؟وماذا عن اللغة الخاصة والمصطلحات المتداولة في التصوف والطريقة
كاتب الموضوع
رسالة
تاريخ التسجيل : 01/01/1970
موضوع: ؟وماذا عن اللغة الخاصة والمصطلحات المتداولة في التصوف والطريقة الإثنين مارس 09, 2009 3:27 am
؟وماذا عن اللغة الخاصة والمصطلحات المتداولة في التصوف والطريقة
يقول العارف بالله سيدي جابر الجازولي رضي الله عنه مؤسس الطريقة الجازولية " لكل جماعة من الناس لغة خاصة يتعارفون بها بينهم وتدل علي هويتهم " ان علماء السلوك وهم الصوفية قدموا لنا فقها في السلوك له مصطلحا ته ولغته الخاصة وأصوله وكما أستنبط الفقهاء الأحكام من الكتاب والسنة في الصلاة والصيام والحج والزكاة وكذلك علماء التصوف استنبطوا أحكام التزكية ووسائل معالجة تربية النفس من الكتاب والسنة
و لو بحثت عن مرجعية وأصل المصطلحات الفقهية مصطلحات العقيدة ومصطلحات علم الحديث والنحو من الكتاب والسنة قد لا تجدها بحرفيتها ولكن تجد معناها كما أن الحديث لا يقبل ما لم يكن موثقا بسند إلى رسول الله ليكون مقبولا وملزما ..كذلك الطريقة الصوفية هي موثقة بسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مأخوذة مشافهة جيلا من بعد جيل إلى رسول الله ..فلكي تكون مرتبطا بهذه السلسلة كان لابد من أخذ الطريقة من شخص مجاز بها
وهذا الإِمام الشعراني رحمه الله تعالى يتحدث عن إِكرام الله تعالى للصوفية الذين ساروا على نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أمثال معاذ :رضي الله عنه فيقول
(اعلم يا أخي أن علم التصوف عبارة عن علم انقدح في قلوب الأولياء حين استنارت بالعمل بالكتاب والسنة، فكل من عمل بهما انقدح له من ذلك علوم وآداب وأسرار وحقائق، تعجز الألسنة عنها، نظير ما انقدح لعلماء الشريعة من أحكام، حين عملوا بما علموه من أحكامها) ["التصوف الإِسلامي والإِمام الشعراني لطه عبد الباقي سرور ص70].
إِن هذه أمور يكرم الله تعالى بها عباده المخلصين، وأحبابه الصادقين، ولا حجر على القدرة الإِلهية.
إِنما هي أذواق ومفاهيم، وكشوفات وفتوحات، منحهم الله إِياها، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "العلم علمان: علم في القلب، وفي رواية: علم ثابت في القلب، فذلك العلم النافع. وعلم على اللسان، فذلك حجة الله على خلقه" [رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في تاريخه بإِسناد حسن، ورواه ابن عبد البر النمري في كتاب العلم عن الحسن مرسلاً بإِسناد صحيح كما في الترغيب والترهيب ج1. ص67
ويدل على ذلك حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، فقد أخرج أبو نعيم في الحلية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن معاذ بن جبل دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "كيف أصبحتَ يا معاذ ؟".قال: أصبحتُ مؤمناً بالله تعالى. قال: "إِن لكل قول مصداقاً، ولكل حق حقيقة، فما مصداق ما تقول ؟". قال: يا نبي الله! ما أصبحت صباحاً قط إِلا ظننت أني لا أمسي، وما أمسيت مساء قط إِلا ظننت أني لا أصبح، ولا خطوت خطوة إِلا ظننت أني لا أتبعها أخرى، وكأني أنظر إِلى كل أمة جاثية تدعى إِلى كتابها، معها نبيها وأوثانها التي كانت تعبد من دون الله وكأني أنظر إِلى عقوبة أهل النار، وثواب أهل الجنة. قال: "عرفت فالزم" [أخرجه أبو نعيم في الحلية ج1. ص242].
فلم يصل الصالحون إِلى هذه الكشوفات والمعارف إِلا بتمسكهم بالكتاب والسنة، واقتفائهم أثر الرسول الأعظم وأصحابه الكرام، ومجاهدتهم لأنفسهم، من صيام وقيام، وزهدهم في هذه الدنيا الفانية، كما أكرم الله معاذاً رضي الله عنه بهذا الكشف الذي أقره عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: "عرفتَ فالزم".
؟وماذا عن اللغة الخاصة والمصطلحات المتداولة في التصوف والطريقة