة ، وإن قل المطر ، وإذا قل المزاج قلت البركة ، وإن عظم المطر).
وأخرج ابن أبي حاتم عن خالد بن يزيد قال: (المطر منه ماء من السماء ، ومنه ماء يسقيه الغيم من البحر فيعذبه الرعد والبرق ، فأما ما كان من البحر فلا يكون له نبات ، وأما النبات فما كان من السماء).
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال: (ما من عين جارية إلا داخلتها من الثلج).
وأخرج أبو الشيخ عن كعب قال: (لولا أن الجليد ينزل من السماء الرابعة ، لم يمر بشىء إلا أهلكه).
وأخرج أبو الشيخ عن ابن مالك الغفاري قال: (سألت ابن عباس فقلت: تنزل الأرض القفلا فتمطر من الليل فتصبح من الغد في الأرض ضفادع خضر فقال ابن عباس: (إن هذه السماء الدنيا إلى التي تليها ، وما بينهما ماءهما يجري فيه من الطير والدواب مثل ما في مائكم هذا).
التعذيب بالمطر
وأخرج ابن أبي زمنين في أصول السنة عن سلمان الفارسي قال: (تحت هذه السماء بحر ماء مطفح ، فيه الدواب مثل ما في بحركم هذا ، ومن هذا البحر غرق الله قوم نوح ، وهو ما أسكنه الله للعذاب؛ وسينزل قبل يوم القيامة ، فيغرق به من يشاء ، ويعذب به من يشاء).
أخرج أبو الشيخ عن قتادة قال: (كان آدم عليه السلام يشرب من السحاب).
التوقيع
يا آل بيت رسـول الله حبكـم*فرض من الله في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم الفخر أنكـم*من لم يصــل عليــكم لا صلاة له