اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد الحبيب المصطفي وعلي آله وأصحابه الطيبين الطاهرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد الحبيب المصطفي وعلي آله وأصحابه الطيبين الطاهرين


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
لكل عشاق الحبيب المصطفي

 

تم بث قناة صوفية

 

 

على تردد النايل سات 

 

عامودى  10911

أفقي    27500     

 

الموقع علي الإنترنت

www.soufia.tv

 

&&&&&&&&&&

 

 بث قناة الصوفية

 

 علي تردد النايل سات

 

عمودي  10875

أفقي   27500

المواضيع الأخيرة
» ادعوا لوالدتي بالرحمة والغفران وارضوان
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالسبت نوفمبر 09, 2024 3:41 pm من طرف الناظورى

» مؤلفات السيد عادل العرفى كاملة
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالأحد يوليو 14, 2024 7:59 pm من طرف الناظورى

» شجرة تراتيب الامام الجيلى للبسطامى الثانى
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالثلاثاء مايو 14, 2024 5:07 pm من طرف الناظورى

» لااله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالجمعة أبريل 26, 2024 3:59 pm من طرف الناظورى

» الفاتحة لرسول الله وآله
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 27, 2023 3:31 pm من طرف الناظورى

» كتاب مرشد الزوار الى قبور الابرار
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالجمعة نوفمبر 17, 2023 3:46 pm من طرف الناظورى

» غزة والصهاينة... الملائكة والشياطين
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 13, 2023 4:46 pm من طرف الناظورى

» نتنيولك...تاجر غزة(مسرحية من فصل واحد)
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 13, 2023 4:46 pm من طرف الناظورى

» تنظيم الجيش الصهيونى الارهابى
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 13, 2023 4:45 pm من طرف الناظورى

» وقف لشهداء سيول درنة ومدن الجبل الأخضر
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالسبت سبتمبر 16, 2023 8:14 pm من طرف الناظورى

» ميراث الكراهية البغيض (جريمة حرق القرآن الكريم)
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالسبت يوليو 29, 2023 6:10 pm من طرف الناظورى

» مؤلفات ومجاميع السيد فهمى محمد بوشعالة رحمه الله(1973-2017)
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالسبت يونيو 17, 2023 6:01 pm من طرف الناظورى

» ملحق الجزء الاخير من صيغ الصلوات
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالثلاثاء مايو 25, 2021 5:45 pm من طرف الناظورى

» أهواك يا خير الورى / كشف الحجاب
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالإثنين يونيو 15, 2020 10:44 pm من طرف emaansaid

» حكمه:أبي زكريا العنبري رضي الله عنه.
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالخميس سبتمبر 29, 2016 9:58 am من طرف Adil mohamed zayed

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الفهرس
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 56 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 56 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 212 بتاريخ الخميس أكتوبر 03, 2024 12:11 am
برامج تهمك
 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

 دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Empty
مُساهمةموضوع: دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1   دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالثلاثاء مايو 26, 2009 6:22 pm

flower دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه flower

دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 11111112

دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 55555511


آل البيت عليهم السلام / فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة


مقدمة كتاب فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة



الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:
فلأهمية بيان مكانة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ألقيت في الموضوع محاضرة في قاعة المحاضرات بالجامعة الإسلامية بالمدينة قبل ستة عشر عاماً، وقد رأيت لعموم الفائدة كتابة رسالة مختصرة في هذا الموضوع، سميتها:
فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة
تشتمل على عشرة فصول:
الفصل الأول: من هم أهل البيت؟
الفصل الثانى: مجمل عقيدة أهلالسنةوالجماعة في أهل البيت.
الفصل الثالث: فضائل أهل البيت في القرآن الكريم.
الفصل الرابع: فضائل أهل البيت في السنة المطهرة.
الفصل الخامس: علو مكانة أهل البيت عند الصحابة وتابعيهم بإحسان.
الفصل السادس: ثناء بعض أهل العلم على جماعة من الصحابة من أهل البيت.
الفصل السابع: ثناء بعض أهل العلم على جماعة من الصحابيات من أهل البيت.
الفصل الثامن: ثناء بعض أهل العلم على جماعة من التابعين وغيرهم من أهل البيت.
الفصل التاسع: مقارنة بين عقيدة أهلالسنة وعقيدة غيرهم في أهل البيت.
الفصل العاشر: تحريم الانتساب بغير حق إلى أهل البيت.


----

الفصل الأول: من هم أهل البيت؟
القول الصحيح في المراد بآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم من تحرم عليهم الصدقة، وهم أزواجه وذريته، وكل مسلم ومسلمة من نسل عبدالمطلب، وهم بنو هاشم بن عبد مناف؛ قال ابنحزم في جمهرةأنسابالعرب (ص: 14): (ولد لهاشمبنعبدمناف: شيبة، وهو عبدالمطلب، وفيه العمود والشرف، ولم يبق لهاشم عقب إلا من عبدالمطلب فقط).
وانظر عقب عبدالمطلب في: جمهرةأنسابالعرب لابنحزم (ص: 14- 15)، والتبيين في أنساب القرشيين لابنقدامة (ص:76)، و منهاجالسنة لابنتيمية (7/304 - 305)، و فتحالباري لابنحجر (7/78- 9).
ويدل لدخول بني أعمامه في أهل بيته ما أخرجه مسلم في صحيحه(1072) عن عبدالمطلب بن ربيعةبن الحارث بن عبدالمطلب أنه ذهب هو و الفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلبان منه أن يوليهما على الصدقة ليصيبا من المال ما يتزوجان به، فقال لهما صلى الله عليه وسلم: {إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس}، ثم أمر بتزويجهما وإصداقهما من الخمس.
وقد ألحق بعض أهل العلم منهم الشافعي و أحمد بني المطلب بن عبد مناف ببني هاشم في تحريم الصدقة عليهم، لمشاركتهم إياهم في إعطائهم من خمس الخمس؛ وذلك للحديث الذي رواه البخاري في صحيحه(3140) عن جبيربنمطعم، الذي فيه أن إعطاء النبي صلى الله عليه وسلم لبني هاشم وبني المطلب دون إخوانهم من بني عبد شمس ونوفل؛ لكون بني هاشم وبني المطلب شيئاً واحداً.
فأما دخول أزواجه رضي الله عنهن في آله صلى الله عليه وسلم، فيدل لذلك قول الله عز وجل: ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزّسيدنا محمد صلى الله علية وسلماةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] * ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)) [الأحزاب:34].
فإن هذه الآية تدل على دخولهن حتما؛ لأن سياق الآيات قبلها وبعدها خطاب لهن، ولا ينافي ذلك ما جاء في صحيحمسلم (2424) عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: {خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مِرطٌ مُرحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33]}؛ لأن الآية دالة على دخولهن؛ لكون الخطاب في الآيات لهن، ودخول علي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي الله عنهم في الآية دلت عليه السنة في هذا الحديث، وتخصيص النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الأربعة رضي الله عنهم في هذا الحديث لا يدل على قصر أهل بيته عليهم دون القرابات الأخرى، وإنما يدل على أنهم من أخص أقاربه.
ونظير دلالة هذه الآية على دخول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في آله، ودلالة حديث عائشة رضي الله عنها المتقدم على دخول علي، و فاطمة، و الحسن، و الحسين رضي الله عنهم في آله، نظير ذلك دلالة قول الله عز وجل: ((لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ)) [التوبة:108] على أن المراد به مسجد قباء، ودلالة السنة في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه(1398) على أن المراد بالمسجد الذي أسس على التقوى مسجده صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر هذا التنظير شيخ الإسلام ابنتيمية رحمه الله في رسالته (فضلأهلالبيتوحقوقهم) (ص:20-21).
وزوجاته صلى الله عليه وسلم داخلات تحت لفظ (الآل)؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: {إن الصدقة لا تحلُّ لمحمد ولا لآل محمد}، ويدل لذلك أنهن يعطين من الخمس، وأيضا ما رواه ابنأبيشيبة في مصنفه (3/214) بإسناد صحيح عن ابنأبيمليكة: [[أن خالد بن سعيد بعث إلى عائشة ببقرة من الصدقة فردتها، وقالت: إنا آل محمد صلى الله عليه وسلم لا تحل لنا الصدقة]].
ومما ذكره ابنالقيم في كتابه (جلاءالأفهام) (ص: 331- 333) للاحتجاج للقائلين بدخول أزواجه صلى الله عليه وسلم في آل بيته قوله: (قال هؤلاء: وإنما دخل الأزواج في الآل وخصوصاً أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تشبيهاً لذلك بالنسب؛ لأن اتصالهن بالنبي صلى الله عليه وسلم غير مرتفع، وهن محرَّمات على غيره في حياته وبعد مماته، وهنَّ زوجاته في الدنيا والآخرة، فالسبب الذي لهن بالنبي صلى الله عليه وسلم قائم مقام النسب، وقد نص النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاه عليهن، ولهذا كان القول الصحيح- وهو منصوص الإمام أحمد رحمه الله- أن الصدقة تحرم عليهن؛ لأنها أوساخ الناس، وقد صان الله سبحانه ذلك الجناب الرفيع، وآله من كل أوساخ بني آدم.
ويا لله العجب! كيف يدخل أزواجه في قوله صلى الله عليه وسلم: {اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً}، وقوله في الأضحية: {اللهم هذا عن محمد وآل محمد}، وفي قول عائشة رضي الله عنه: [[ما شبع آل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز بر]]، وفي قول المصلي: (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد)، ولا يدخلن في قوله: {إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد}، مع كونها من أوساخ الناس، فأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بالصيانة عنها والبعد منها؟!
فإن قيل: لو كانت الصدقة حراماً عليهن لحرمت على مواليهن، كما أنها لما حرمت على بني هاشم حرمت على مواليهم، وقد ثبت في الصحيح أن بريرة تصدق عليها بلحم فأكلته، ولم يحرمه النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مولاة لعائشة رضي الله عنها.
قيل: هذا هو شبهة من أباحها لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وجواب هذه الشبهة: أن تحريم الصدقة على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليس بطريق الأصالة، وإنما هو تبع لتحريمها عليه صلى الله عليه وسلم، وإلا فالصدقة حلال لهن قبل اتصالهن به، فهن فرع في هذا التحريم، والتحريم على المولى فرع التحريم على سيده، فلما كان التحريم على بني هاشم أصلاً استتبع ذلك مواليهم، ولما كان التحريم على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تبعاً لم يقوَ ذلك على استتباع مواليهن؛ لأنه فرع عن فرع.
قالوا: وقد قال الله تعالى: ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ)) [الأحزاب:30] وساق الآيات إلى قوله تعالى: ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ)) [الأحزاب:34]. ثم قال: فدخلن في أهل البيت؛ لأن هذا الخطاب كله في سياق ذكرهنَّ، فلا يجوز إخراجهن من شيء منه، والله أعلم).
ويدل على تحريم الصدقة على موالي بني هاشم ما رواه أبوداود في سننه (1650)، والترمذي (657)، والنسائي (2611) بإسناد صحيح- واللفظ لأبيداود - عن أبيرافع: {أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على الصدقة من بني مخزوم، فقال لأبي رافع: اصحبني فإنك تصيب منها، قال: حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسأله، فأتاه فسأله، فقال: مولى القوم من أنفسهم، وإنا لا تحل لنا الصدقة}.
500)this.style.width = 500;" border=0>



الفصل الثاني: مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في أهل البيت
عقيدة أهل السنةوالجماعة وسط بين الإفراط والتفريط، والغلو والجفاء في جميع مسائل الاعتقاد، ومن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنهم يتولَّون كل مسلم ومسلمة من نسل عبدالمطلب، وكذلك زوجات النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً، فيحبون الجميع، ويثنون عليهم، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، لا بالهوى والتعسف، وتعرفون الفضل لمن جمع الله له بين شرف الإيمان وشرف النسب، فمن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنهم يحبونه لإيمانه وتقواه، ولصحبته إيَّاه، ولقرابته منه صلى الله عليه وسلم.
ومن لم يكن منهم صحابياً، فإنهم يحبونه لإيمانه وتقواه، ولقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرون أن شرف النسب تابع لشرف الإيمان، ومن جمع الله له بينهما فقد جمع له بين الحسنيين، ومن لم يوفق للإيمان، فإن شرف النسب لا يفيده شيئاً، وقد قال الله عز وجل: ((إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) [الحجرات:13]، وقال صلى الله عليه وسلم في آخر حديث طويل رواه مسلم في صحيحه(2699) عن أبيهريرة رضي الله عنه: {ومن بطأ به عمله لم يُسرع به نسبُه}.
وقد قال الحافظ ابنرجب رحمه الله في شرح هذا الحديث في كتابه جامعالعلوموالحكم (ص:308): (معناه أن العمل هو الذي يبلغ بالعبد درجات الآخرة، كما قال تعالى: ((وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا)) [الأنعام:132] فمن بطأ به عمله أن يبلغ به المنازل العالية عند الله تعالى لم يسرع به نسبه، فيبلغه تلك الدرجات؛ فإن الله رتب الجزاء على الأعمال لا على الأنساب، كما قال تعالى: ((فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ)) [المؤمنون:101] وقد أمر الله تعالى بالمسارعة إلى مغفرته ورحمته بالأعمال، كما قال: ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)) [آل عمران:133] * ((الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)) [آل عمران:134] الآيتين، وقال: ((إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ)) [المؤمنون:57] * ((وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ)) [المؤمنون:58] * ((وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ)) [المؤمنون:59] * ((وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)) [المؤمنون:60] * ((أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)) [المؤمنون:61].
ثم ذكر نصوصاً في الحث على الأعمال الصالحة, وأن ولاية الرسول صلى الله عليه وسلم إنما تنال بالتقوى والعمل الصالح، ثم ختمها بحديث عمروبنالعاص رضي الله عنه في صحيحالبخاري (5990) و صحيحمسلم (215)، فقال: (ويشهد لهذا كله ما في الصحيحين عن عمروبنالعاص أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، وإنما وليي الله وصالح المؤمنين}، يشير إلى أن ولايته لا تنال بالنسب وإن قرب، وإنما تنال بالإيمان والعمل الصالح، فمن كان أكمل إيماناً وعملاً فهو أعظم ولاية له، سواء كان له منه نسب قريب أو لم يكن، وفي هذا المعنى يقول بعضهم:
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان فارس وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب
الفصل الثالث: فضائل أهل البيت في القرآن الكريم

قال الله عز وجل: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً)) [الأحزاب:28] * ((وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً)) [الأحزاب:29] * ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً)) [الأحزاب:30] * ((وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً)) [الأحزاب:31] * ((يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنْ النِّسَاءِ إِنْ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً)) [الأحزاب:32] * ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزّسيدنا محمد صلى الله علية وسلماةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] * ((وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً)) [الأحزاب:34].
فقوله: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33] دالٌ على فضل قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الذين تحرم عليهم الصدقة، ومن أخصِّهم أزواجه وذريته، كما مرَّ بيانه.
والآيات دالة على فضائل أخرى لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، أوّلها: كونهن خيرن بين إرادة الدنيا وزينتها، وبين إرادة الله ورسوله والدار الآخرة، فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة، رضي الله عنهن وأرضاهن.
ويدل على فضلهن أيضاً قوله تعالى: ((وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)) [الأحزاب:6] فقد وصفهن بأنهن أمهات المؤمنين.
وأما قوله عز وجل: ((قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) [الشورى:23] فالصحيح في معناها أن المراد بذلك بطون قريش، كما جاء بيان ذلك في صحيحالبخاري (4818) عن عبداللهبنعباس رضي الله عنهما؛ فقد قال البخاري: حدثني محمدبنبشار، حدثنا محمدبنجعفر، حدثنا شعبة، عن عبدالملكبنميسرةقال: سمعت طاوساً، عن ابنعباس: [[أنه سئل عن قوله: ((إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) [الشورى:23] فقال سعيد بن جبير: قربى آل محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: عجلت؛ إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من قرابة]].
قال ابنكثير في تفسير هذه الآية: (أي: قل يا محمد! لهؤلاء المشركين من كفار قريش: لا أسألكم على هذا البلاغ والنصح لكم مالاً تعطونيه، وإنما أطلب منكم أن تكفوا شركم عني وتذروني أبلغ رسالات ربي، إن لم تنصروني فلا تؤذوني بما بيني وبينكم من القرابة)، ثم أورد أثر ابنعباس المذكور.
وأما تخصيص بعض أهل الأهواء (الْقُرْبَى) في الآية بفاطمة و علي رضي الله عنهما وذريتهما فهو غير صحيح؛ لأن الآية مكية، وزواج علي بفاطمة رضي الله عنهما إنما كان بالمدينة، قال ابنكثير رحمه الله: (وذكر نزول الآية بالمدينة بعيد، فإنها مكية، ولم يكن إذ ذاك لفاطمة رضي الله عنها أولاد بالكلية؛ فإنها لم تتزوج بعلي رضي الله عنه إلا بعد بدر من السنة الثانية من الهجرة، والحق تفسير هذه الآية بما فسرها به حبر الأمة وترجمان القرآن عبداللهبنعباس رضي الله عنهما، كما رواه البخاري).
ثم ذكر ما يدل على فضل أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من السنة ومن الآثار عن أبي بكر و عمر رضي الله عنهما



دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Ssssss12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل





تاريخ التسجيل : 01/01/1970

دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Empty
مُساهمةموضوع: دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1   دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Icon_minitimeالثلاثاء مايو 26, 2009 6:18 pm

flower دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه flower

دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 11111112
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 55555511
الفصل الرابع: فضائل أهل البيت في السنة المطهرة
- روى مسلم في صحيحه(2276) عن واثلةبنالأسقع رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم}.
- وروى مسلم في صحيحه(2424) عن عائشة رضي الله عنها قالت: {خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مِرطٌ مُرحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33]}.
- وروى مسلم (2404) من حديث سعدبنأبيوقاص رضي الله عنه قال: {لما نزلت هذه الآية ((فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ)) [آل عمران:61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً و فاطمة و حسناً و حسيناً , فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي}.
- وروى مسلم في صحيحه(2408) بإسناده عن يزيدبنحيان قال: {انطلقت أنا و حصين بن سبرة و عمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم , فلما جلسنا إليه, قال له حصين: لقد لقيت –يا زيد!- خيراً كثيراً, رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال: يا ابن أخي! والله! لقد كبرت سني, وقدم عهدي, ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم, فما حدثتكم فاقبلوا, وما لا فلا تكلفونيه, ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً , بين مكة و المدينة , فحمد الله وأثنى عليه, ووعظ وذكر, ثم قال: أما بعد, ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب, وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله, فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم!}.
وفي لفظ: {فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا. وايم الله! إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده}.
وهنا أنبه على أمور:
الأول: أن ذكر علي و فاطمة وابنيهما رضي الله عنهم في حديث الكساء وحديث المباهلة المتقدمين لا يدل على قصر أهل البيت عليهم، وإنما يدل على أنهم من أخص أهل بيته، وأنهم من أولى من يدخل تحت لفظ (أهل البيت)، وتقدمت الإشارة إلى ذلك.
الثاني: أن ذكر زيد رضي الله عنه آل عقيل وآل علي وآل جعفر وآل العباس لا يدل على أنهم هم الذين تحرم عليهم الصدقة دون سواهم، بل هي تحرم على كل مسلم ومسلمة من نسل عبدالمطلب، وقد مر حديث عبدالمطلببنربيعةبنالحارثبنعبدالمطلب في صحيحمسلم، وفيه شمول ذلك لأولاد ربيعةبنالحارثبنعبدالمطلب.
الثالث: تقدم الاستدلال من الكتاب والسنة على كون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم آل بيته، وبيان أنهن ممن تحرم عليه الصدقة، وأما ما جاء في كلام زيد المتقدم من دخولهن في الآل في الرواية الأولى، وعدم دخولهن في الرواية الثانية، فالمعتبر الرواية الأولى، وما ذكره من عدم الدخول إنما ينطبق على سائر الزوجات سوى زوجاته صلى الله عليه وسلم.
أما زوجاته رضي الله عنهن، فاتصالهن به شبيه بالنسب؛ لأن اتصالهن به غير مرتفع، وهن زوجاته في الدنيا والآخرة، كما مر توضيح ذلك في كلام ابنالقيم رحمه الله.
الرابع: أن أهلالسنةوالجماعة هم أسعد الناس بتنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته التي جاءت في هذا الحديث؛ لأنهم يحبونهم جميعاً ويتولونهم، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف، وأما غيرهم فقد قال ابنتيمية في مجموعفتاواه (419/4): (وأبعد الناس عن هذه الوصية الرافضة، فإنهم يعادون العباس وذريته، بل يعادون جمهور أهل البيت ويعينون الكفار عليهم).
- وحديث: {كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي}، أورده الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلةالصحيحة (2036) وعزاه إلى ابنعباس، و عمر، و ابنعمر، و المسوربنمخرمة رضي الله عنهم، وذكر من خرجه عنهم، وقال: (وجملة القول أن الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح، والله أعلم).
وفي بعض الطرق أن هذا الحديث هو الذي جعل عمر رضي الله عنه يرغب في الزواج من أمكلثومبنتعلي من فاطمة رضي الله عن الجميع.
- وروى الإمام أحمد في مسنده (374/5) عن عبدالرزاق، عن معمر، عن ابنطاوس، عن أبيبكربنمحمدبنعمروبنحزم، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: {اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد} قال ابنطاوس: وكان أبي يقول مثل ذلك.
ورجال الإسناد دون الصحابي خرج لهم البخاري و مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وقال الألباني في صفةصلاةالنبيصلىاللهعليهوسلم: (رواه أحمد و الطحاوي بسند صحيح).
وأما ذكر الصلاة على الأزواج والذرية، فهو ثابت في الصحيحين أيضاً من حديث أبيحميدالساعدي رضي الله عنه.
لكن ذلك لا يدل على اختصاص آل البيت بالأزواج والذرية، وإنما يدل على تأكد دخولهم وعدم خروجهم، وعطف الأزواج والذرية على أهل بيته في الحديث المتقدم من عطف الخاص على العام.
قال ابنالقيم بعد حديث فيه ذكر أهل البيت والأزواج والذرية- وإسناده فيه مقال-: (فجمع بين الأزواج والذرية والأهل، وإنما نص عليهم بتعيينهم؛ ليبين أنهم حقيقون بالدخول في الآل، وأنهم ليسوا بخارجين منه، بل هم أحق من دخل فيه، وهذا كنظائره من عطف الخاص على العام وعكسه، تنبيهاً على شرفه، وتخصيصاً له بالذكر من بين النوع؛ لأنه أحق أفراد النوع بالدخول فيه). جلاءالأفهام (ص:338).
وقال صلى الله عليه وسلم: {إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد، إنما هي أوساخ الناس}، أخرجه مسلم في صحيحهمن حديث عبدالمطلببنربيعة (1072)، وقد تقدم
الفصل الخامس: علو مكانة أهل البيت عند الصحابة وتابعيهم بإحسان

أبو بكر الصديق رضي الله عنه:-
روى البخاري في صحيحه(3712) أن أبابكر رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: [[والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحب إلي أن أصل من قرابتي]].
وروى البخاري في صحيحهأيضاً (3713) عن ابنعمر، عن أبيبكر رضي الله عنه قال: [[ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته]].
قال الحافظ ابنحجر في شرحه: (يخاطب بذلك الناس ويوصيهم به، والمراقبة للشيء: المحافظة عليه، يقول: احفظوه فيهم، فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم).
وفي صحيحالبخاري (3542) عن عقبةبنالحارث رضي الله عنه قال: [[صلى أبو بكر رضي الله عنه العصر، ثم خرج يمشي، فرأى الحسن يلعب مع الصبيان، فحمله على عاتقه، وقال:
بأبي شبيه بالنبي لاشبيه بعلي
و علي يضحك]].
قال الحافظ في شرحه: (قوله: (بأبي): فيه حذف تقديره أفديه بأبي)، وقال أيضا: (وفي الحديث فضل أبيبكر ومحبته لقرابة النبي صلى الله عليه وسلم).
عمر بن الحطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما:-
روى البخاري في صحيحه(1010)، و(3710) عن أنس رضي الله عنه: [[أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: االلهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيسقون]].
والمراد بتوسل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه التوسل بدعائه كما جاء مبيناً في بعض الروايات، وقد ذكرها الحافظ في شرح الحديث في كتاب الاستسقاء من فتحالباري.
واختيار عمر رضي الله عنه للعباس رضي الله عنه للتوسل بدعائه إنما هو لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال رضي الله عنه في توسله: [[وإنا نتوسل إليك بعم نبينا]] ولم يقل: بالعباس. ومن المعلوم أن علياً رضي الله عنه أفضل من العباس، وهو من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن العباس أقرب، ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم يورث عنه المال لكان العباس هو المقدم في ذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: {ألحقوا الفرائض بأهلها، فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر}، أخرجه البخاري ومسلم، وفي الصحيحين من حديث أبيهريرة رضي الله عنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمر عن عمه العباس: {أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟}.
وفي تفسير ابنكثير لآيات الشورى: قال عمربنالخطابللعباس رضي الله تعالى عنهما: [[والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب]]، وهو عند ابنسعد في الطبقات (4/22، 30).
وفي كتاب اقتضاءالصراطالمستقيممخالفةأصحابالجحيم (1/446) لشيخ الإسلام ابنتيمية رحمه الله: (أن عمربنالخطاب رضي الله عنه لما وضع ديوان العطاء كتب الناس على قدر أنسابهم، فبدأ بأقربهم فأقربهم نسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما انقضت العرب ذكر العجم، هكذا كان الديوان على عهد الخلفاء الراشدين، وسائر الخلفاء من بني أمية وولد العباس إلى أن تغير الأمر بعد ذلك).
وقال أيضاً (1/453): (وانظر إلى عمربنالخطاب رضي الله عنه حين وضع الديوان، وقالوا له: يبدأ أمير المؤمنين بنفسه، فقال: لا. ولكن ضعوا عمر حيث وضعه الله، فبدأ بأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم من يليهم، حتى جاءت نوبته في بني عدي، وهم متأخرون عن أكثر بطون قريش).
وتقدَّم في فضائل أهل البيت من السنة حديث: {كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي} وأن هذا هو الذي دفع عمر رضي الله عنه إلى خطبة أمكلثومبنتعلي، وقد ذكر الألباني في السلسلةالصحيحة تحت (رقم:2036) طرق هذا الحديث عن عمر رضي الله عنه.
ومن المعلوم أن الخلفاء الراشدين الأربعة رضي الله عنهم هم أصهار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأبوبكر وعمر رضي الله عنهما حصل لهما زيادة الشرف بزواج النبي صلى الله عليه وسلم من بنتيهما: عائشة وحفصة، وعثمان، وعلي رضي الله عنهما، حصل لهما زيادة الشرف بزواجهما من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوج عثمان رضي الله عنه رقية، وبعد موتها تزوج أختها أمكلثوم، ولهذا يقال له: ذوالنورين، وتزوج علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها.
وفي سيرأعلامالنبلاءللذهبي وتهذيبالتهذيب لابنحجر في ترجمة العباس: [[كان العباس إذا مر بعمر أو بعثمان، وهما راكبان، نزلا حتى يجاوزهما إجلالاً لعم رسول الله صلى الله عليه وسلم]].
عمر بن عبد العزيز رحمه الله:-
في طبقاتابنسعد (5/333), و(5/387-388) بإسناده إلى فاطمةبنتعليبنأبيطالب أن عمربنعبدالعزيز قال لها: [[يا ابنة علي! والله ما على ظهر الأرض أهل بيت أحب إليّ منكم, ولأنتم أحب إليّ من أهل بيتي]].
أبو بكر بن أبي شيبة رحمه الله:-
في تهذيبالكمال للمزي في ترجمة عليبنالحسين , قال أبوبكربنأبيشيبة رحمه الله: (أصح الأسانيد كلها: الزهري , عن عليبنالحسين , عن أبيه, عن علي).
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:-
قال ابنتيمية رحمه الله في العقيدةالواسطية: (ويحبون –يعني: أهل السنة والجماعة- أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتولونهم, ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال يوم غديرخم: {أذكركم الله في أهل بيتي} , وقال أيضاً للعباس عمه –وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم- فقال: {والذي نفسي بيده، لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي}، وقال: {إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم}، ويتولون أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة، خصوصاً خديجة رضي الله عنها، أم أكثر أولاده، وأول من آمن به وعاضده على أمره، وكان لها منه المنزلة العالية، والصديقةبنتالصديق رضي الله عنها، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: {فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام}، ويتبرَّؤون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل).
وقال أيضاً في الوصيةالكبرى كما في مجموعفتاواه (3/407- 408): (وكذلك آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم من الحقوق ما يجب رعايتها؛ فإن الله جعل لهم حقا في الخمس والفيء، وأمر بالصلاة عليهم مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لنا: {قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد}.
وآل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة، هكذا قال الشافعي وأحمدبنحنبل وغيرهما من العلماء رحمهم الله؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد}، وقد قال الله تعالى في كتابه: ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)) [الأحزاب:33]، وحرم الله عليهم الصدقة؛ لأنها أوساخ الناس).
وقال أيضاً كما في مجموعفتاواه (28/491): (وكذلك أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تجب محبتهم وموالاتهم ورعاية حقهم).
الإمام ابن القيم رحمه الله:-
قال ابنالقيم في بيان أسباب قبول التأويل الفاسد: (السبب الثالث: أن يعزو المتأول تأويله إلى جليل القدر، نبيل الذكر، من العقلاء، أو من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، أو من حصل له في الأمة ثناء جميل ولسان صدق؛ ليحليه بذلك في قلوب الجهال، فإنه من شأن الناس تعظيم كلام من يعظم قدره في نفوسهم، حتى إنهم ليقدمون كلامه على كلام الله ورسوله، ويقولون: هو أعلم بالله منا!
وبهذا الطريق توصل الرافضة والباطنية والإسماعيلية والنصيرية إلى تنفيق باطلهم وتأويلاتهم حين أضافوها إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما علموا أن المسلمين متفقون على محبتهم وتعظيمهم، فانتموا إليهم وأظهروا من محبتهم وإجلالهم وذكر مناقبهم ما خيل إلى السامع أنهم أولياؤهم، ثم نفقوا باطلهم بنسبته إليهم.
فلا إله إلا الله! كم من زندقة وإلحاد وبدعة قد نفقت في الوجود بسبب ذلك، وهم برآء منها.
وإذا تأملت هذا السبب رأيته هو الغالب على أكثر النفوس، فليس معهم سوى إحسان الظن بالقائل، بلا برهان من الله قادهم إلى ذلك، وهذا ميراث بالتعصيب من الذين عارضوا دين الرسل. مما كان عليه الآباء والأسلاف، وهذا شأن كل مقلِّد لمن يعظمه فيما خالف في الحق إلى يوم القيامة). مختصرالصواعقالمرسلة (1/ 90).
الحافظ ابن كثير في رحمه الله:-
قال ابنكثير في تفسيره لآية الشورى بعد أن بين أن الصحيح تفسيرها بأن المراد ب (القُرْبَى) بطون قريش، كما جاء ذلك في تفسير ابنعباس للآية في صحيحالبخاري، قال رحمه الله: (ولا ننكر الوصاة بأهل البيت والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم؛ فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض، فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان سلفهم، كالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذريته، رضي الله عنهم أجمعين).
وبعد أن أورد أثرين عن أبيبكر رضي الله عنه، وأثراً عن عمر رضي الله عنه في توقير أهل البيت وبيان علو مكانتهم، قال: (فحال الشيخين رضي الله عنهما هو الواجب على كل أحد أن يكون كذلك، ولهذا كانا أفضل المؤمنين بعد النبيين والمرسلين، رضي الله عنهما وعن سائر الصحابة أجمعين).
الحافظ ابن حجر رحمه الله:-
قال ابنحجر في فتحالباري (3/11) في حديث في إسناده عليبنحسين، عن حسينبنعلي، عن عليبنأبيطالب رضي الله عنهم، قال: (وهذا من أصح الأسانيد، ومن أشرف التراجم الواردة فيمن روى عن أبيه، عن جده).
شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:-
وأما شيخ الإسلام محمدبنعبدالوهاب رحمه الله فله ستة بنين وبنت واحدة، وهم: عبدالله، وعلي، وحسن، وحسين، وإبراهيم، وعبدالعزيز، وفاطمة، وكلهم بأسماء أهل البيت ما عدا عبدالعزيز، فعبدالله وإبراهيم ابنا النبي صلى الله عليه وسلم، والباقون علي وفاطمة وحسن وحسين: صهره وبنته صلى الله عليه وسلم وسبطاه.
واختياره تسمية أولاده بأسماء هؤلاء يدل على محبته لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وتقديره لهم، وقد تكررت هذه الأسماء في أحفاده.
وفي ختام هذا الفصل أقول: لقد رزقني الله بنين وبنات، سميت باسم علي والحسن والحسين وفاطمة، وبأسماء سبع من أمهات المؤمنين، والمسمى بأسمائهم جمعوا بين كونهم صحابة وقرابة.
والحمد لله الذي أنعم عليَّ بمحبة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته، وأسأل الله أن يديم عليَّ هذه النعمة، وأن يحفظ قلبي من الغل على أحد منهم، ولساني من ذكرهم بما لا ينبغي، ((وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنّسيدنا محمد صلى الله علية وسلم رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10].

دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1 Ssssss12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دليل حب ال البيت من الكتاب والسنه 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دليل الحاج
» كرامات الأولياء من الكتاب والسنة
» ما دليل كلمة مدد في القران او السنة
» دليل أن الغناء حرام الشيخ سالم أبو الفتوح
» بشرى سارة الى اخواتنا الكريمات _ دليل الطبخ العربي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اللهم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد الحبيب المصطفي وعلي آله وأصحابه الطيبين الطاهرين :: قسم مناقب أهل البيت-
انتقل الى: