هو الشيخ نصر الدين جحا الرومي. تُرْكِي الأصل، من أهل الأناضول. مَوْلِده في مدينة "آق شهر" ووفاته في مدينة "سيورى حصار".
تَلَقَّى علوم الدين في "آق شهر" و "قونية" وتَوَلَّى القضاء في بعض النواحي من "آق شهر"، ثم تَوَلَّى الخطابة في "سيورى حصار". ونُصِّبَ مُدَرِّسا وإماما في بعض المدن، وساح في ولايات "قونية" و "أنقرة" و "بروسة" وملحقاتها.
كان واعِظا مُرْشِدا صالحا، يأتي بالمواعظ في قالَبِ النَّوادر، وله جُرْأة على الأُمَراء والقُضاة والحُكَّام، وكثيرا ما كانت الحُكومة تَسْتَقْدِمه من "آق شهر" إلى العاصمة وقتئذ "قونية".
وكان عفيفا زاهدا يَحْرُثُ أَرْضَهُ، ويَحْتَطِبُ بِيَدَيْهِ، فكانت دارُه مَحَطَّة للواردين من الغُرَباء والفلاحين، ويُذْكَر أن وساطته وحِكْمَتَه أنْقَذَتْ بَلْدَتَهُ من تيمور الجبار الطاغية.
أما زمنه فالراجح أنه كان في عهد السلطان "أورخان" وظل حتى عهد السلطان "بيلديرم" أي في أوائل القرن السابع للهجرة، حيث عاش إلى حدود سنة 683 هـ وتوفي عن نحو ستين عاما.
قال "ضيابك" أحد كتاب الترك، في كتاب له سمَّاه بـ: سياحة في قونية. "زرت ضريح الشيخ في مقبرة "آق شهر" الكبرى. فقرأت على حجر الضريح ما يأتي بالحرف الواحد:
هذه التربة للمرحوم المحتاج إلى رحمة ربه الغفور نصر الدين أفندي روضه. فاتحة 386. قال:"فاستغربت لهذا التاريخ، لأن الشيخ تُوُفِّي بَعْدَ سنة 386. وأخيرا عرفت أن التاريخ جاء مقلوبا وصوابه 683. فما أدري أكان ذلك جهلا من ناقشه أم تجاهلا أراد به النكتة!
وقد جُدِّدَ ضَريحُه في العهد الأخير، وهو في قبة على أربع أعمدة، وعلى رأسه "قاووق عظيم"، وعلى الجدران كثير من الكتابات نَظْماً ونَثْراً، وعلى العوارض والأخشاب خِرَقٌ ربطها الناس استشفاءً من الحُمَّى والتماسا للبركة.
ولأَهْلِ تلك البلاد اعتقاد بكرامات الشيخ وهُمْ يُكْثِرون من الضحك عند قبره، ويزعمون أن من زاره ولم يضحك، لَمْ يَسْلَمْ من نائبة (نقمة) تصيبه!
ومن عادات أهل"آق شهر" في زواجهم أن يبدأ العريسان بزيارة ضريح الشيخ نصر الدين، ويدعواه إلى حفلة الزفاف ويقولان له:"شرفنا مع تلاميذك" ويعتقدون بأنه من تزوج ولَمْ يَقُمْ بهذا الواجب، لَمْ يُوَفَّقْ في زواجه.
من كتاب "نوادر جحا الكبرى" للمؤلف: حكمت شريف الطرابلسي
بتصرف
من نوادر جحا أجرك لا شيء
زعموا أن جحا ذهب يحتطب وعمل فوق مايطيق فأرهقه الحمل وبلغت به المشقة ؛ ثم رأى في طريقه رجلاً أبله ,فاستعان به :فقال الرجل !كم تعطيني أذا أنا حملت عنك؟ :قال جحا .أعطيك لاشئ . قال: رضيت ثم حمل الأبله وانطلق معه حتى بلغ الدار .فقال:اعطني أجري فقال جحا: لقد أخذته ,واختلافا هذا يقول أعطني وهذا يقول أخذت ؛فأمسك الرجل بتلابيبه ومضى يرفعه إلى القاضي وكانت بالقاضي لوثة* وعلى وجهه دلائل الحمق تخبرك عنه قبل أن يخبرك عن نفسه ,فلما سمع .الدعوى ,قال لجحا:أنت في الحبس أو تعطيه اللاشئ .قال جحا لقد احتجت لعقلي بين هذين الأبلهين ثم إنه أدخل يده في جيبه وأخرجها مطبقة .فقال للرجل:تقدم وافتح يدي .فتقدم وفتحها !قال جحا:ماذا فيها؟ .قال الرجل:لاشئ .فقال له جحا:خذ لاشيئك وامضي فقد برئت ذمتي قالوا فذهب الرجل يحتج فقال له القاضي:أنت أقررت أنك .رأيت في يده لاشئ وهو أجرك فخذه ولاتطمع في أن أزيد من حقك. ولا تحرمونا من ردودكم وصالح دعواتكم *
هل احد منكم يعلم من هو جحا خشوا وتعرفوا بيسرعه على جحا