موضوع: دور الصوفية في الحروب الصليبية الخميس مارس 19, 2009 7:49 am
دور الصوفية في الحروب الصليبية
للناحية الصوفية عند بطل الحروب الصليبية نور الدين محمود زنكي أجل لقد كان للصوفية دور بطولي كريم في الجهاد في سبيل الله في الحروب الصليبية تحت قيادة بطل الإسلام والمسلمين ( نور الدين محمود زنكي ) . قال ابن الأثير وغيره " وكان يحضر مشايخهم ويقربهم ، ويتواضع لهم ، ويجلسهم معه علي سجادته ، ويسمع لحديثهم . وكان من المشايخ الكرام الشيخ القدوة ( حياة بن قيس الحراني ) "توفي سنة 586 هـ " وكان صاحب كرامات وأحوال ، وقد كان لتشجيعه نور الدين وقادة جيشه أثر كبير في الشجاعة والمثابرة والنصر العزيز ، ومنهم ( الشيخ عماد الدين أبو الفتح حموية ) نزيل دمشق سنة 563 هـ قال عنه البغدادي :" لم يكن له في علم الطريقة والحقيقة نظير ، وقد أصدر نور الدين منشوراً له بمشيخة الصوفية في الشام لكرامته في الجماعة وحكمته ولدوره الكبير في تربية الشباب والرجال من أبطال الإسلام " . ومنهم ( ابن الصابوني ) الزاهد الذي مر بدمشق فسأله نور الدين الإقامة بها فيكون معه ويستشيره ويأنس به فاعتذر بقصد زيارة الإمام الشافعي فجهزه علي مصر ، وأصحبه الأمير ( نجم الدين أيوب والد السلطان صلاح الدين ) وكان منهم ( الشيخ عمر الملا ) ، يقول عنه البغدادي : " وهو من أئمة العارفين يزوره العلماء والملوك في زاويته ، وكان يقيم حفلً عظيماً في المولد النبوي الشريف ينشد فيه الشعر في مدح الحبيب ، وكان نور الدين يستشيره ويعظمه .
وكذا السلطان ألب أرسلان هذا وقد أثني المؤرخون علي ( السلطان السلجوقي ألب أرسلان ) صاحب موقعه ( ملاذكرد ) التي انتصر المسلمون فيها علي الروم سنة 463 هـ ، كما في شذرات الذهب ، وذكر أنه كان يتبرك بالصوفية ولا سيما ( بالشيخ أبي القاسم القشيري ( توفي سنة 485 هـ ) وأبي نصر محمد بن عبد الله البخاري الصوفي ) الذي أشعل حماس الجنود بخطبته قبل المعركة فكان لذلك أثر كبير في النصر بتأييد الله العظيم .
الناحية الصوفية عند بطل الإسلام صلاح الدين الأيوبي ( 532 ـ 589 هـ ) لقد ارتبط العصر الوسيط بوصف الصلاح والزهد والورع وحسن العقيدة بالصوفي في البطل المؤيد ( صلاح الدين الأيوبي خليفة نور الدين محمود ) ، وبطل الحروب الصليبية الأشهر فقد ارتبطت صفاته بالصوفي الزاهد الورع التقي النقي بركة أهل زمانه كما يقول السبكي في طبقاته . وقال عنه ابن كثير : كان شجاعاً كثير الصلاة وله ( خانقاه بالديار المصرية ، أقامه للصوفية ومثله بدمشق ) ، وكان نصره الأكبر في فتح القدس في 27 رجب سنة 583 هـ بعد معركة حطين ، وشهد فتحه الكثيرون من رجال التصوف من أرباب الخرق والزهد والعلم وتوقيته بهذا اليوم العظيم في ذكري الإسراء والمعراج إشارة ربانية لرضوان الله علي الجيش وقائدة وهو القائل عز وجل :" إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ " سورة غافر/ 51 . وقد أمر بالمحافظة علي كنيسة القيامة ، فضرب بذلك مثلاً عظيماً في سماحة الإسلام وبني قريباً منها مدرسة للفقهاء الشافعية ، ورباطاً لصلحاء الصوفية ليثبت للصليبين أن الإسلام دين السماحة والسلام وهذا بجانب إحسانه لأسراهم وإطلاق سراحهم وعلاج جرحاهم . وتاريخ الإسلام شاد صدق علي أدوار الصوفية في الجهاد البطولات الإسلامية وصدق الرباط والحفاظ علي ثغور الإسلام ـ في كتائب الجيوش ، أو في الدعوة والإرشاد في المساجد والزوايا ، فهم بصدق كانوا ( رهبان الليل وفرسان النهار ) وكان لهم الأثر الكبير في إذكاء روح الحماس في المعارك ، والصبر والمصابرة في الجهاد في سبيل الله عبر الأجيال _ كما يشهد بذلك سجل التراث الإسلامي كله ، وقد أشرنا لبعضه كبرهان قاطع : " لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا " سورة الفرقان /62 _________________ هويتك يامعشوق نفسي وإننـى = بحبك مفتونا دواما على المـدى فإن كان فيك الوصف يبلغ حده = لزودت نفسي التعب حتى أحـددا
إلهـي لا تعذبـنـي فـإنـي مقر بالـذي قـد كـان منـي وما لـي حيلـة إلا رجائـي وعفوك إن عفوت وحسن ظني فكم من زلة لي فـي البرايـا وأنت علي ذو فضـل ومـن إذا فكرت في ندمـي عليهـا عضضت أناملي وقرعت سني أجن بزهـرة الدنيـا جنونـا وأفني العمـر فيهـا بالتمنـي يظن الناس بي خيـرا وإنـي لشر الناس إن لم تعف عنـي