موضوع: حوار الإنسان مع الشيطان, هام جدا جدا ??????????? الخميس يونيو 04, 2009 4:32 pm
حوار الإنسان مع الشيطان, هام جدا جدا ???????????
قال عبد الله بن آدم : حاورت الشيطان الرجيم، في الليل البهيم، فلما سمعت أذان الفجر أردت الذهاب إلى المسجد.
فقال لي : عليك ليل طويل فارقد. قلت : أخاف أن تفوتني الفريضة . قال : الأوقات طويلة عريضة . قلت أخشى ذهاب صلاة الجماعة . قال : لا تشدد على نفسَك في الطاعة . فما قمت حتى طلعت الشمس . فقال لي في همس : لا تأسف على ما فات ، فاليوم كله أوقات . وجلست لآتي بالأذكار ، ففتح لي دفتر الأفكار . فقلت : أشغلتني عن الدعاء . قال : دعه إلى المساء . وعزمت على المتاب . فقال : تمتع بالشباب . قلت : أخشى الموت . قال : عمرك لا يفوت . وجئت لأحفظ المثاني ، قال : رَوّح نفسك بالأغاني . قلت : هي حرام . قال : لبعض العلماء كلام . قلت : أحاديث التحريم عندي في صحيفة . قال : كلها ضعيفة . ومرت حسناء فغضضت البصر ، قال : ماذا في النظر ؟ قلت : فيه خطر . قال : تفكر في الجمال ، فالتفكر حلال . وذهبت إلى البيت العتيق، فوقف لي في الطريق، فقال : ما سبب هذه السفرة ؟ قلت : لآخذ عمرة . فقال : ركبت الأخطار، بسبب هذا الاعتمار، وأبواب الخير كثيرة، والحسنات غزيرة . قلت : لابد من إصلاح الأحوال . قال : الجنة لا تدخل بالأعمال . فلما ذهبت لألقي نصيحة، قال : لا تجر إلى نفسك فضيحة . قلت : هذا نفع للعباد . فقال : أخشى عليك من الشهرة وهي رأس الفساد . قلت : فما رأيك في بعض الأشخاص ؟ قال : أجيبك عن العام والخاص . قلت : أحمد بن حنبل ؟ قال : قتلني بقوله : عليكم بالسنة، والقرآن المنـزل . قلت : فابن تيميـة ؟ قال : ضرباته على رأسي باليومية . قلت : فالبخـاري ؟ قال : أحرَق بكتابه داري . قلت : فالحجـاج ؟ قال : ليت في الناس ألف حجاج، فلنا بسيرته ابتهاج، ونهجه لنا علاج . قلت : ففرعـون ؟ قال : له منا كل نصر وعون . قلت : فصلاح الدين، بطل حطين؟ قال : دعه فقد مرّغنا بالطين . قلت : محمد بن عبد الوهاب؟ قال : أشعل في صدري بدعوته الالتهاب، وأحرقني بكل شهاب . قلت : فأبو جهـل؟ قال: نحن له إخوة وأهل . قلت : فأبو لهـب ؟ قال : نحن معه أينما ذهب . قلت : فلينين ؟ قال : ربطناه في النار مع استالين . قلت : فالمجلات الخليعـة؟ قال : هي لنا شريعة . قلت : فالـدشـوش ؟ قال : نجعل الناس بها كالوحوش . قلت : فالمقاهــي؟ قال : نرحب فيها بكل لاهي . قلت : ما هو ذكركم؟ قال : الأغانـي . قلت : وعملكـم؟ قال : الأمانـي . قلت : وما رأيكم في الأسـواق؟ قال : علمنا بها خفّاق ، وفيها يجتمع الرفاق . قلت : كيف تضل الناس؟ قال : بالشهوات والشبهات والملهيات والأمنيات والأغنيات . قلت : وكيف تضل الحكام؟ قال : بالتعطش للدماء، وإهانة العلماء، ورد نصح الحكماء، وتصديق السفهاء . قلت : فكيف تضل النساء؟ قال : بالتبرج والسفور، وترك المأمور، وارتكاب المحظور . قلت : فكيف تضل العلماء ؟ قال : بحب الظهور، والعجب والغرور، وحسد يملأ الصدور . قلت : فيكف تضل العامّـة ؟ قال : بالغيبة والنميمة، والأحاديث السقيمة، وما ليس له قيمة . قلت : فكيف تضل التجّـار؟ قال : بالربا في المعاملات، ومنع الصدقات، والإسراف في النفقات . قلت : فيكف تضل الشباب؟ قال : بالغزل والهيام، والعشق والغرام، والاستخفاف بالأحكام، وفعل الحرام . قلت : فما رأيك في إسرائيل؟ قال : إياك والغيبة، فإنها مصيبة، وإسرائيل دولة حبيبة، ومن القلب قريبة . قلت : فالجاحظ ؟ قال : الرجل بين بين، أمره لا يستبين، كما في البيان والتبيين. قلت : فأبو نواس؟ قال : على العين وعلى الرأس، لنا من شعره اقتباس . قلت : فأهل الحداثـة؟ قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة . قلت : فالعلمانيــة ؟ قال : إيماننا علماني، وهم أهل الدجل والأماني، ومن سمّاهم فقد سماني .
قلت : فما رأيك في الدعاة؟ قال : عذبوني وأتعبوني وبهدلوني وشيبوني يهدمون ما بنيتُ، ويقرؤون إذا غنيتُ، ويستعيذون إذا أتيتُ . قلت : فما فعلتَ بقـارون ؟ قال : قلت له : احفظ الكنوز، يا ابن العجوز، لتفوز، فأنت أحد الرموز . قلت : فماذا قلتَ لفرعـون ؟ قال : قلت له : يا عظيم القصر، قل : أليس لي ملك مصر، فسوف يأتيك النصر. قلت : فماذا قلتَ لشارب الخمر؟ قال : قلت له : اشرب بنت الكروم، فإنها تذهب الهموم، وتزيل الغموم ، وباب التوبة معلوم . قلت : فماذا يقتلك؟ قال : آية الكرسي ، منها تضيق نفسي، ويطول حبسي، وفي كل بلاء أمسي . قلت : فمن أحب الناس إليك؟ قال : المغنّون، والشعراء الغاوون، وأهل المعاصي والمجون، وكل خبيث مفتون . قلت : فمن أبغض الناس إليك؟ قال : أهل المساجد، وكل راكع وساجد، وزاهد عابد، وكل مجاهد . قلت : أعوذ بالله منك، فاختفى وغاب، كأنما ساخ في التراب، وهذا جزاء الكذاب .