الحياء عنوان الإسلام ، ودليل الإيمان وشعبة من شعبه
كاتب الموضوع
رسالة
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: الحياء عنوان الإسلام ، ودليل الإيمان وشعبة من شعبه الأحد مارس 15, 2009 10:26 am
الحياء عنوان الإسلام ، ودليل الإيمان وشعبة من شعبه
الحمد لله الذي زين أولياءه بالتقى ورزقهم أفضل المكارم والمحاسن وأدب نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان أشد الناس حياءً وتواضعًا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين . أما بعد: إن الإسلام دين خلقي رفيع ، يدعو إلى مكارم الأخلاق ، ويبعث في النفس مشاعر الفضيلة والحياء . وقد بين رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغاية من بعثته فقال : « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق »0 إن الإسلام جاء محاربًا لكل الرذائل والمنكرات ، محرمًا لسائر الفواحش ما ظهر منها وما بطن . وغاية الإسلام أن يقيم مجتمعًا فاضلًا ، تنعدم فيه مظاهر الإثم والجريمة وأسباب الفحش والمنكر ، بحيث يكون هذا المجتمع نظيفًا من كل ما يدعو إلى الوقاحة والدناءة والفجور . ولقد كافح الإسلام طويلاً ، في سبيل إقامة هذا المجتمع الطاهر ، وجعل الحياء أساسه وعماده . فخُلق الحياء ، هو رأس الفضائل الخلقية ، وعماد الشعب الإيمانية ، وبه يتم الدين ، وتصلح الحياة ، وتسود الفضيلة ، وتنعدم أسباب الرذيلة . والحياء عنوان الإسلام ، ودليل الإيمان ، ورائد الإنسان إلى الخير والهدى ، قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « الحياء لا يأتي إلا بخير » 0 وقال عليه الصلاة والسلام : « الحياء شعبة من الإيمان ولا إيمان لمن لا حياء له » . فإذا تخلق الإنسان بخلق الحياء ، كان ذلك دليلاً على حسن أدبه وسلوكه وصلاح ظاهره ، ونقاء سريرته ، وكمال إيمانه . وحينما يفقد الإنسان خلق الحياء ، يكون قد حُرِم خيرًا كثيرًا ، وخسر خسرانًا مبينًا . والحياء انقباض النفس عن القبيح ، وهو من خصائص الإنسان ليرتدع عن ارتكاب كل ما يشتهي ، فلا يكون كبهيمة الحيوان . فالحياء أداة مانعة من ارتكاب المعاصي ، حائلة بين المرء وبين فعل ما لا يليق من القبيح ، وإن كان صغيرًا ، فهو أصل لكل فضيلة وخير ، وعصمة من كل رذيلة وشر . لهذا قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إن لكل دين خلقًا ، وخلق الإسلام الحياء » . وروي عن قرة بن إياس رضي الله عنه قال : « كنا عند رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذكر عنده الحياء فقالوا : يا رسول الله الحياء من الدين ؟ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بل هو الدين كله » ، وذلك لأنه يؤدي إلى الأخلاق الكاملة ، والأعمال الفاضلة .
الحياء عنوان الإسلام ، ودليل الإيمان وشعبة من شعبه