فضل صلاة الأوابين وصلاة التهجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة أسرة المنتدى
فضل صلاة الأوابين
فيها فضل عظيم وقد تواردت الأخبار عن ذلك ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنه من صلى ست ركعات بعد صلاة المغرب لم يتكلم بينهن بسوء عدلن له بعبادة اثني عشرة سنة .
وعن مسروق عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
من صلى اثنتي عشرة ركعة بعد المغرب يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله احد ثلاث مرات غفر له الله ذنوبه كلها .
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من صلى بين المغرب والعشاء عشرين ركعة يقرأ في فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد مرة حفظ في أهله وماله وولده ونفسه ودينه ودنياه وأخرته وداره ومن حوله ويهون عليه سكرات الموت وأهوال القيامة ويمر على الصراط المستقيم كالبرق ويدخله الجنة في زمرة الصديقين .
فضل صلاة التهجد :
قال الله تعالى : إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ...) وكذلك قال تعالى ( إن ناشئة الليل هي أشد وطأ وأقوم قيلا ) وقوله تعالى : تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ..)
وقوله تعالى ( الذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً ) وقوله تعالى ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ...)
فما معنى التخصيص وهي زيادة في حق كافة المسلمين كما في حقه عليه الصلاة والسلام قيل التخصيص من حيث أن نوافل العبادة كفارة لذنوبهم والنبي عليه الصلاة والسلام قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكانت نوافله لا تعمل في كفارة الذنوب وهي له زيادة في رفع الدرجات ....
بخلاف الأمة فإن لهم ذنوباً يحتاجون للطاعات لتكفيرها فلا تكون صلاتهم في الحقيقة نافلة .
والفائدة في قوله تعالى ( يا أيها المزمل قم الليل .......) التنبيه لكل منزل راقد ليله لينتبه إلى قيام الليل وذكر الله فيه .
أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
ينزل الله عز وجل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل يقول من يدعوني فاستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ..
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله ينزل كل ليلة جمعة من أول الليل إلى أخره إلى سماء الدنيا وفي سائر الليالي من الثلث الأخير من الليل فيأمر ملكاً ينادي هل من سائل فأعطيه هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له ، يا طالب الخير أقبل و يا طالب الشر أقصر ...
وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال ينزل الله في آخر الليل لثلاث ساعات في أخره فينظر في الساعة الأولى منهن في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت وينظر في الساعة الثانية في جنة عدن و لا يكون فيها إلا الأنبياء والشهداء والصديقين وفيها مالم يره أحد ولم يخطر على قلب بشر ثم يهبط أخر ساعة من الليل فيقول ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له ، ألا سائل يسألني فأعطيه ألا داع يدعوني فأستجيب له حتى مطلع الفجر وقال الله تعالى ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً ....) فيشهده الله تعالى وملائكته .
وعن المغيرة بن شعبة انه قال انتفخت قدماه عليه الصلاة والسلام لكثرة صلاته وطول قيامه فيها فقيل له أتتكلف هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال عليه الصلاة والسلام أفلا أكون عبداً شكوراً .
وفي ذلك تنبيه على كمال فضل قيام الليل حيث جهله النبي صلى الله عليه وسلم شكر لنعمته تعالى ولا يخفى أن نعمه عظيمة وشكره أيضاً عظيم ...
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن ألان الكلام ، وأطعم الطعام ، وتابع الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام .
وعن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه من صلى في سواد الليل ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وأية الكرسي عشر مرات فإذا فرغ قال ياحي يا قيوم بك أستغيث لم ينصرف من صلاته حتى يوكل الله تعالى ملائكة يحفظونه من الشر كله .
وذكر أيضاً بعض الخواص : إن قلب القرآن سورة يس .. وقلب الليالي وقت السحر ووقت التجليات الإلهية وقلب الإنسان معلوم من قرأ سورة يس في وقت السحر في صلاة أو غيرها فيجتمع ثلاث قلوب في زمان واحد فيستجيب له الله دعاءه ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعموا الطعام .. وأفشوا السلام .. وصلوا بالليل والناس نيام ... وهو أول حديث قاله عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة لما قدمها .
وعن جابر رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار .
وقال عليه الصلاة والسلام : رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى فأيقظا امرأته فصلت فإن أبت نضح في وجهها الماء ، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها فصلى فإن أبى نضح في وجهه الماء .
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله تعالى إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة ....
الأحاديث الصحيحة الواردة عن في عقد الشياطين في أذن النائم وتقسيم الليل :
أخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
يعقد الشيطان على رأس أحدكم إذا هو نائم ثلاث عقد يضرب على كل عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة وإن توضأ انحلت عقدة وأن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس وغلا أصبح خبيث النفس كسلان .
وأخرج البخاري عن عبد الله رضي الله عنه ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقيل مازال نائماً حتى أصبح ما قام على الصلاة فقال بال الشيطان في أذنه .
ينقسم الليل إلى ثمان مراتب وهي :
- إحياء كل ليلة أي إحياء كل الليل وهذا شأن الأقوياء الذين تجردوا للعبادة
- قيام نصف الليل وأحسن طريق أن ينام الثلث الأول من الليل والسدس الأخير منه للقيام .
- قيام ثلث الليل فينام النصف الأول والسدس الأخير منه وبالجملة نوم آخر الليل مستحب لأنه يذهب النعاس بالغداة ويقلل صفرة الوجه
- أن لا يراعى التقدير وهي طريقة أولي العزم من الصحابة وجماعة التابعين وكانوا يقومون من أول الليل إلى أن يغلبهم النوم فينامون فإن انتبهوا قاموا فيكون لهم في الليل نومتان وقومتان
- قيام مقدار أربع ركعات أو ركعتين فيجلس مستقبل القبلة مشتغلاً بالذكر والدعاء فيكتب بجملة قوام الليل برحمة الله وفضله .
وأما الثمانية الميسرة من الأسباب فهي أربعة ظاهرة وأربعة باطنة
الأسباب الظاهرة :
- عدم الإكثار من الأكل والشرب
- أن لا يتعب نفسه بالنهار في الأعمال التي تتعب الأعصاب والجوارح
- أن لا يترك القيلولة في النهار فإنها سنة للاستعانة على القيام بالليل الرابع
- أن لا يرتكب الأوزار بالنهار فإنها تقسي القلب وتحول بينه وبين أسباب الرحمة
الأسباب الباطنة :
-سلامة القلب من الحقد على احد من المسلمين ومن البدع وهموم وفضول الدنيا .
- خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل فإنه إذا تفكر في أهوال الآخرة ودرجات جهنم طار نومه .
- معرفة فضل قيام الليل بسماع الآيات والأحاديث الواردة فيها
- حب الله فإذا أحب الله تعالى تلذذ بالمناجاة في الخلوات .
والله أعلم