الفتور أسبابه وعلاجه.....

الفتور أسبابه وعلاجه.....

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أهله وصحبه وسلم

الفتور أسبابه وعلاجهاولا سوف نحدد عناصر هذه الموضوع الجليل المهم كالتالى :
أولا: الفتور لغة وأصطلاحاً.
ثانيا: أعراض الفتور.
ثالثا: أسباب الفتور .
رابغا : العلاج.
خامسا : وصية الختام.

فأعيرونى القلوب والاسماع فما أحوجنا جميعا بلا أستثناء إلى هذا الموضوع المهم والله أسال أن يجعلنا ممن " يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك أولوا لألباب" (الزمر18)

أولا: الفتور لغة واصطلاحاَفتر يفترُ فتورا أى: سكن بعد حدة ولان بعد شدة
والفتور يطلق فى اللغة معنيين المعنى الأول : الكسل أو التراخى أو التباطؤ بعد النشاط والجد.
والمعنى الثانى: السكون بعد الحركه والانقطاع بعد الأستمرار.
معنى الفتور اصطلاحاً: داء ومرض خطير يصيب بعض المسلمين أو بعض العاملين للأسلام أدناه الكسل أو التراخى أو السكون بعد الحركه وأعله الأنقطاع بعد الأستمرار.
وهذا هو الفتور لغة واصطلاحاً
وقد اثنى الله على ملائكته فقال سبحانه- جل وعلا- (يسبحون الليل والنهار لايفترون19 وله من فى السموات والأرض ومن عنده لايستكبرون عن عبادته ولايستحسرون) الأنبياء 19-20

ثانيا: أعراض الفتورأعراض كثيرة : أعراض عن القرآن، أعراض عن قيام الليل بعد رمضان، أعراض عن الذكر والأستغفار والتسبيح، إطلاق للبصر للنظر الى ما حرم الله، وكان الإنسان قد فك من قيود أو عقال، صورة خطيرة من صور الفتور التى تصيب كثيراَ من المسلمين القائمين الصائمين بعد رمضان.

ثالثا: أسباب الفتوروالسؤال الخطير والمهم ما هى أهم أسباب الفتور؟
أولا: أخطر ألاسباب عندى ضعف الأيمان بالله جل وعلا محال يا أخى أن تتذوق طعم الأيمان وحلاوة الأيمان وأن يضىء قلبك بنور الأيمان ألهى الطاعة فضعف لأيمان فى القلب من أخطر أسباب الفتور من أخطر أسباب التراخى والتاكسل والتابطؤ ومن أخطر أسباب الأعراض والأنقطاع عن الطاعة وعدم الأستمرار عليها فالأيمان حصن الأمان وهدايتك للطاعات بتوفيق رب السماوات ثمرة حلوة للايمان أكرارها أكرارها وانتبه لها: هدايتك للطاعات بتوفيق رب السماوات والأرض ثمرة حلوة الأيمان خذ الدليل على هذا التأصيل الجليل قال جل وعلا ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه) التغابن11 فهداية القلب ثمرة للايمان ولو هدى الله قلبك استقامت جوارحك كلها على الطاعة لان القلب هو الملك والجوارح جنود الملك ورعاياه فإن طاب اللملك طابت الجنود والرعايا وإن خبث الملك خبثت الجنود والرعايا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اطلب قلبك فى ثلاث مواطن : عند سماع القرآن وفى مجالس الذكر وفى أوقات الخلوة فإن لم تجد قلبك فى هذه المواطن فسل الله إن يمن عليك بقلب فإنه لاقلب لك )
فهل تحمل قلب؟ هل تحمل فى صدرك قلباً حقيقياً؟ فتش عن قلبك الأن

ثانيا: ضعف الأرادة والهمة
قال ابن القيم : اعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير الى الله تعالى بقلبه لاببدنه فالتقوى فى الحقيقة تقوى القلب لاتقوى الجوارح . قال تعالى( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ) الحج32 وأشار النبى يوما الى صدره الشريف وقال Sad

التقوى ها هنا، التقوى ها هنا)
ضعف الإرادة والهمة

ومن يتهيب صعود الجباليعش أبد الدهر بين الحفر

ولم ارضى عيوب النـاس عيـبكنقص القادريـن علـى التمـام
وعلى قدر أهل العزم تأتى العزائموتأتى على قدر الكرام المكـارم
وتعظم فى عين الصغير صغارهاوتصغر فى عين العظيم العظائـم

فمن الناس من تنشط همته وتقوى إرادته فى جمع المال بل ربما لاينام الليل والنهار ولايعنيه هل سيجمع المال من الحلال أم من الحرام؟ ومن الناس من تنشط همته وتقوى إرادته فى البحث عن امرأة جميلة حسناء فى الحلال أو فى الحرام سواء ومنهم من يحمل هموم أمته ودعوته ودين الله تبارك وتعالى . فضعف الارادة والهمه من أخطر أسباب الفتور وأخطر أسباب التباطؤ أو الانقطاع عن العمل لدين الله تبارك وتعالى.
ثالثا: الأستهانه بصغائر الذنوب
وهو سبب خطير من أسباب الفتور وقضية الأستهانه بالذب وإن صغر هذا أمر خطير وأمر كبير لاتستهن بالذنب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه)
ماذا فى مسلسل أجلس معه بعد القيام؟ ماذا فى جلسه أجلسها على مقهى من المقاهى؟ ماذا لو دخلت غرفة من الغرف للدردشة مع فتاة شرقية أو غربية؟ماذا لو قلت هذه الكلمه ماذا لو صنعت كذا وكذا ماذا لو!!!!!! قيحقر الذنب وهو يراه صغيراً وهذا عند الله كبير ورب الكعبه
إذ يقول در عبد الله بن المبارك ( آه....... رأيت الذنوب تميت القلوب)

رأيت الذنوب تميت القلوبوقد يورث الـذل إدمانهـا

وترك الذوب حياة القلوبوخير لنفسـك عصيانهـا

خل الذنوب صغيرهاوكبيرها فهو التقـى

لاتحقـرن صغيـرهإن الجبال من الحصا

إذا خـلـوت الـدهـر يـومــافلا تقل خلوت ولكن قل على رقيب

قال تعالى : (الم تر أن الله يعلم ما فى السموات والأرض ما يكون من نجوى ثلاثه إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة) المجادلة7 فكل شىء تفعله مسطر عليك فى كتاب عند ربى لايضل ربى ولاينسى وكل صغيرة وكبيرة مستطر قال تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) الزلزله7،8 فالاستهانه بصغائر الذنوب من أخطر الأسباب التى تصيب القلب بالفتور لأن للذنوب أثرا على القلب.
رابعا: التخلى عن العمل لدين العزيز الغفورالعمل للدين يدفع الأنسان دفعا للطاعة ويثبت الله من يحمل هم الدين فى قلبه . فالدعوه إلى الله ودين الله وواقع الأمة همه فى الليل والنهار وفى النوم واليقظة ذكره فى السر والعلانية فتراه مذكراً لله تراة وتراه مذكراً لامراته ، وتراه حريصا على مجالس العلم المهم أن قضية الدين تملأ قلبه وتحرك عليه وجدانه وهى التى تشغل باله وعقله وجوارحه فى الليل والنهار.
خامسا: الغفلة عن سنن الله فى الكونفبعض العاملين للاسلام ..... أنا أتحدث بصفة عامة عم الفتور يريد لحماسه الفوار وإخلاصه القوى أن يغير المجتمع فى يوم وليلة عقديا وتعبديا وأخلاقيا وسلوكيا وهذا أمر جميل لكنه يغفل عن سنن الله الكونيه يغفل عن أن الحق تبارك وتعالى قد أودع الكون سننا ثابتة لاتتبدل ولاتتغير وأن الله قد جعل لكل شىء آجلا ولن يجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا فهو يريد أن يحول المجتمع إلى مجتمع أسلامى ربانى نبوى دون مراعاة لهذه السنن ، بطريقة هى إلى الوهم والخيال أقرب منها للحقيقة والواقع فحين يعجز عن ذلك يصاب بالفتور بل ربما رالاحباط بل ربما باليأس والقنوط ويقول إنا لله وإنا اليه راجعون ضاعت الأمة ضاع الدين طالما دعونا الناس لايستجيبون انشغل الناس بالدنيا عن الدين وقد حذر النبى من هذه القضية الخطيرة قال فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة ( إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم )
سادساً: هجر مجالس العلم
من أخطر أسباب الفتور أن يهجر المسلم مجالس العلم التى تجدد إيمانه وتقوى إرادته وتنشط همته للعلم لدين الله تبارك وتعالى فمن أعظم الأسباب التى يرفع الله همتك ويقوى بها إرادتك لتعمل لدين الله ولتستمر على الطاعة أن تكون فى مجلس علم يذكرك فيه عالم هذا المجلس بالله وبرسول الله فإن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
سابعا: عدم الترويح عن النفس بالمباحسبب رهيب قد لايلتفت إليه كثيراً من أخواننا إذا دخل رمضان قام الليل بطوله أو جل الليل وشرع فى قراءة القرآن فقرا فى أول ليلة عشرة أجزاء وهو لم يفعل ذلك ولم يجاهد نفسه قبل ذلك على فعل ذلك ثم بعد ذلك بأيام قليلة جداً يصاب بفتور قاتل لايصل إلى حد التراخى فحسب بل قد يصل إلى حد الإنقطاع عن هذا العمل الجليل القصد القصد الاعتدال الاعتدال روح عن نفسك بالمباحات فلا إفراط ولاتفريط والأفراط يعادل التفريط والتفريط لايقل خطراً عن الإفراط فإن كثيراً من الناس يقول ساعة لقلبك وساعة لربك يقصد بساعة القلب أن يترك العنان فى المعاصى لا بنص الحديث ساعة داعب فيها أولادك أنشغل بالتجارة أو بالمال لاحرج عليك البته بل أوكد لك لو إنك صححت النية فإنت فى هذه اللحظات التى تسرى بها عن نفسك فى عبادة لرب البرية
ثامنا: مصاحبة ذوى الهمم الضعيفه والإرادات الدنية
يصيبك بالفتور ، تصلى الفرض فى جماعة ثم تخرج لتصاحب أو لتجالس رجلا لايصلى فإذا أرادت أن تقوم للفرض الأخر فيقول لك "يا أخى والله أنا ما بصلى يا أخى إنت فى نعمة كبيرة" ، تريد أن تلبس أمراتك النقاب أو أن تغطى وجهها " بركة الحمد لله كفاية أنها مغطية جسدها"، فإن مصاحبة ذوى الهمم الضعيفة يصيبك بالفتور وأدناه التباطؤ عن العمل وأعلاه الانقطاع عن العمل وعن الطاعة ، لا تصاحب إلا أصحاب الأرادات القوية واضرب مع أهل كل عبودية بسهم، بمعنى اضرب معهم بسيف، اصحب أهل الانفاق واضرب معهم بسهم ، واصحب أهل الذكر واضرب معهم بسهم، واصحب أهل القيام واضرب معهم بسم، وهكذا كلما صحبت أهل الفضل ممن فتح الله لهم أبواب العبودية نظرت إليهم فاحتقرت عملك واحتقرت نفسك وجهدك ، فاكثرت من العمل والجهد وزدت فى الطاعة والعبادة. يقول النبى صلى الله عليه وسلم ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) (لاتصاحب إلا مؤمنا ولا ياكل طعامك إلا تقى)

» الخجل الشديد واسبابه وعلاجه