عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: خمس وصايا تأمن على معروفك من الضياع السبت يونيو 06, 2009 3:17 pm
خمس وصايا تأمن على معروفك من الضياع
-------------------------------------------------------------------------------- بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إنها وصايا موجزة تأمن بها على نفسك ومعروفك من الضياع بإذن الله تعالى :
أولها : اقصد بعملك وجه الله تعالى ، واتبع فيه هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يصلح العمل إلا بهذين الشرطين ، " فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا " ، 110 الكهف
ثانيها : لا تتأخر في الاستجابة لنداء المعروف ، بل سارع فيه بنفس طيبة راضية سعيدة ، فإن ذلك من التقوى ، فإن الله يقول : " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ".
واستمع إلى نادرة من نوادر المعروف ، وهي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان يصلي نفلاً ، وكان مولاه نافع جالسًا بقربه ينتظر منه أي أمر يحتاج إليه ليؤديه ، ولا يخفى أن نافعًا كان من كبار العلماء ، وأنه من رواة موطأ الإمام مالك رحمه الله ، وقد أحبه عبد الله بن عمر حبًا شديدًا لما وجد من صفات عالية ، وفي أثناء قراءة عبد الله بن عمر _ في صلاته وصل إلى قوله سبحانه وتعالى : " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون ، وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم "فأشار عبد الله بن عمر رضي الله عنه بيده فلم يفهم نافع لم يشير مع شديد حرصه على تنفيذ ذلك ، فبقي ينتظر تسليمه ليسأله : إلى ماذا يشير ؟ فقال عبد الله رضي الله عنه : تأملت فيما أملك فما وجدت أعزّ لي منك ، فأحببت أن أشير إليك بالعتق وأنا في الصلاة ؛ خوفًا أن تغلبني نفسي فأعدل عن ذلك بعد الصلاة ، فلذلك أشرت ، فبادر نافع ـ رحمه الله ـ وقال : إذًا الصحبة ، فقال ابن عمر _ : لك ذلك .
ثالثها : إذا وفقك الله لصنع المعروف فأحسن فيه واجتهد ، فإن الله يقول : " لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " (26) يونس . واحرص على عمل المعروف مجتهدًا فإن ذلك أرجى كلَّ منتظرِ وضع نفسك في حال أخيك الذي احتاج إليك ، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) متفق عليه .
رابعها : لا تذكّر نفسك بمعروفك ، ولا تمنَّ به على من تكرمت به عليه ، ولا تحدِّث به أحدًا من الناس إلا إذا رأيت مصلحة في ذلك ، فإن الله يقول : " يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى " ، واعلم يقينًا أنه قد وضع في ميزانك عند الله الكريم ولو أنكره أهله : ولا يضيع وإن طال الزمان به معروفُ مستبصرٍ أنثى أو الذكر إن لم تصادف له أهلاً فأنت إذًا كن أهله واصطنعه غير مقتصرِ أغث بإمكانك الملهوف حيث أتى بالكسر فالله يرعى حال منكسر
خامسها : كافئ من صنع لك معروفًا ولو بكلمة طيبة ، فإن ذلك يساعدك بعد الله على صنع المعروف : فإن الله يقول : " ولا تنسوا الفضل بينكم " . وكافئن ذوي المعروفِ ما صنعوا إن الصنائعَ بالأحرار كالمطر ولا تكن سَبِخًا لم يجدِ ماطرُه وكن كروض أتى بالزهر والثمر واذكر صنيعة حرٍ حاز عنك غنى وقد تقاضيتَه في زي مفت