خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم
روى طلحة بن عبيد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على منبره يقول: " ألا أيها الناس، توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا، وبادروا الأعمال الصالحة قبل أن تشغلوا، وصلوا الذي بينكم وبين ربكم - بكثرة ذكركم له، وكثرة الصدقة في السر والعلانية ترزقوا وتؤجروا وتنصروا
واعلموا أن الله عز وجل قد افترض عليكم الجمعة في مقامي هذا، في عامي هذا، في شهري هذا، إلى يوم القيامة: حياتي ومن بعد موتى، فمن تركها وله إمام - فلا جمع الله له شملة، ولا بارك له في أمره ، ألا ولا حج له، ألا ولا صوم له، ألا ولا صدقة له، ألا ولا بر له. ألا ولا يؤم أعرابي مهاجرا، ألا ولا يؤم فاجر مؤمنا، إلا أن يقهره سلطان يخاف سيفه ولا سوطه ".
خطبة له صلى الله عليه وسلم
" أيها الناس (1) ، إن لكم معالم، فانتهوا إلى معالمكم، وإن لكم نهاية، فانتهوا إلى نهايتكم. إن المؤمن بين مخافتين: بين أجل قد مضى، لا يدرى ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقى، لا يدرى ما الله تعالى قاض عليه فيه. فليأخذ العبد لنفسه من نفسه، ومن دنياه لأخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الموت, والذى نفس محمد بيده: ما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدنيا دار، إلا الجنة أو النار
خطبة له صلى الله عليه وسلم
" إن الحمد لله، أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيآت أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك(2) له. / إن أحسن الحديث كتاب الله، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الاسلام بعد الكفر، واختاره على ماسواه من أحاديث الناس، إنه أحسن(3) الحديث وأبلغه. أحبوا من أحب الله، وأحبوا الله من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا تقسو عليه قلوبكم، اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا. اتقوا الله حق تقاته، وصدقوا صالح ما تعملون بأفواهكم، وتحابوا بروح الله بينكم، والسلام عليكم ورحمة الله ".
-------
1- في البيان والتبيين 1 / 302 " خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر كلمات: حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس... " وهى في عيون الأخبار 2 / 231(2) من أول الخطبة إلى هنا هو صدر خطبته صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كما في العقد الفريد 4/75 والبيان والتبيين 2/ 31
(3) س: " إنه أصدق "