تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 الثلاثاء مايو 26, 2009 6:22 pm | |
| | |
|
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 الثلاثاء مايو 26, 2009 6:18 pm | |
| دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه
الفصل الرابع: فضائل أهل البيت في السنة المطهرة - روى مسلم في صحيحه(2276) عن واثلةبنالأسقع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم}. - وروى مسلم في صحيحه(2424) عن عائشة رضي الله عنها قالت: {خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مِرطٌ مُرحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33]}. - وروى مسلم (2404) من حديث سعدبنأبيوقاص رضي الله عنه قال: {لما نزلت هذه الآية ((فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ)) [آل عمران:61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً و فاطمة و حسناً و حسيناً , فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي}. - وروى مسلم في صحيحه(2408) بإسناده عن يزيدبنحيان قال: {انطلقت أنا و حصين بن سبرة و عمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم , فلما جلسنا إليه, قال له حصين: لقد لقيت –يا زيد!- خيراً كثيراً, رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: يا ابن أخي! والله! لقد كبرت سني, وقدم عهدي, ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم, فما حدثتكم فاقبلوا, وما لا فلا تكلفونيه, ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً , بين مكة و المدينة , فحمد الله وأثنى عليه, ووعظ وذكر, ثم قال: أما بعد, ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب, وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله, فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم!}. وفي لفظ: {فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا. وايم الله! إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده}. وهنا أنبه على أمور: الأول: أن ذكر علي و فاطمة وابنيهما رضي الله عنهم في حديث الكساء وحديث المباهلة المتقدمين لا يدل على قصر أهل البيت عليهم، وإنما يدل على أنهم من أخص أهل بيته، وأنهم من أولى من يدخل تحت لفظ (أهل البيت)، وتقدمت الإشارة إلى ذلك. الثاني: أن ذكر زيد رضي الله عنه آل عقيل وآل علي وآل جعفر وآل العباس لا يدل على أنهم هم الذين تحرم عليهم الصدقة دون سواهم، بل هي تحرم على كل مسلم ومسلمة من نسل عبدالمطلب، وقد مر حديث عبدالمطلببنربيعةبنالحارثبنعبدالمطلب في صحيحمسلم، وفيه شمول ذلك لأولاد ربيعةبنالحارثبنعبدالمطلب. الثالث: تقدم الاستدلال من الكتاب والسنة على كون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم آل بيته، وبيان أنهن ممن تحرم عليه الصدقة، وأما ما جاء في كلام زيد المتقدم من دخولهن في الآل في الرواية الأولى، وعدم دخولهن في الرواية الثانية، فالمعتبر الرواية الأولى، وما ذكره من عدم الدخول إنما ينطبق على سائر الزوجات سوى زوجاته صلى الله عليه وسلم. أما زوجاته رضي الله عنهن، فاتصالهن به شبيه بالنسب؛ لأن اتصالهن به غير مرتفع، وهن زوجاته في الدنيا والآخرة، كما مر توضيح ذلك في كلام ابنالقيم رحمه الله. الرابع: أن أهلالسنةوالجماعة هم أسعد الناس بتنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته التي جاءت في هذا الحديث؛ لأنهم يحبونهم جميعاً ويتولونهم، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، وأما غيرهم فقد قال ابنتيمية في مجموعفتاواه (419/4): (وأبعد الناس عن هذه الوصية الرافضة، فإنهم يعادون العباس وذريته، بل يعادون جمهور أهل البيت ويعينون الكفار عليهم). - وحديث: {كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي}، أورده الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلةالصحيحة (2036) وعزاه إلى ابنعباس، و عمر، و ابنعمر، و المسوربنمخرمة رضي الله عنهم، وذكر من خرجه عنهم، وقال: (وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح، والله أعلم). وفي بعض الطرق أن هذا الحديث هو الذي جعل عمر رضي الله عنه يرغب في الزواج من أمكلثومبنتعلي من فاطمة رضي الله عن الجميع. - وروى الإمام أحمد في مسنده (374/5) عن عبدالرزاق، عن معمر، عن ابنطاوس، عن أبيبكربنمحمدبنعمروبنحزم، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: {اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد} قال ابنطاوس: وكان أبي يقول مثل ذلك. ورجال الإسناد دون الصحابي خرج لهم البخاري و مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وقال الألباني في صفةصلاةالنبيصلىاللهعليهوسلم: (رواه أحمد و الطحاوي بسند صحيح). وأما ذكر الصلاة على الأزواج والذرية، فهو ثابت في الصحيحين أيضاً من حديث أبيحميدالساعدي رضي الله عنه. لكن ذلك لا يدل على اختصاص آل البيت بالأزواج والذرية، وإنما يدل على تأكد دخولهم وعدم خروجهم، وعطف الأزواج والذرية على أهل بيته في الحديث المتقدم من عطف الخاص على العام. قال ابنالقيم بعد حديث فيه ذكر أهل البيت والأزواج والذرية- وإسناده فيه مقال-: (فجمع بين الأزواج والذرية والأهل، وإنما نص عليهم بتعيينهم؛ ليبين أنهم حقيقون بالدخول في الآل، وأنهم ليسوا بخارجين منه، بل هم أحق من دخل فيه، وهذا كنظائره من عطف الخاص على العام وعكسه، تنبيهاً على شرفه، وتخصيصاً له بالذكر من بين النوع؛ لأنه أحق أفراد النوع بالدخول فيه). جلاءالأفهام (ص:338). وقال صلى الله عليه وسلم: {إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس}، أخرجه مسلم في صحيحهمن حديث عبدالمطلببنربيعة (1072)، وقد تقدم الفصل الخامس: علو مكانة أهل البيت عند الصحابة وتابعيهم بإحسان
أبو بكر الصديق رضي الله عنه:- روى البخاري في صحيحه(3712) أن أبابكر رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: [[والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي]]. وروى البخاري في صحيحهأيضاً (3713) عن ابنعمر، عن أبيبكر رضي الله عنه قال: [[ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته]]. قال الحافظ ابنحجر في شرحه: (يخاطب بذلك الناس ويوصيهم به، والمراقبة للشيء: المحافظة عليه، يقول: احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم). وفي صحيحالبخاري (3542) عن عقبةبنالحارث رضي الله عنه قال: [[صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه، وقال: بأبي شبيه بالنبي لاشبيه بعلي و علي يضحك]]. قال الحافظ في شرحه: (قوله: (بأبي): فيه حذف تقديره أفديه بأبي)، وقال أيضا: (وفي الحديث فضل أبيبكر ومحبته لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم). عمر بن الحطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما:- روى البخاري في صحيحه(1010)، و(3710) عن أنس رضي الله عنه: [[أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: االلهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون]]. والمراد بتوسل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه التوسل بدعائه كما جاء مبيناً في بعض الروايات، وقد ذكرها الحافظ في شرح الحديث في كتاب الاستسقاء من فتحالباري. واختيار عمر رضي الله عنه للعباس رضي الله عنه للتوسل بدعائه إنما هو لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال رضي الله عنه في توسله: [[وإنا نتوسل إليك بعم نبينا]] ولم يقل: بالعباس. ومن المعلوم أن علياً رضي الله عنه أفضل من العباس، وهو من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن العباس أقرب، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يورث عنه المال لكان العباس هو المقدم في ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: {ألحقوا الفرائض بأهلها، فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر}، أخرجه البخاري ومسلم، وفي الصحيحين من حديث أبيهريرة رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر عن عمه العباس: {أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟}. وفي تفسير ابنكثير لآيات الشورى: قال عمربنالخطابللعباس رضي الله تعالى عنهما: [[والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب]]، وهو عند ابنسعد في الطبقات (4/22، 30). وفي كتاب اقتضاءالصراطالمستقيممخالفةأصحابالجحيم (1/446) لشيخ الإسلام ابنتيمية رحمه الله: (أن عمربنالخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء كتب الناس على قدر أنسابهم، فبدأ بأقربهم فأقربهم نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انقضت العرب ذكر العجم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس إلى أن تغير الأمر بعد ذلك). وقال أيضاً (1/453): (وانظر إلى عمربنالخطاب رضي الله عنه حين وضع الديوان، وقالوا له: يبدأ أمير المؤمنين بنفسه، فقال: لا. ولكن ضعوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من يليهم، حتى جاءت نوبته في بني عدي، وهم متأخرون عن أكثر بطون قريش). وتقدَّم في فضائل أهل البيت من السنة حديث: {كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي} وأن هذا هو الذي دفع عمر رضي الله عنه إلى خطبة أمكلثومبنتعلي، وقد ذكر الألباني في السلسلةالصحيحة تحت (رقم:2036) طرق هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه. ومن المعلوم أن الخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم هم أصهار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبوبكر وعمر رضي الله عنهما حصل لهما زيادة الشرف بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بنتيهما: عائشة وحفصة، وعثمان، وعلي رضي الله عنهما، حصل لهما زيادة الشرف بزواجهما من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوج عثمان رضي الله عنه رقية، وبعد موتها تزوج أختها أمكلثوم، ولهذا يقال له: ذوالنورين، وتزوج علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها. وفي سيرأعلامالنبلاءللذهبي وتهذيبالتهذيب لابنحجر في ترجمة العباس: [[كان العباس إذا مر بعمر أو بعثمان، وهما راكبان، نزلا حتى يجاوزهما إجلالاً لعم رسول الله صلى الله عليه وسلم]]. عمر بن عبد العزيز رحمه الله:- في طبقاتابنسعد (5/333), و(5/387-388) بإسناده إلى فاطمةبنتعليبنأبيطالب أن عمربنعبدالعزيز قال لها: [[يا ابنة علي! والله ما على ظهر الأرض أهل بيت أحب إليّ منكم, ولأنتم أحب إليّ من أهل بيتي]]. أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله:- في تهذيبالكمال للمزي في ترجمة عليبنالحسين , قال أبوبكربنأبيشيبة رحمه الله: (أصح الأسانيد كلها: الزهري , عن عليبنالحسين , عن أبيه, عن علي). شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:- قال ابنتيمية رحمه الله في العقيدةالواسطية: (ويحبون –يعني: أهل السنة والجماعة- أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم, ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديرخم: {أذكركم الله في أهل بيتي} , وقال أيضاً للعباس عمه –وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم- فقال: {والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي}، وقال: {إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم}، ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصاً خديجة رضي الله عنها، أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصديقةبنتالصديق رضي الله عنها، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: {فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام}، ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل). وقال أيضاً في الوصيةالكبرى كما في مجموعفتاواه (3/407- 408): (وكذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها؛ فإن الله جعل لهم حقا في الخمس والفيء، وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لنا: {قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد}. وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة، هكذا قال الشافعي وأحمدبنحنبل وغيرهما من العلماء رحمهم الله؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد}، وقد قال الله تعالى في كتابه: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33]، وحرم الله عليهم الصدقة؛ لأنها أوساخ الناس). وقال أيضاً كما في مجموعفتاواه (28/491): (وكذلك أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تجب محبتهم وموالاتهم ورعاية حقهم). الإمام ابن القيم رحمه الله:- قال ابنالقيم في بيان أسباب قبول التأويل الفاسد: (السبب الثالث: أن يعزو المتأول تأويله إلى جليل القدر، نبيل الذكر، من العقلاء، أو من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، أو من حصل له في الأمة ثناء جميل ولسان صدق؛ ليحليه بذلك في قلوب الجهال، فإنه من شأن الناس تعظيم كلام من يعظم قدره في نفوسهم، حتى إنهم ليقدمون كلامه على كلام الله ورسوله، ويقولون: هو أعلم بالله منا! وبهذا الطريق توصل الرافضة والباطنية والإسماعيلية والنصيرية إلى تنفيق باطلهم وتأويلاتهم حين أضافوها إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما علموا أن المسلمين متفقون على محبتهم وتعظيمهم، فانتموا إليهم وأظهروا من محبتهم وإجلالهم وذكر مناقبهم ما خيل إلى السامع أنهم أولياؤهم، ثم نفقوا باطلهم بنسبته إليهم. فلا إله إلا الله! كم من زندقة وإلحاد وبدعة قد نفقت في الوجود بسبب ذلك، وهم برآء منها. وإذا تأملت هذا السبب رأيته هو الغالب على أكثر النفوس، فليس معهم سوى إحسان الظن بالقائل، بلا برهان من الله قادهم إلى ذلك، وهذا ميراث بالتعصيب من الذين عارضوا دين الرسل. مما كان عليه الآباء والأسلاف، وهذا شأن كل مقلِّد لمن يعظمه فيما خالف في الحق إلى يوم القيامة). مختصرالصواعقالمرسلة (1/ 90). الحافظ ابن كثير في رحمه الله:- قال ابنكثير في تفسيره لآية الشورى بعد أن بين أن الصحيح تفسيرها بأن المراد ب (القُرْبَى) بطون قريش، كما جاء ذلك في تفسير ابنعباس للآية في صحيحالبخاري، قال رحمه الله: (ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم؛ فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض، فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان سلفهم، كالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذريته، رضي الله عنهم أجمعين). وبعد أن أورد أثرين عن أبيبكر رضي الله عنه، وأثراً عن عمر رضي الله عنه في توقير أهل البيت وبيان علو مكانتهم، قال: (فحال الشيخين رضي الله عنهما هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك، ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين، رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة أجمعين). الحافظ ابن حجر رحمه الله:- قال ابنحجر في فتحالباري (3/11) في حديث في إسناده عليبنحسين، عن حسينبنعلي، عن عليبنأبيطالب رضي الله عنهم، قال: (وهذا من أصح الأسانيد، ومن أشرف التراجم الواردة فيمن روى عن أبيه، عن جده). شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:- وأما شيخ الإسلام محمدبنعبدالوهاب رحمه الله فله ستة بنين وبنت واحدة، وهم: عبدالله، وعلي، وحسن، وحسين، وإبراهيم، وعبدالعزيز، وفاطمة، وكلهم بأسماء أهل البيت ما عدا عبدالعزيز، فعبدالله وإبراهيم ابنا النبي صلى الله عليه وسلم، والباقون علي وفاطمة وحسن وحسين: صهره وبنته صلى الله عليه وسلم وسبطاه. واختياره تسمية أولاده بأسماء هؤلاء يدل على محبته لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتقديره لهم، وقد تكررت هذه الأسماء في أحفاده. وفي ختام هذا الفصل أقول: لقد رزقني الله بنين وبنات، سميت باسم علي والحسن والحسين وفاطمة، وبأسماء سبع من أمهات المؤمنين، والمسمى بأسمائهم جمعوا بين كونهم صحابة وقرابة. والحمد لله الذي أنعم عليَّ بمحبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وأسأل الله أن يديم عليَّ هذه النعمة، وأن يحفظ قلبي من الغل على أحد منهم، ولساني من ذكرهم بما لا ينبغي، ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنّسيدنا محمد صلى الله علية وسلم رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10].
| |
|