عادل محمد زايد
عدد المساهمات : 4107 تاريخ التسجيل : 30/01/2009 العمر : 38 الموقع : المشرف علي المنتدي
| موضوع: كيف يتم تخلية الأعمال وتحليتها؟ الأحد مارس 08, 2009 4:31 pm | |
| كيف يتم تخلية الأعمال وتحليتها؟ جواب: الجواب مجملاً: إنما يتم ذلك بصحبة شيخ صوفيٍّ متصل السند بسيدنا رسول الله محمد r، ومتابعته على إرشاده جملةً وتفصيلاً. قال الإمام أبو عبد الرحمن السّلمي :" ( التصوف ) حقيقة كان حيث لم يكن لسانٌ ولا كلامٌ، وإنما هو بركات تعود على أربابها من جهة الأولياء والمشايخ وتأثير آداب وأخلاق "اهـ[تسعة: 150]. وقال الإمام أبو علي محمد الثقفي (328 هـ):" لو أن رجلاً جمع العلوم كلها، وصحب طوائف الناس، لا يبلغ مبلغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ أو إمام أو مؤدّب ناصح، ومَن لم يأخذ أدبه من آمرٍ له وناهٍ، يريه عيوب أعماله ورعونات نفسه، لا يجوز الاقتداء به في تصحيح المعاملات "اهـ. وقال الإمام أبو عثمان الحِيريُّ (298 هـ):" مَن صَحِب نَفْسَهُ صَحِبَه العُجبُ، ومَنْ صَحِبَ أولياءَ الله وُفِّقَ للوصول إلى الطريق إلى الله "اهـ. وقال أبو عبد الله السَّجْزِي :" أنفع شيء للمُريدين: صُحْبَةُ الصالحين والاقتداءُ بهم في أفعالهم وأخلاقهم وشمائلهم، وزيارةُ قبور الأولياء، والقيامُ بخدمة الأصحاب والرُّفقاء "اهـ. قال أبو بكر الترمذي :" مَنْ لم تُرضِه أوامر المشايخ وتأديبهم فإنه لا يتأدب بكتاب ولا سُنة "اهـ. وشرط ذلك: ما بيّنه الإمام أبو علي الثقفي بقوله:" مَنْ صَحِبَ الأكابرَ على غير طريق الحُرمةِ: حُرِمَ فوائدهم وبركات نظرهم، ولا يظهر عليه من أنوارهم شيء "اهـ. وفي تفصيل ذلك يقول الإمام الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (430 هـ):" مباني المتصوفة المتحققة في حقائقهم على أركان أربعة: 1/ معرفة الله تعالى، ومعرفة أسمائه وصفاته وأفعاله. 2/ ومعرفة النفوس وشرورها ودواعيها. 3/ ومعرفة وساوس العدو ومكائده ومضاله. 4/ ومعرفة الدنيا وغرورها وتفنينها وتلوينها، وكيف الاحتراز منها والتجافي عنها. ثم ألزمو أنفسهم _ بعد توطئة هذه الأبنيـة _: دوام المجاهدة وشدة المكابدة، وحفظ الأوقات، واعتنام الطاعات، ومفارقة الراحات، والتلذذ بما أيدوا به من المُطالعات وصيانة ما خُصُّوا به من الكرامات. لا عن المُعاملات انقطعوا، ولا إلى التأويلات ركنوا؛ رغبـوا عن العلائق، ورفضـوا العوائق، وجعلـوا الهموم همـاً واحداً، ومزايلة الأعراض طارفـاً وتالداً. اقتدوا بالمهاجرين والأنصار، وفارقوا العُروض والعِقار، وآثروا البذل والإيثار .. فهم الأتقياء الأخفياء، والغُرَباء النجباء، صحَّت عقيدتُهم فسلمت سريرتهم "اهـ[الحلية:24]. ويقول الإمام محمد الكلاباذي (380هـ):" علوم الصوفية علوم أحوال. والأحوال: مواريث الأعمال، ولا يرث الأحوال إلا مَن صحَّح الأعمال. وأول تصحيح الأعمال: معرفة علومها، وهي: علم الأحكام الشرعية من أصول الفقه وفروعه: من الصلاة، والصوم، وسائر الفرائض، إلى المعاملات: من النكاح، والطلاق، والمبايعات، وسائر ما أوجب الله تعالى ونَدَب إليه، وما لا غناء به عنه من أمور المعاش. وهذه: ( علوم التَّعلم والاكتساب ). فأول ما يلزم العبد: الاجتهاد في طلب هذا العلم وإحكامِه، على قَدر ما أمكنه ووسِعه طبعه، وقوي عليه فهمه، بعد إحكام علم التوحيد والمعرفة، على طريق الكتاب والسّنة وإجماع السلف الصالح عليه، القَدْر الذي يتيقن بصحّة ما عليه أهل السّنة والجماعة. فإن وُفّق لما فوقه من نفي الشبه التي تعترضه: من خاطر أو ناظر فذاك، وإن أعرض عن خواطر السوء اعتصاماً بالجملة التي عرفها وتجافى عن المُنَاظر الذي يحاجَّه فيه ويُجادله عليه، وباعده: فهو في سِعة إن شاء اللهُ U، واشتغل باستعماله علمه وعمل بما علم. فأول ما يلزمه: علم آفات النَّفْسِ، ومعرفتها، ورياضتها، وتهذيب أخلاقها، ومكائد العدو، وفتنة الدنيا، وسبيل الاحتراز منها. وهذا العلم: ( علم الحكمة ). فإذا استقامت النفس على الواجب، وصلحت طباعُها، وتأدبت بآداب الله U .. يمكن العبد مراقبة الخواطر، وتطهير السرائر. وهذا هو: ( علم المَعرفة ). ثم وراء هـذا: علوم الخواطر، وعلوم المشـاهدات والمُكاشفات وهي التي تختص بـ( علم الإشارة ): وهو العلم الذي تفرَّدت به الصوفية، بعد جمعها سائر العلوم التي وصفناها .. ثم لكل مقام بدء ونهاية، وبينهما أحوال متفاوتة، ولكل مقام علم، وإلى كل حال إشارة، ومع كل مقام إثبات ونفي، وليس كل نفي في مقام كان منفياً فيما قبله، ولا كل ما أثبت فيه كان مثبتاً فيما دونه "اهـ[التعرف:86–88]. وقال الإمام الجنيد :" ( التصوف ): تصفية القلب عن موافقة البريّة، ومفارقة الأخلاق الطبيعيّة، وإخماد الصفات البشرية، ومجانبة الدواعي النفسانية، ومنازلة الصّفات الروحانيّـة، والتعلق بالعلوم الحقيقية، واستعمال ما هو أولى على الأبديّة، والنّصح لجميع الأمة والوفاء لله على الحقيقة، واتباع الرسول r في الشريعة "اهـ. وقال عمرو المكي (291 هـ):" التصوف: أن يكون العبد في كل وقت بما هو أولى به في الوقت "اهـ. وقال أبو الخير الأقطع (340 هـ):" ما بلغ أحد حالة شريفة إلا بملازمة الموافقة، ومعانقة الأدب، وأداء الفرائض، وصُحبة الصالحين "اهـ. ويتلخص ذلك جميعاً بقولنا: الانضباط الظاهري والباطني بتمام الحكم الشرعي؛ قال الإمام الجنيد :" ما أخذنا التصوفَ مِنَ القِيل والقـال، ولكن: عن الجـوع، وترك الدنيا، وقطع المألوفات والمُستحسنات، وكثـرة ذكر الله U، وأداء فروضه وواجباته وسُننه والاتِّباع لجميع ما أمر به، والانتهاء عن جميع ما نهى عنه"اهـ. وقال الشيخ إبراهيم غنيم :" التصوف: هو الالتزامُ بأحكام الشَّرع، والعملُ بها في عمقها - لا في ظاهرها فقط -، واجتناب العملِ بالحيلة، ورجاءِ شيءٍ من الناس بالعمل "اهـ.[right] | |
|