عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: انظر ما قاله الامام الجنيد لرجل رجع من الحج السبت يونيو 27, 2009 11:32 am
انظر ما قاله الامام الجنيد لرجل رجع من الحج
حج جاء رجل إلي الجنيد فقال له الجنيد: من أين جئت؟ فقال: كنت في الحج. قال: هل حججت؟ قال: نعم. قال : هل رحلت عن جميع المعاصي، منذ خرجت في البداية من بيتك ورحلت عن وطنك؟ فقال: كلا . قال: لم ترحل. قال: حين خرجت من البيت، وأقمت كل ليلة بمنزل، هل قطعت في هذا المقام مقاما من مقامات طريق الحق؟ فقال : كلا . قال: لم تقطع منزلا. قال: حينما أحرمت في الميقات، هل تجردٌت من صفات البشرية، كما تجردٌت من ثيابك؟ فقال : كلا : إذن لم تحْرم. قال: حين وقفت بعرفات ، هل لاح الوقت في كشف المشاهدة؟ فقال: كَلا. قال: إذن لم تقف بعرفات، وقال: حين ذهبتَ إلي المزدلفة وحصل مرادك، هل تركت جميع الرغبات النفسانية؟ فقال: كلا . قال: لم تذهب إلي المزدلفة، وقال: حين طفت بالكعبة، هل رأيت سرٌك في محل تنزيه لطائف حضرة جمال الحق؟ فقال: كلا. قال: لم تطف، قال : حين سعيتَ بين الصفا والمروة، هل أدركت مقام الصفاء ودرجة المروة؟ فقال: كلا . قال: إنك لم تَسع بعد، وقال: حينما جئت إلي منى، هل سقط عنك مناك؟ فقال : كلا. قال: لم تَذهب إلي مني بعد. قال: عندما ضحٌيت في المنحر، هل ضحيت برغبات نفسك؟ فقال: كلا. فلم تضحٌ، وقال: عندما رميت الجمرات، هل رميت كَل ماصحبتَ من المعاني النفسانية؟ فقال: كلا . قال: فلم تلق الجمرات بعد، ولم تحج ، فعدْ، وحج علي هذا النحو، حتى تصل إلي مقام إبراهيم. بعض المواقف للشيخ الجنيد قدس الله سره إشارة دخل رجل على الجنيد ¬رحمه الله تعالى فسأله عن مسألة، فأشار الجنيد بعينه إلي السماء. فقال له الرجل: يا أبا القاسم لاتشر إليه، فإنه أقرب إليك من ذلك . فقال الجنيد: صدقت. وضحك. دخل إبليس على الجنيد في صورة نقيب (رتبة صوفية)، وقال: أريد أن أخدمكَ بلا أجرة. فقال له الجنيد: افعل. فأقام يخدمه عشر سنين، فلم يجد قلبَه غافلا عن ربه لحظة واحدة فطلب الانصراف، وقال له: أنا إبليس فقال: عرفتك من أول مادخلت، وإنما استخدمتك عقوبة لك، فإنه لاثواب لأعمالك في الآخرة. فقال: مارأيت قوتك ياجنيد فقال له: اذهب ياملعون، أتريد أن تدخل على الإعجاب بنفسي؟ ثم خرج خاسئا. توبة قال الجنيد : دخلت علي السريٌ يوما، فرأيته متغيرا، فقلت له: مالك؟ فقال دخل عليَّ شاب فسألني عن التوبة، فقلت له: ألاتنسي ذنبك، فعارضني وقال: بل التوبة أن تنسي ذنبك . فقلت الجنيد: إنٌ الأمر عندي ماقاله الشاب، فقال: لم ؟ قلت: لأني إذا كنت في حال الجفاء فنقَلني إلي حال الوفاء، فذكْر الجفاء في حال الصفاء جفاء. فسكت. محبة قال الجنيد: سمعت السريٌ يقول: لاتصلح المحبة بين اثنين حتي يقول الواحد للآخر يا أنا. قال الجنيد: علامة كمال الحبٌ: دوام ذكره أي ذكر المحبوب في القلب، بالفرح والسرور، والشوق إليه، والأنس به، وأثرة محبة نفسه، والرضا بكلٌ مايصنع. وعلامة أنسه بالله: استلذاذ الخلوة، المناجاة، واستفراغ كلٌه، حتي لايكاد يعقل الدنيا ومافيها، ولايحمل هذا علي الأنس بالخلق، فيرتب علي مدارج المعقول، كما لايحمل المحبة الخلق فيكون بمعاني العقول، لأنه حال منها، وإنما هو طمأنينة وسكون إليه، ووجد حلاوة منه واستراحة، وروح بما أوجدهم. وقد أنكر الأنس من لامقام له فيه، كما أنكر المحبة أيضا لامعرفة له بها، لأنٌه تَخَيل فيها محبة المخلوق، وتمثَّل لها صفاتهم فقال: من لايعرف المحبة ولايعقلها إلا المخلوق، وليس إلا الخوف والهيبة. تكلم الجنيد ¬رحمه الله تعالى¬ في مقام من هذا مقام غاية الحب، وقد سئل عنه، فقال: وهو مقام الجنيد: في هذا المقام يعلم العبد أنٌ الله يحبٌه. ويقول العبد: بحقي عليك، وبجاهي عندك. ويقول: بحبك لي. قال الجنيد): وهؤلاء هم المدلٌون علي الله تبارك وتعالى. والمستأنسون باللٌه . وهم جلساء اللٌه . وقد رفع الحشمة بينه وبينهم. وزالت الوحشة بينهم وبينه. فهم يتكلمون بأشياء هي عند العامة كفر بالله لما قد علموا أن اللٌه يحبهم، وأن لهم عند اللٌه جاها ومنزلة. ثم قال الجنيد: أما أهل الأنس باللٌه فليس إلي معرفتهم سبيل . حكي عن الجنيد¬ رحمه اللٌه¬ أنه كان يقول: ذكرت المحبةٌ بين يدي سريٌ السقطي رحمه الله¬ فضرب يده علي جلد ذراعه، فمدٌها، ثم قال: لو قلت، أنما جف هذا على هذا من المحبة، لصدقت. قال الجنيد: ثم أغمي عليه حتي غاب، ثم تورد وجهه حتي صار مثل دارة القمر، فما استطعنا أن ننظر إليه من حسنه حتي غطينا وجهه
تكملة لما جاء فى اقوال الشيخ الجنيد البغدادى قدس الله سره
-المعرفة معرفتان: معرفة تَعَرُّف، ومعرفة تَعْرِيف، معنى التعرف: أن يعرفهم نفسه، ويعرفهم الأشياء به؛ كما قال إبراهيم : لا أحب الآفلين . ومعنى التعريف: أن يريهم آثار قدرته في الآفاق والأنفس، ثم يحدث فيهم لطفا تدلهم الأشياء: أن لها صانعا. وهذه معرفة عامة المؤمنين، والأولى معرفة الخواص، وَكُلٌّ لم يعرفه في الحقيقة إلا به
-أضر ما على أهل الديانات: الدعاوى.
- لو بدت عين من الكرم، لألحقت المسيئين بالمحسنين، وبقيت أعمال العاملين فضلا لهم.
-العبادة على العارفين أحسن من التيجان على رؤوس الملوك.
-الوقت إذا فات لا يُستدرك، وليس شيءٌ أعزَّ من الوقت.
-حفظ الأوقات: أن لا يطالع العبد غير حده، ولا يوافق غير ربه، ولا يقارن غير وقته.
-لو أقبل صادق على ألف ألف سنة ثم أعرض عنه لحظة، كان ما فاته أكثر مما ناله.
- ما من شيء أسقط للعلماء من عين من مساكنة الطمع مع العلم في قلوبهم.
- ما أخذنا التصوف عن القال والقيل، لكن عن الجوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات والمستحسنات؛ لأن التصوف: هو صفاء المعاملة مع ، وأصله: العزوف عن الدنيا، كما قال حارثة:" عزفت نفسي عن الدنيا، فأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري ".
-إنما هذا الاسم يعني: التصوف: نَعت أقيم العبدُ فيه، نعت للحقِّ حقيقةً، ونعت للعبدِ رسماً.
-التصوف: تصفية القلب عن موافقة البرية، ومفارقة الأخلاق الطبيعية، وإخماد الصفات البشرية، ومجانبة الدواعي النفسانية، ومنازلة الصفات الروحانية، والتعلق بالعلوم الحقيقية، واستعمال ما هو أولى على الأبدية، والنصح لجميع الأمة، والوفاء لله على الحقيقة، واتباع الرسول في الشريعة.
-عليكم بحفظ الهمة؛ فان حفظ الهمة مقدمة الأشياء.
- باب كل علم نفيس جليل: بذل المجهود، وليس من طلبَ ببَذل المجهود، كمن طلبه من طريق الجود.
- من ظن أنه يصل ببذل المجهود فمتعن، ومن ظن أنه يصل بغير بذل المجهود فمتمنّ، ومتعلم يتعلم الحقيقة يوصله إلى الهداية؛ قال : كل ميسر لما خلق له .
- حاجة العارفين: إلى كلاءته ورعايته؛ قال : قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن .