عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: رآه الناس قائما يصلي في قبره... الخميس يونيو 25, 2009 9:32 am | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إن قراءة سير السلف وتأمل أحوالهم ومواقفهم لهو زاد كبير للمسلم ، بل هو من أسباب الثبات على هذا الدين, وهنا سوف أستعرض حياة أحد السلف مع ذكر بعض التعليقات اليسيرة جداً على بعض المواقف.
ثابت بن أسلم البناني:
هو أبو محمد ثابت بن أسلم البناني مولاهم البصري الإمام القدوة ,ولد في خلافة معاوية رضي الله عنه. حدث عن جمع من الصحابة كعبد الله بن عمر وأنس بن مالك وعبد الله بن الزبير رضي الله عنهم. وعن خلق كثير من التابعين ، وحدث عنه كثير. وقد روى له الجماعة , وكان من أئمة العلم والعمل رحمه الله .
قال عنه الإمام أحمد - رحمه الله- : ثابت تثبت في الحديث ... وقال عنه أيضا:ً صحيح الحديث.
وقال عنه أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس بن مالك - رضي الله عنه- الزهري ثم ثابت ثم قتادة.
وقيل عنه :إن للخير مفاتيح وإن ثابتاً من مفاتيح الخير.
قال عنه هشام - رحمه الله- : ما رأيت قط أصبر على طول القيام والسهر من ثابت البناني ،صحبناه مرة إلى مكة فكنا إن نزلنا ليلاً فهو قائم يصلي ...وإلا فمتى شئت أن تراه أو تحس به مستيقظاً,...... ونحن نسير إما باكياً وإما تالياً.
· وقال - رحمه الله- :كابدت الصلاة عشرين سنة , وتنعمت بها عشرين سنة. ( تأمل أخي فيما سبق؛ سترى أهمية الصبر والمجاهدة في العبادة , وتذكر: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ).
· وقال عنه بكر المزني: من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت.
كان ثابت - رحمه الله- شديد البكاء من خشية الله حتى كادت عيناه تذهب من شدة البكاء فجاءوا بطبيب يعالجها فقال له الطبيب: أعالجها على أن تطيعني , فقال أي شيء قال الطبيب: على أن لا تبكي ، فقال: فما خيرهما إن لم تبكيا. وأبى أن يتعالج.
· قال ثابت البناني رحمه الله ، صحبت أنس بن مالك أربعين سنة , فما رأيت أعبد منه. ( انظر إلى أثر صحبة العلماء العاملين والصالحين والعباد على المرء ) .
من أقواله رحمه الله:ـ
ـ قال : لا يسمى عابد أبداً عابداً وإن كانت فيه كل خصلة حتى تكون فيه هاتان الخصلتان : الصوم والصلاة , لأنهما من لحمه ودمه.
- وعنه أنه قرأ قوله تعالى: " تطلع على الأفئدة " فقال: تأكله النار إلى فؤاده وهو حي , لقد بلغ فيهم العذاب , ثم بكى - رحمه الله- وأبكى من حوله. ( إن تدبر القرآن والتذكير به من أنفع ما يكون للعابد الخاشع )
- وقال: ما على أحدكم أن يذكر الله كل يوم ساعة فيربح يومه. - ما أكثر أحد ذكر الموت إلا رؤي ذلك في عمله .
- وقال يوماً لأصحابه : إني لأعلم متى يذكرني ربي عز وجل , ففزعوا من ذلك , وقالوا متى؟ قال: إذا ذكرته ذكرني . ( التجديد في الموعظة واستخدام الأساليب الجالبة للانتباه )
· وكان ثابت رحمه الله يلبس الثياب الثمينة والطيالس العمائم. ( ليس التعبد والزهد بالمظاهر واللباس الخشن )
· عن محمد بن ثابت: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت , فقال: يا بني دعني فإني في وردي السادس أو السابع. ( ما أروعه من موقف ! تطبيق لقوله تعالى " واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ".
و قد ظل رضي الله عنه لمدة أربعين سنة يسأل الله تعالى أن يمكنه من الصلاة في القبر قال في دعائه " اللهم إن كنت مَكَّنْتَ أحدا من الصلاة في القبر فَمَكِّنِّي من الصلاة فيه " ، و معلوم أن الله عز و جل مكن سيدنا موسى عليه السلام من الصلاة في قبره حيث لما مر به النبي محمد صلى الله عليه و سلم ليلة المعراج وجده قائما يصلي في قبره، فما كان الله ليرد طلب هذا العارف الورع. بعدما تُوفيَ شاهده الناس يقظة يصلي وهو في قبره ، يقظة ليس مناما. فانظر يا أخي كيف تعلقت قلوب العارفين و الصالحين من هذه الأمة بالصلاة،ذلك الاتصال القلبي اليومي بالله جل جلاله و قارنه بحالنا اليوم...نسأل الله أن يتجاوز عنا. [right] | |
|