موضوع: أقتلوني يا ثِقاتي الإثنين مارس 16, 2009 8:28 am
أقتلوني يا ثِقاتي
إلاهي أليس مريدك الذي اسطفيت قد قال يوما:
] سـر السرائـر مطـوي بإثبـات**في جانب الأفق من نور بطيات فكيـف والكيف معروف بظاهـره**فالغيـب باطنـه للـذات بالذات تاه الخلائـق في عميـاء مظلمـة ** قصداً ولم يعرفوا غير الإشارات بالظن والوهـم نحو الحق مطلبهم** محـل حالاتهـم في كل ساعات والربّ بينهـم فـي كـلّ منقلـب** محل حالاتهـم فـي كل ساعات وما خلو منه طرف العين لو علموا**ومـا خلا منهـم في كلّ أوقات
يا إلهي، ماذا نقول ونحن نتجاوز من خلال مسيرة مريدك ذاتنا. ونتابع معه التأمل في دروبك اللامتناهية... وإرادتك قد شاءت بالنسبة لمريدك، أن يقبع فترة مستمعاً وصامت....
سكوت ثـم صمت ثم خرس** وعلم ثـم وجـد ثـم رمـس وطين ثـم نـار ثـم نـور** وبرد ثـم ظـلّ ثـم شمـس وحزن ثـم سهـل ثم قفـر** ونهـر ثـم بحـر ثـم يبس وسكر ثم صحـو ثم شوق** وقرب ثـم وفـر ثـم أنـس وقبض ثـم بسط ثم محـو** وفرق ثـم جمـع ثـم طمس وأخذ ثـم رد ثـم جـذب** ووصف ثـم كشف ثـم لبـس عبارات لأقـوام تسـاوت** لديهـم هـذه الدنـيا وفلـس وأصوات وراء الباب لكن**عبارات الورى في القرب همس وأخر ما يؤول إليه عبـد**إذا بلـغ المـدى حظ ونفـس لأن الخلق خدام الأمـاني**وحق الحق في التحقيـق قدس
كان في جوار الرسول يتأمل في نفسه، باحثاً من خلالها عن طريقه. وهو الذي قال يوماً معبراً عما يختلجها من حقيقة. أن " افهام الخلائق لا يتعلق بالحقيقة. والحقيقة لا تليق بالخليقة. الخواطر علائق، وعلائق الخلائق لا تصل إلى الحقائق. الإدراك إلى علم الحقيقة صعب، فكيف إلى حقيقة الحقيقة، وحق الحق وراء الحقيقة، و الحقيقة دون الحق".
صيرني الحق ها حقيقة** بالعهد والعقد والوثيقـة شاهد سري بلا ضميري **هذاك سري وذا الطريقة
هذاك سري .....لقد باح مريدك بالحقيقة المكنونة فما صدقه أحد ولا اعترف له أهل الحق بالحقيقة رغم إدراكهم بأنها فعلا حقيقة .فهؤلاء، كانوا في حينه يتوقون كثيراً من إطلاع الناس على أسرارهم خشية وقوعها تحت طائلة فقهاء الشريعة من ناحية، وطائلة الدولة من ناحية أخرى. فكانت خصومة مريدك مع رفاقه القدامى، وكما عبر ييلاغة ومرارة قائلاً أن...
من سارروه فأبدى كلما ستـروا** فلـم يراع اتصالاً كان غشاشا إذا النفوس أذاعت سر ما علمت** فكل ما حملت من عقلها حاشا من لم يصن سر مولاه وسيـده **لم يأمنوه على الأسرار ما عاشا وعاقبوه على ما كـان من زلل ** وأبدلوه من الإينـاس إيحاشـا وجانبـوه فلـم يصلـح لقربهم** لما رأوه على الأسرار نباشـا من أطلعوه على سـر فنـم بـه** فذاك مثلي بين الناس قد طاشا هم أهل سر وللأسرار قد خلقوا** لا يصبرون على ما كان فحاشا لا يقبلون مذيعاً فـي مجالسهـم** ولا يحبون ستراً كان وشواشا لا يصطفون مضيفاً بغض سرهم** حاشا جلالهم من ذلكم حاشـا فكن لهم وبهم فـي كـل نائبـة** إليكم ما بقي ذا الدهر هشاش
لما تمزّق قلبه الطاهر من جفاء رفاقه القدامى، كان انتقاله مع أسرته إلى تستر مسقط رأسه، حيث بقي معتكفاً ما يقارب السنتين، دارساً ومتأملاً قبل أن يباشر دعواه.... وبعد رحلة طويلة من مسقط رأسه الى بغداد ثم إلى مكة التي دخلها حاجا للمرة الثالثة والأخيرة. والمعروف في جوهر الحجّ هو الوقوف في عرفة ثم التضحية منها... وهناك... وقف صاحبنا – حيث يذكر المرء أسماء جميع من يحبهم حتى يغفر لهم – وصاح صيحة الجميع (لبيك!) وساءل الله ان يزيده فقرا بأن يكون منبوذا بين الخلائق....
يا لائمي في هواه كم تلم فلـو** عرفت منه الـذي عانيـت لـم تلـم للناس حجّ ولي حجّ إلى سكني** تهدى الأضاحي وأهدي مهجتي ودمي تطوف بالبيت قوم لا بجارحـة** بـالله طافوا فأغناهـم عـن الحـرم