عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: ضغط القبر على صاحبه وإن كان صالحاً الأحد يونيو 28, 2009 10:41 am | |
| ضغط القبر على صاحبه وإن كان صالحاً
بسم الله الرحمن الرحيم
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في سعد بن معاذ: «هذا الذي تحرك له عرش الرحمن وفتحت له أبواب السماء, وشهده سبعون ألفاً من الملائكة لقد ضُم ضمة ثم فرج عنه» أخرجه النسائي.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ» أخرجه أحمد.
والقبر إما لحد أو شق واللحد: هو أن يحفر للميت في جانب القبر, إن كانت الأرض صلبة وهو أفضل من الشق لأنه الذي اختاره الله لنبيه صلى الله عليه وسلم.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم, بعثوا إلى أبي عبيدة وكان يضرح كضريح أهل مكة, وبعثوا إلى أبي طلحة وكان هو الذي يحفر لأهل المدينة وكان يلحد, فبعثوا إليهما رسولين, قالوا: اللهم خر لرسولك, فوجدا أبا طلحة فجيء به, ولم يوجد أبو عبيدة فلُحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرجه ابن ماجة.
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللحد لنا والشق لغيرنا» أخرجه ابن ماجه والترمذي.
الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه
قال الإمام البخاري رحمه الله: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته لقول الله تعالى: }قوا أنفسكم وأهليكم ناراً{ [التحريم:6 ]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع ومسؤول عن رعيته» فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله عنها: لا تزر وازرة وزر أخرى. وهو كقوله : }وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شئ{ [فاطر : 18] ومعنى من سنته: أي من عادته كأن يوصي بالبكاء عليه، أو يعلم بأن أهله سيبكون عليه ولا ينهاهم0
من أسباب عذاب القبر
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « أكثر عذاب القبر من البول» -أخرجه ابن أبي شيبة-
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: «إنهما ليعذبان، وما يعذبان في كبير وإنه لكبير ،أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله» أخرجه البخاري ومسلم.
سؤال الملكين للميت
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد إذا وضع في قبره, وتولى عنه أصحابه, إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله, فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله تعالى به مقعداً من الجنة فيراهما جميعاً»، قال قتادة: وذُكر لنا أنه يفسح له في قبره أربعون ذراعاً, قال مسلم سبعون ذراعاً, ويملأ عليه خضراً إلى يوم يبعثون, ثم رجع إلى حديث أنس قال: أما المنافق والكافر فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري, كنت أقول ما يقول الناس, فيقال: لا دريت ولا تليت, ويضرب بمطارق من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين» أخرجه البخاري. معنى ولا تليت (الأصل ولا تلوت) أي: لم تدر، ولم تتل القرآن.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الميت يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشغوف, ثم يقال له: فيم كنت؟ فيقول: كنت في الإسلام! فيقال: ما هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله, جاءنا بالبينات من عند الله فصدقناه. فيقال له: هل رأيت الله؟ فيقول: لا, ما ينبغي لأحد أن يرى الله! فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً, فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله, ثم يفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها, فيقال له: هذا مقعدك.ويقال له: على اليقين كنت, وعليه مت, وعليه تبعث إن شاء الله تعالى.
ويُجلس الرجل السوء في قبره فزعاً مرعوباً فيقال له: فيم كنت؟ فيقول: لا أدري, فيقال له: ما هذا الرجل؟ فيقول: سمعت الناس يقولون قولاً فقلته, فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيه. فيقال له: انظر إلى ما صرفه الله عنك, ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضاً, فيقال: هذا مقعدك، على الشك كنت، وعليه مت، وعليه تبعث إن شاء الله تعالى» أخرجه ابن ماجه.
ما ينجي من فتنة القبر وعذابه
تكون النجاة لخمسة وهم: المرابط, والشهيد, والذي يقرأ سورة الملك كل ليلة,والذي يموت بمرض البطن كالإسهال ونحوه, والذي يموت يوم أو ليلة الجمعة.
روى مسلم عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه وأمن من الفتن» أخرجه مسلم.
والرباط : الملازمة في سبيل الله لثغر من ثغور المسلمين، فأما سكان الثغور المقيمون دائماً بأهلهم الذين يعمرون ويكتسبون هناك، فهم وإن كانوا حماةً فليسوا بمرابطين.
عن المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة،ويرى مقعده من الجنة،ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر،ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها،ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقاربه» أخرجه الترمذي وابن ماجه.
وهذا الشهيد هو من توافرت فيه شروط شهداء أُحد، وهي:
أ * أن يموت في قتال الكفار تحت راية قائد مسلم لإعلاء كلمة الله.
*أ * لا يرتثّ: أي أن يموت متأثراً بجراحه فلا يتكلم ولا يعي ما حوله.
* * أن لا تحصل ورثته على عوض مالي. عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الملك كل ليلة جاءت تجادل عن صاحبها» وروي أنها المجادلة تجادل عن صاحبها يعني قارئها في القبر, وروي أن من قرأها كل ليلة لم يضره الفتان » أخرجه الترمذي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يقتله بطنه لم يعذب في قبره» المبطون: هو الذي يموت بالإسهال ونحوه، أخرجه النسائي.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقاه الله فتنة القبر» أخرجه الترمذي
رؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم:
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه فقال: «من رأى منكم الليلة رؤيا؟» قال: فإن رأى أحد رؤيا قصها، فيقول: ما شاء الله فسألنا يوماً فقال: «هل رأى أحد منكم رؤيا؟» قلنا: لا، قال: «لكني رأيت الليلة رجلين أتياني ،فأخذا بيدي، وأخرجاني إلى الأرض المقدسة، فإذا رجل جالس ورجل قائم بيده كلوب يدخله في شدقه حتى يبلغ قفاه، ثم يفعل بشدقه الآخر مثل ذلك ويلتئم شدقه هذا، فيعود فيصنع مثله، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بصخرة أو فهر فيشدخ بها رأسه، فإذا ضربه تدهده الحجر فانطلق إليه ليأخذه، فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو فعاد إليه فضربه، قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا إلى نقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يوقد تحته نار فإذا فيه رجال ونساء عراة، فيأتيهم اللهب من تحتهم فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا يخرجون، فإذا خمدت رجعوا، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى وسط النهر، رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فردّه حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا إلى روضة خضراء فيها شجرة عظيمة وفي أصلها شيخ وصبيان، وإذا رجل قريب من الشجرة بين يديه نار يوقدها، فصعدا بي الشجرة وأدخلاني داراً لم أر قط أحسن منها، فيها شيوخ وشباب ونساء وصبيان، ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة, فأدخلاني داراً هي أحسن وأفضل, فيها شيوخ وشباب، قلت: طوفتماني الليلة فأخبراني عما رأيت،
قالا: نعم، الذي رأيت يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتُحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة، والذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن فنام عنه بالليل ولم يعمل به بالنهار يُفعل به إلى يوم القيامة، وأما الذين رأيتهم في النقب فهم الزناة والذي رأيته في النهر فآكل الربا، وأما الشيخ الذي في أصل الشجرة فإبراهيم والصبيان حوله فأولاد الناس، والذي يوقد النار فمالك خازن النار والدار الأولى دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء وأنا جبريل وهذا ميكائيل فارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا قصر مثل السحابة، قالا: ذلك منزلك، قلت دعاني أدخل منزلي ،قالا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله فلو استكملته أتيت منزلك» أخرجه البخاري.
وهذا نص في عذاب القبر أو البرزخ لأن رؤيا الأنبياء وحي، والدليل على ذلك أن إبراهيم جاءه الأمر بالذبح في المنام فشرع في التنفيذ.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم.فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم» أخرجه أبو داود.
الموتى يسمعون
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : «أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه» أخرجه البخاري.
وقد علّم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا: «سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية» أخرجه مسلم والنسائي.
حديث البراء المشهور عن أحوال الموتى
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار, فانتهينا إلى القبر ولما يلحد, فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة, وجلسنا حوله وكأن على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت في الأرض، فجعل ينظر إلى السماء وينظر إلى الأرض وجعل يرفع بصره ويخفضه ثلاثاً، فقال: «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين أو ثلاثاً، ثم قال: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ثلاثاً»، ثم قال: «إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء بيض الوجوه, كأن وجوههم الشمس ومعهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة, حتى يجلسوا منه مد البصر, ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة - وفي رواية المطمئنة - اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان, قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء, فيأخذها - وفي رواية: حتى إذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء, وفتحت له أبواب السماء, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه من قبلهم - فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن, وفي ذلك الحنوط - فذلك قوله تعالى: }توفته رسلنا وهم لا يفرطون{ [الانعام :61] ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض, قال: فيصعدون بها فلا يمرون - يعني - بها على ملك من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا, حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها حتى ينتهي به إلى السماء السابعة, فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين, }وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون{ [المطففون :19] فيكتب كتابه في عليين، ثم يقال: أعيدوه إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال: فيرد إلى الأرض وتعاد روحه في جسده، قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه مدبرين فيأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول: ربي الله, فيقولان له ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام, فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله صلى الله عليه وسلم, فيقولان له: وما أعلمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت, فينتهره فيقول: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ وهي آخر فتنة تعرض على المؤمن, فذلك حين يقول الله عز وجل: }يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا{ [إبراهيم :27] فيقول: ربي الله وديني الإسلام ونبي محمد صلى الله عليه وسلم. فينادي مناد في السماء, أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة, وألبسوه من الجنة وافتحوا له باباً إلى الجنة, قال: فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره, قال: ويأتيه - وفي رواية: يمثل له - رجل حسن الوجه حسن الثياب, طيب الريح فيقول: أبشر بالذي يسرك أبشر برضوان من الله, وجنات فيها نعيم مقيم هذا يومك الذي كنت توعده, فيقول له: وأنت فبشرك الله بخير, من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالخير, فيقول: أنا عملك الصالح, فو الله ما علمتك إلا كنت سريعاً في طاعة الله, بطيئاً في معصية الله, فجزاك الله خيراً ثم يفتح له باب من الجنة وباب من النار فيقال: هذا منزلك لو عصيت الله, أبدلك الله به هذا! فإذا رأى ما في الجنة قال: رب عجل قيام الساعة, كيما أرجع إلى أهلي ومالي, فيقال له: اسكن.
قال: وإن العبد الكافر - وفي رواية الفاجر - إذا كان في انقطاع من الدنيا, وإقبال من الآخرة, نزل إليه من السماء ملائكة غلاظ شداد, سود الوجوه, معهم المسوح من النار, فيجلسون منه مد البصر, ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه, فيقول: أيتها النفس الخبيثة, اخرجي إلى سخط من الله وغضب, قال: فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود - الكثير الشعب - من الصوف المبلول فتقطع معها العروق والعصب, فيلعنه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء, وتغلق أبواب السماء, ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن لا تعرج روحه من قبلهم ,فيأخذها, فإذا أخذها, لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح, ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض, فيصعدون بها, فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا, حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له, ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: }لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط{ [الأعراف: 40] فيقول الله عز وجل: اكتبوا كتابه في سجين, في الأرض السفلى, ثم يقال: أعيدوا عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني منها خلقتهم وفيها أعيدهم, ومنها أخرجهم تارة أخرى - فتطرح روحه من السماء طرحاً حتى تقع في جسده ثم قرأ: }ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق{ [الحج: 31] فتعاد روحه في جسده قال: فإنه يسمع خفق نعال أصحابه إذا ولوا عنه.
ويأتيه ملكان شديدا الانتهار فينتهرانه ويجلسانه فيقولان له من ربك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري, فيقولان له ما دينك؟ فيقول: هاه هاه لا أدري, فيقولان: فما تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فلا يهتدي لاسمه, فيقال: محمد! فيقول: هاه هاه لا أدري, سمعت الناس يقولون ذاك! فيقال: لا دريت ولا تلوت, فينادي مناد من السماء أن كذب, فأفرشوا له من النار وافتحوا له باباً إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها, ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه - وفي رواية: ويمثل له - رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك, هذا يومك الذي كنت توعد, فيقول: وأنت فبشرك الله بالشر, من أنت؟ فوجهك الوجه يجيء بالشر, فيقول: أنا عملك الخبيث. فو الله ما علمت إلا كنت بطيئاً عن طاعة الله, سريعاً إلى معصية الله, فجزاك الله شراً ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضرب بها جبلاً كان تراباً, فيضربه ضربة حتى يصير بها تراباً ثم يعيده الله كما كان, فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه كل شيء إلا الثقلين ثم يفتح له باب من النار ويمهد من فرش النار فيقول رب لا تقم الساعة». تم الحديث بطوله أخرجه أبو داود والحاكم والطيالسي والآجري وأحمد والسياق له.
' و كفى بالموت واعظا ' | |
|