موضوع: علامات للمؤمنين في مقابل الفاسقين . الأحد مارس 15, 2009 10:41 am
علامات للمؤمنين في مقابل الفاسقين .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين صفات المؤمنين . قال تعالى : (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزّسيدنا محمد صلى الله علية وسلماةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 71 / التوبة .
عرضت هذه الآية صفات المؤمنين .
صفات المنافقين نعم هذه الآية تتحدث عن صفات المؤمنين الحقيقية وهذه الصفات في مقابل صفات المنافقين التي تحدث عنها القرآن الكريم في آية سابقة بقوله تعالى : {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُون }َ67 التوبة . صفات المنافقين خمس : الأمر بالمنكر . , النهي عن المعروف , البخل وعدم الإنفاق , نسيان الله سبحانه , ومخالفة أوامر الله . المؤمنون أولياء وأما صفات المؤمنين الحقيقية فخلاصتها أيضاً خمس عكس صفات المنافقين ، والآية تشرع في ذكر تلك الصفات وفي البداية تبدأ بقوله تعالى :{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ } إن ما يلفت النظر كلمة ( أولياء} المذكورة في الآية التي تتحدث عن المؤمنين وأنهم أصدقاء وأحباء وأولياء وخلوها في الآية التي تتحدث عن صفات المنافقين وإنما تقول : {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بعض} . التي ترشدنا إلى وحدة الأهداف والصفات والأعمال ، وتدلنا على ذلك ، تشير ضمناً إلى أن هؤلاء المنافقين ، وإن كانوا في صف واحد ظاهراً ، ويشتركون في البرامج والصفات ، إلا أنهم لا توجد بينهم روح المودة والولاية لبعضهم البعض ، بل إنهم إذا شعروا في أي وقت بأن منافعهم ومصالحهم الشخصية قد تعرضت فلا مانع لديهم من خيانة حتى أصدقائهم ، فضلاً عن الغرباء ، وإلى هذه الحالة تشير الآية 14 / سورة الحشر : {.... تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى...} . الكافرون أولياء وكما أن المؤمنين أولياء بعضهم من بعض كذلك الكافرون قال تعالى : {وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ ....} 73 - الأنفال . اليهود والنصارى أولياء قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} 51 / المائدة . الظالمون أولياء قال تعالى : {... وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ } 19 - الجاثية . فيبدو أن المنافقين هم أسوء حلا من بقية الأقوام كما يبدو أن خطرهم أعظم من غيرهم ولهذا كان عذابهم شديدا قال تعالى :{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} 145 / النساء . صفات المؤمنين الحقيقية بعد بيان القاعدة في ربط المؤمنين بعضهم مع بعض وهي قاعدة الولاء فيما بينهم تحدثت عن صفاتهم وهي : يدعون الناس إلى الخير والأعمال الصالحة { يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ } . إنهم ينهون الناس عن الشر والرذائل والمنكرات { وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ } . إنهم على عكس المنافقين الذين نسوا الله فنسيهم ولم يشملهم بعنايته ، وأما المؤمنون فهم يذكرون الله وتطمئن قلوبهم بذكر الله ويقيمون الصلاة فهي ذكر الله { وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ } . وهم على عكس المنافقين الذين يبخلون فإنهم يبذلون في سبيل الله سبحانه ، الواجب والمستحب ويقومون برعاية المجتمع وإصلاح شؤونه { وَيُؤْتُونَ الزّسيدنا محمد صلى الله علية وسلماةَ } . والمنافقون متمردون على طاعة الله وفساق ، ولكن المؤمنين ، يطيعون الله ورسوله ويمتثلون أوامرهما { وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ } . والخاتمة : هي الرحمة للمؤمنين الذين اتصفوا بهذه الصفات { أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} . هذه الصفات الخمسة التي ذكرها القرآن للمؤمنين والمؤمنات ويوجد هناك صفات أخرى تحدثت عنها الروايات عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار عليهم السلام . علامات المؤمنين وكما يوجد صفات للمؤمنين كذلك يوجد علامات تميزهم عن غيرهم ، وقد ذكرتها الروايات وهي كثيرة جداً نشير إلى بعضها : العلم بالله ولو بشكل إجمالي حتى يتمكن أن يفرق بين التوحيد والشرك .العلم بمن يحبه الله : حتى يحب من يحب الله ويبغض من يبغضه الله وهذا باب واسع في الشريعة الإسلامية قال تعالى: {... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ} 23 / الشورى . العلم بمن يبغضه الله : حتى يبغضه ولا يواليه ويبتعد عنه. وهاتان العلامتان يطلق عليهما بالتولي والتبري . فعَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : ( ثَلَاثٌ مِنْ عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِ عِلْمُهُ بِاللَّهِ وَ مَنْ يُحِبُّ وَ مَنْ يُبْغِضُ ) . وعَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : ( ثَلَاثَةٌ مِنْ عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِ الْعِلْمُ بِاللَّهِ وَ مَنْ يُحِبُّ وَ مَنْ يَكْرَهُ ) . فإذا كان الإنسان لا علم له بالله فكيف يعبده وكيف يتجنب الشرك وهو ظلم عظيم قال تعالى : {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} 13 / لقمان . وعَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( كُلُّ مَنْ لَمْ يُحِبَّ عَلَى الدِّينِ وَ لَمْ يُبْغِضْ عَلَى الدِّينِ فَلَا دِينَ لَهُ ) . ما أحوجنا إلى مثل هذه القاعدة في الأوقات الحرجة التي تلم شعثنا وتوحد صفوفنا وتجعلنا صفاً واحداً ويداً على من سوانا . 1-الحلم : فإن الغضب لغير الله يتنافى مع الإيمان ، وأما الغضب لله فهو أمر مطلوب . 2-والصمت : قال علي عليه السلام : ( من علامات المؤمن الحلم و العلم و الصمت ؛ وإن الصمت باب من أبواب الحكمة إن الصمت ينشب المحبة و إنه دليل على كل خير ) 3-حسن التقدير في المعيشة : وهي حالة الوسطية بين الإسراف والتقتير قال تعالى : {وَلاَ تَجْعَلْ يَدسيدنا محمد صلى الله علية وسلم مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا} 29 / الإسراء . 4-الصبر على النوائب . 5-التفقه في الدين : فإن الجاهل لا يمكن أن يأتي بعمله صحيحاً فكيف يكون مؤمناً . فعَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : ( مِنْ عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِ ثَلَاثٌ حُسْنُ التَّقْدِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ وَ الصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ وَ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ وَ قَالَ مَا خيْرٌ فِي رَجُلٍ لَا يَقْتَصِدُ فِي مَعِيشَتِهِ مَا يَصْلُحُ لَا لِدُنْيَاهُ وَ لَا لآِخِرَتِهِ . هذه العلامات للمؤمنين في مقابل الفاسقين بشكل عام .
التوقيع يا آل بيت رسـول الله حبكـم*فرض من الله في القرآن أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكـم*من لم يصــل عليــكم لا صلاة له