ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا
فى الحقيقة رأيت من بعض أخوانى شكوى دائمة ومستمرة بأنهم يدعون الله وأن دعاءهم لا يستجاب له فأردت أولا أن أطمئن أخوانى هؤلاء بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذى يقول فيه : " ما من مسلم يدعو بدعو ليس فيها أثم ولا قطيعة رحم إلا كان له بها إحدى ثلاث: أما أن يعجل له فى الدنيا , وإما أن يدفع عنه من السوء بمثلها , وإما أن يدخرها له فى الآخرة "
والحقيقة إن هذه الإستجابة متوقفة على موقف الداعى وحاله مع الله وقربه وإخلاصه فى هذا الدعاء وعلى مطعمه ومشربه فكيف يستجاب لرجل غذى من الحرام وشرب من الحرام ولبس من الحرام وكل حياته من الحرام كيف يستجاب لمثل وقد أكل الربا وسرق ونهش فى أعراض المسلمين ولم يترك غادية ولا رائحة إلا ونظر إليها كيف يستجاب لنا وقد ملأ الظلم بيوتا مرة من أغتصاب أرض الغير ومرة من أكل ميراث البنات ومرة من ظلم الرجل لزوجته وأولاده عندما يراهم مصرين على معصية الله ولم يوجههم ولو مرة فى حياته يسألهم كم كسبتم ولم يسألهم مرة هل صليتم هل زكيتم هل ابتعدتم عما يغضب الله إن الأمر ليس بالهين وإنى أرى أن ما قاله إبراهيم بن أدهم ينطبق علينا وعلى أحوالنا ها هو يلتقى به بعض المحبين فى سوق البصرة ويقولون له يا أبا إسحاق ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟ ؟ ؟- انتبه عزيزى القارئ لماذا لا يستجاب لنا ؟ يقول إبراهيم بن أدهم : (( لن قلوبكم ماتت بعشرة أشياء : -
1 - عرفتم الله فلم تؤدوا حقه .
2 - قرأتم القرآن ولم تعملوا به .
3 - زعمتم أنكم تحبون رسول الله وتركتم سنته .
4 -قلتم : أن الشيطان عدوكم ولم تخالفوه.
5 - أكلتم نعم الله ولم تؤدوا شكرها
6- قلتم : ان الجنة حق ولم تعملوا لها
7 - قلتم : أن النار حق ولم تهربوا منها .
8 - قلتم : أن الموت حق ولم تستعدوا له .
9 -دفنتم موتاكم ولم تتعظوا بهم .
10 - تركتم عيوبكم وانشغلتم بعيوب غيركم )) .
انظر أخى المسلم هل تحققت فيك واحدة من هذه الأشياء ؟ وكن صريحا مع نفسك ولو لمرة واحدة فى حياتك وأنا واثق أنك ستجد كل هذه الأمور قد تحققت فيك ! !
عندها أدعوك للمبادرة للتوبة قبل أن يفوتك القطار - قطار العمر - وتندم ساعتها وساعتها لا يفيد الندم . .