عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: مَن صَمتَ ...نجــأ الأربعاء يونيو 17, 2009 12:06 pm | |
| مَن صَمتَ ...نجــأ
كلما كان الإنسان راقي الفكر ,عالي الهمة, واضح الهدف, كلما كانت اهتماماته راقية,لايشغل نفسه بصغائر الأمور ,ولاتوافه الاقوال والأفعال,أما إذا كان على عكس هذه الصفات ,فإن ذلك يظهر في اهتماماته , واختيار صداقاته,والأحاديث التي تشد انتباهه, فيخوض في سيرة الناس, ويستمع إلى مايرميهم به البعض ظلماً وبهتاناً والأكثر من ذلك أنه قد يكون شريكا في نقل مايسمع ,دون أن يتثبت إذا ماكان ماسمعه صدقاً أم كذباً وافتراء ,وحتى لو كان صدقاً,فلا يحل له أن يمشي به بين الناس وينقله إليهم..
حينما نسمع خبرا مهما ينبغي ألا نبادربإصدار الأحكام,بل نبدأ بسؤال أنفسنا:هل الذي أبلغنا بهذا الخبر مؤمن صالح لم نجرب عليه كذباً؟ أم أنه كاذب فاسق همه الوحيد الإفساد بين الناس ؟
حتى إذا كان ناقل الخبر مؤمنا صالحا,ينبغي لنا أن نتثبت من صحة ماسمعناه,فقد يكون ناقل الخبر صادقا,ولكن مصدر الخبر يكون كاذباً او منافقاً أو مروج اشاعات ,أو أنه سمع من مصدر آخر ولكنه لم يتثبت من صحة ماسمع ,وقد يكون هناك سوء فهم ,أدى إلى خطأ في نقل الخبر..
بعث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم رجلاً إسمه الوليد بن عقبه ,إلى بني المصطلق ,كي يجمع منهم أموال الزكاة,فخرجوا للقائه ومعهم أموال زكاتهم ,فماذا فعل ؟ عاد مسرعاً إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال :إن بني المصطلق قد جمعت الرجال استعداداً لقتالك,فماذا كان رد النبي صلى الله عليه وسلم ؟هل جهز جيشاً لغزوهم ؟لا.بل لابد أن يتثبت ويتأكد من حقيقة ماسمع .
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ,خالد بن الوليد رضي الله عنه ,أمره أن يتأكد ويتثبت ,ولا يعجل ,فانطلق رضي الله عنه حتى اتاهم ليلاً,فبعث بعض رجاله سراً للتأكد من حقيقة أمرهم,فعادوا إليه,وأخبروه أنهم متمسكون بإسلامهم ,وأنهم يرفعون الأذان ويؤدون الصلاة.. فلما أقبل الصباح,ذهب إليهم خالد بن الوليد,وتأكد بنفسه من إسلامهم ,ورأى منهم مايعجبه ويسره ,فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بما رآه منهم , فأنزل الله قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه :"ألا أُخبرك بملاك الأمر كله ,كف هذا "وأشار إلى لسانه ,أي كف لسانك ,وأمسكه عن الكلام,فسأله معاذ رضي الله عنه قائلاً:"وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم "
علينا ألا نضيع وقتنا في الإستماع لكلام لايليق بنا,وإذا سمعنا شيئاً من هذا فلانشارك في نشره أبداً,لأنه إذا كان كذبا فقد روجنا لإشاعات وأخبار كاذبة,أما اذا كان صدقاً فلقد إغتبنا ذلك الإنسان الذي تناولناه بحديثنا | |
|