هؤلاء تركواالسلفية الوهابية:- الشيخ محمد الحامد رحمه الله
كاتب الموضوع
رسالة
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: هؤلاء تركواالسلفية الوهابية:- الشيخ محمد الحامد رحمه الله الجمعة أبريل 03, 2009 10:45 am
هؤلاء تركواالسلفية الوهابية:- الشيخ محمد الحامد رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هؤلاء تركوا الوهابية:- الشيخ محمد الحامد رحمه الله
يقول الشيخ عبد الحميد طهماز في كتابه عن شيخه (الشيخ محمد الحامد رحمه الله ) :
إني أعتقد أن أعظم كرامات الشيخ أبي النصر - رحمه الله - احتلاله لهذه المكانة العالية في قلب سيدي* - رحمه الله - فقد كان سيدي يقول : لم يكسر رأسي من الشيوخ غير أبي النصر . ولهذا قصة . كان سيدي - رحمه الله - في أول نشأته العلمية وقبل سفره إلى حلب ، على مشرب يخالف السادة الصوفية ، متأثرا في ذلك بخاله الشيخ سعيد الجابي - رحمه الله - وبمساعي الشيخ سعيد غلب على حماة هذا المشرب ، ومما ساعد الشيخ سعيد في نشر آرائه إخلاصه وتقواه ، فقد كان - رحمه الله مخلصا ، ورأى كثيرا من الدخائل والبدع عند متصوفة ذلك الزمان ، فشن عليهم حملات عنيفة ، لم تقف عند البدع والدخائل ، بل كان فيها إفراط وتحامل كبيران من الشيخ رحمه الله تعالى . في هذا الجو نشأ سيدي - رحمه الله - ولما كان الإخلاص لما يعتقد من حق طبعاً له ، حمل أفكاره إلى حلب بكل ما يحمل من إخلاص وحماس . وكان الشيخ أبو النصر - رحمه الله - متربعاً فيها على عرش قلوب أكثر علمائها وجمهرة عامتها ، وكان يتردد عليها كثيرا ، وكان سيدي رحمه الله تعالى ، على معرفة بالشيخ وثيقة ، وقد سبق أن تلقى منه الذكر ، إلا أن أفكار خاله كانت لا تزال متمكنة من قلبه ، راسخة في وجدانه ، وقد عرف بذلك بين أقرانه من طلاب المدرسة الشرعية ، واشتهر بكثرة المناقشات التي كان يخوضها معهم ، وفي إحدى الليالي العامرة بالذكر ، التي كانت تشهدها حلب حين مجئ الشيخ إليها ، ذهب سيدي مع رفيق دراسته ، الشيخ أحمد الحصري - رحمه الله تعالى - وهو شيخ المعرة وعالمها - ذهب معه لرؤية الشيخ أبي النصر والسلام عليه ، لما عرف من وفاء سيدي وحفظه للمودة ، ولما دخل الدار ، خشي رفاقه في المدرسة من أتباع الشيخ أن يسبب لهم بعض المشاكل ، لما يعرفون عنه ، ولكن الشيخ أبا النصر - رحمه الله - ما إن وقع بصره عليه حتى استدعاه وأجلسه أمامه ، مع صاحبه الشيخ أحمد الحصري ، وأمر المنشد بالإنشاد ، وبدأ المنشد بقصيدة مطلعها :
كان لي ظل رسوم = فاستوت شمسي فزالا عشت بالمحبوب حقا = بعد ان كنت خــــــيالا انا في مقعد صدق= أجـتني مــنه وصالا كل أوقاتي منه = فـرحات تتوالــــــــى هكذا العشق وإلا = كان- والله - انفعالا
وأخذ الشيخ يتوجه بقلبه الكبير إلى سيدي - رحمه الله تعالى - وما مرت فترة حتى اشتعل القلب التقي النقي بالأحوال والمواجيد ، فطغت عليه ، وقام مأخوذا هو ورفيقه يصيحان ، وسيدي يردد اثناء ذلك : أشهد انك يا ابا النصر على حق .. ثم أكبا على حجر الشيخ ، فتلقاهما رحمه الله بهدوء وسرور ، كما تتلقى الأم أطفالها، وبعد أن سكنا وعادا إلى صحوهما ، آخى رحمه الله بينهما أخوة روحية ما زادتها الأيام بعد ذلك إلا قوة وإخلاصا وصفاء حتى إن سيدي رحمه الله تعالى كان يقول : الشيخ أحمد الحصري هو الإنسان الأول في حياتي وهو أخي الروحي هذا اليوم من الأيام المشهودة في حياة سيدي ، وفيه حصل له التحول العظيم ، والانتقال الكبير ، ببركة شيخه ومرشده أبي النصر - رحمهما الله - وإلى هذا أشار بقوله : إنه الذي أخرجني الله تعالى به من ظلمات الغفلة والقسوة والشرود ، إلى نور الذكر والرقة والوقوف بباب الله سبحانه وتعالى ، في ذلة وضراعة لهذا الرب الكريم ، إنه الذي ملأني بتوجهات قلبه الشريف ....
.................................. * - يعني بها دائما : الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى . من كتاب ( العلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى ) ص 197-200 تأليف : عبد الحميد محمود طهماز دار القلم - دمشق سلسلة أعلام المسلمين - 11
هؤلاء تركواالسلفية الوهابية:- الشيخ محمد الحامد رحمه الله