عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
موضوع: الأولياء والكرمات هام جدا الإثنين مارس 09, 2009 11:46 am
الأولياء والكرمات
الأولياء والكرمات
بقلم الأستاذ مصطفى الدليمي القانون والسياسة العراق تلعفــــر
أ- معنى الكرامة. ب- معنى الولي. ج- ثبوت الكرامة في القرآن الكريم. د- ثبوت الكرامة في الأحاديث الشريفة. هـ- ثبوت الكرامة لبعض الصحابة رضي الله عنهم. أ- معنى الكرامة: الكرامة: هي أمر خارق للعادة يظهره الله على يد بعض الصالحين من أتباع الرسل عليهم السلام الملتزمين لأحكام الشريعة الربانية من غير شذوذ ولا مخالفة، فضلاً من الله وإكراماً لهم، وهي غير مقرونة بدعوى النبوة، وهي في حقيقتها تأييـد وتأكيد لرسالة الرسولe باعتبار أن اللهI أظهرها على يد الصالحين أمته، وتابع من أتباعه. ب- معنى الولي: الولي: هو الرجل المؤمن التقي المواظب على الطاعات المتقيد بأوامر اللهI ونواهيه. العارف بالله على حسب الإمكان المعرض عن الأمهات في الشهوة. قال الله تعالى في حق الأولياء: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: 62-63-64]. ج- ثبوت الكرامة في القرآن الكريم: أولاً: ثبوت الكرامة لأهل الكهف: ما ثبت من كرامة لأهل الكهف، وهم فتية آمنوا بالله وفروا بدينهم من ظلم ملك كافر كان في زمانهم فأووا إلى كهف في جبل فأنامهم الله ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ثم أيقظهم من نومهم الطويل وقد ذكر قصتهم في سورة الكهف واسم السورة تشير إليهم. قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ(1) كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا(2) * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ(1) فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ(2) لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا(3)} [الكهف: 9 - 12]. (1) لوح حجري رقمت عليه أسماؤهم وقصتهم ووضع على باب كهفهم. (2) عن العلامات العجيبة المخالفة لعادات الناس. وقال تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا} [الكهف: 25]. ثانياً: ثبوت الكرامة لمريم عليها السلام: الكرامة الأولى: أن نبي الله زكريا عليه السلام يدخل عليها في محرابها فيجد عندها رزقاً دون أن يأتي به إنسان ودون سبب مادي. قال الله تعالى{وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زسيدنا محمد صلى الله علية وسلمرِيَّا الْمِحْرَابَ(4) وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}آل عمران37 الكرامة الثانية: وهي حملها بعيسى عليه السلام دون أن يمسها بشر حيث جاءها روح القدس جبريل عليه السلام بأمر من الله بصورة رجل عادي، وأخبرها بأن الله أرسله ليهب لها غلاماً زكياً طاهراً يكون له شأن عجيب ويعطيه الله النبوة والحكمة، فاطمأنت على نفسها بعد اضطرابها منه، ثم نفخ في جيب(5) قميصها(6) نفخة وصلت إلى رحمها، فحملت بتلك النفخة(7) بالمسيح عليه السلام، وكانت هذه القصة من العلامات الخارقة التي لم يسبق لها مثيل. قال الله تعالى{وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذْ انتَبَذَتْ( مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا(9) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا(10) فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا(11) فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(12) * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَانِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُنْ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً(13) لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا(14) } [مريم 16 21] (1) أنمناهم إنامة ثقيلة. (2) أيقظناهم من نومهم. (3) أي الفريقين المختلفين في مدة لبثهم في ضبط أمد بقائهم في الكهف وهم مضروب على آذانهم بالنوم. (4) غرفة عبادتها في بيت المقدس. (5) فتحة الثوب حيث يدخل الرأس. (6) ثوبها. (7) تنبيه : قد افترى بعض الناس على جبريل ومريم عليها السلام افتراءً عظيماً حيث ادعوا أنهما مارسا الممارسة الجنسية كما يفعل الرجل والمرأة، وهذا الكلام لا يصدر إلا من إيحاءات إسرائيلية يهودية حاقدة على المسيح ابن مريم وأمه الصديقة، وكيف ذلك وقد قال الله تعالى في صريح كتابه (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) (التحريم12) فالتصريح بالنفخ من الروح جلي وواضح، وفي كلامهم وادعائهم معارضة لكتاب الله الكريم. ( انفردت واعتزلت. (9) شرقي المسجد الأقصى. (10) ستراً. (11) جبريل. (12) إنساناً مستوي الخلق تامَّه. (13) علامة. (14) قدراً من الله سبحانه وتعالى. وقال تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وسيدنا محمد صلى الله علية وسلمانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ} [التحريم: 12]. الكرامة الثالثة: لما حملت به عليها السلام ابتعدت عن منازل أهلها، فلما جاءها مخاض الولادة جلست إلى جذع نخلة غير مثمرة، فهزتها فتساقط من الشجرة رطباً طرياً صالحاً للاجتناء والأكل. ولذلك أشار القرآن الكريم إلى ذلك: {فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ(2) مسيدنا محمد صلى الله علية وسلمانًا قَصِيًّا(3) * فَأَجَاءَهَا(4) الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا(5) * فَنَادَاهَا(6) مِنْ تَحْتِهَا أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا(7) * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا(} [مريم: 22 - 25]. الكرامة الرابعة: لما وضعت ابنها عيسى ابن مريم وأتت به إلى قومها وأخبرتهم أنه ابنها، كان الأمر صعباً عليهم تصديق هذه الخارقة فاتهموها اتهامات وجرحوها بكلماتهم وهي صامتة لا تتكلم وألحوا في استجوابها عن سبب حملها الذي لم يتصور كثير منهم فيه إلا الفاحشة، وهي منها براء، فلما ضاق حالها وانحصر المجال، واحتارت في أمرها، عظم توكلها على الله ذي الجلال والإكرام، ولم يبق إلا الإخلاص والاتكال فأشارت إلى طفلها عيسى ابن مريم حتى يخاطبوه ويكلموه، فعندها استغربوا الأمر، وقالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً، وهو لا يميز بالأمور فظنوا أنها تستهزيء بهم وتتهكمهم عندها تكلم ونطق وقال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً. قال الله تعالى: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا(9)* يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا(10) * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزّسيدنا محمد صلى الله علية وسلماةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي . (1) وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا2) * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا} [مريم: 27 -33]. (2) انفردت به. (3) بعيداً من أهلها. (4) فألجأها. (5) شيئاً متروكاً لا يخطر بالبال. (6) جبريل. (7) نهراً. ( صالحاً للاجتناء والأكل. (9) عظيماً منكراً. (10) تفعل الفاحشة وهي الزنا. ثالثاً: ثبوت كرامة صاحب سليمان عليه السلام: قصَّ لنا القرآن الكريم قصة إحضار عرش بلقيس(3) من مسافات بعيدة في أقلّ من طرفة عين إلى سليمان عليه السلام وهو في بيت المقدس، والذي أحضره واحد من المؤمنين(3) عنده علم من الكتاب، قال الله تعالى: {قَالَ يَا أَيُّهَا المَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شسيدنا محمد صلى الله علية وسلمرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 38-40]. [right]