تعرفوا على الذهاد والعباد والعا رفين با لله يا احبا بى عبد الله بن المبارك وقصة المتكلمة بالقرآن
كاتب الموضوع
رسالة
عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: تعرفوا على الذهاد والعباد والعا رفين با لله يا احبا بى عبد الله بن المبارك وقصة المتكلمة بالقرآن الأحد يونيو 28, 2009 9:22 am
عبد الله بن المبارك وقصة المتكلمة بالقرآن
عبد الله بن المبارك وقصة المتكلمة بالقرآن
قال عبد الله بن المبارك: خرجتُ حاجاً إلى بيت الله الحرام وزيارة نبيه (صلى الله عليه وآله)، فبينما أنا في الطريق إذ أنا بسواد، فتميزت ذلك، فإذا عجوز عليها درع (أي قميص) من صوف وخمار.. فقلت: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقالت (سَلامٌ قولاً مِن ربٍّ رحيم). فقلت لها: رحمك الله، ما تصنعين في هذا المكان؟ فقالت: (ومَنْ يُضْلِلِ اللهُ فما لَهُ مِنْ هَاد). فعلمتُ أنها ضالة عن الطريق. فقلت لها: أين تريدين؟ قالت: (سُبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً مِنَ المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى) فعلمتُ أنها قضت حجها وهي تريد بيت المقدس. فقلت لها: أنت منذ كم في هذا الموضع؟ قالت (ثلاثَ ليالٍ سَوِيّاً). فقلت لها: ما أرى معك طعاماً تأكلين، قالت: (هو يطعمني ويَسْقينِ). فقلت: فبأي شيء تتوضئين؟ قالت: (فإنْ لمْ تجِدوا مَاءً فتَيمموا صعيداً طيّباً). فقلت لها: إن معي طعاماً فهل لك في الأكل؟ قالت: (ثُمّ أتِمّوا الصيامَ إلى الليل). فقلت: قد أبيح لنا الإفطار في السفر، قالت: (وأنْ تصوموا خيرٌ لكمْ إنْ كنتمْ تعلمون). فقلت: لِمَ لا تكلمينني مثلما أكلمك؟ قالت: (ما يَلْفِظُ مِن قول إلا لديه رقيبٌ عتيد). فقلت: فمِن أيّ الناس أنت؟ قالت: (ولا تَقْفُ ما ليسَ لكَ بهِ علمٌ إنّ السمعَ والبصرَ والفؤادَ كلُّ أولئكَ كانَ عنهُ مسؤولاً). فقلت: قد أخطأتُ فسامحيني. قالتِ: (لا تَثْريْبَ عليكُمُ اليومَ يغفِرُ اللهُ لكم). فقلت: فهل لكِ أن أحملك على ناقتي هذه فتدركي القافلة؟ قالت: (وما تفعلوا من خير يَعْلَمْه الله). قال ابن المبارك: فأنختُ الناقة، فقالت: (قُلْ للمؤمنينَ يَغُضّوا مِنْ أبصارهم) فغضضت بصري عنها، وقلت لها اركبي. فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها، فقالت: (وَمَا أصَابكُمْ مِنْ مُصيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيديكُم). فقلت لها: اصبري حتى أعقلها. قالت: (فَفَهّمناهَا سُليمَانَ). فعقلتُ الناقة، وقلت لها اركبي. قالت: (سُبحَانَ الذي سَخّرَ لَنَا هذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرنِين وَإنّا إلى رَبِّنا لَمُنقلِبونَ). قال: فأخذتُ بزمام الناقة وجعلت أسرعُ وأصيح، فقالت: (واقْصِدْ في مشيكَ واْغْضُضْ مِنْ صوتك). فجعلتُ أمشي رويداً وأترنم بالشعر، فقالت: (فاقْرأوا ما تَيَسّرَ مِنَ القرآن). فقلت لها: لقد أوتيتِ خيراً كثيراً، فقالت: (وما يذّكرُ إلا أولوا الألباب) . فلما مشيتُ بها قليلاً قلت لها: ألكِ زوج؟ قالت: (يا أيها الذين آمنوا لا تَسألوا عَنْ أشياءَ إنْ تُبْدَ لكمْ تَسُؤكُم). فسكتُّ ولم أكلمها. فلما أدركتُ بها القافلة، قلت لها: هذه القافلة، فمن لك فيها؟ فقالت: (المالُ والبنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا) فعلمتُ أن لها أولاداً. فقلت: وما عملهم في الحج؟ قالت: (وعلاماتٍ وبالنجمِ هُمْ يهتدون) فعلمت أنهم أدلاء القافلة. فقصدتُ القباب والعمارات، فقلت: فمن لك فيها؟ قالت: (واتخذَ الله إبراهيمَ خليلاً)، و(كَلّمَ الله موسى تكليماً)، (يا يحيى خُذِ الكتابَ بقوة). فناديتُ: يا إبراهيمَ، يا موسى، يا يحيى. فإذا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا. فلما استقرّ بهم المقام، قالت: (فابعثوا أحدَكُمْ بِوَرِقِكمْ هذهِ إلى المدينةِ فلينظرْ أيها أزكى طعاماً فليأتكمْ برزقٍ منه). فمضى أحدُهم فاشترى طعاماً فقدموه بين يديّ، فقالت: (كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتمْ في الأيام الخالية). فقلت: الآن طعامكم عليّ حرامٌ حتى تخبروني بأمرها. فقالوا: هذه أمّنا لها منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن، مخافةَ أن تَزِلّ فيسخط عليها الرحمن. فقلت: (ذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم). صدق الله العظيم.
تعرفوا على الذهاد والعباد والعا رفين با لله يا احبا بى عبد الله بن المبارك وقصة المتكلمة بالقرآن