مسألة الاستواء
قال جعفر الصادق:" من زعم أن الله في شيء، أو من شيء، أو على شيء، فقد أشرك؛ إذ لو كان في شيء لكان محصوراً، ولو كان من شيء لكان محدثاً، ولو كان على شيء لكان محمولا ".
وسئل ذو النون المصري عن قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوى }؟ فقال:" أثبتّ ذاته ونفى مكانه، فهو موجود بذاته، والأشياء موجودة بحكمه، كما شاء سبحانه ".
وسئل الشبلي عن قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوى }؟ فقال:" الرحمن لم يزل، والعرش محدث والعرش بالرحمن استوي ".
وسئل جعفر بن نصير عن قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوي }؟ فقال:" استوى علمه بكل شيء، فليس شيء اقرب إليه من شيء ".
وقال جعفر الصادق في قوله { ثم دنا فتدلّى }:" من توهم أنه بنفسه دنا جعل ثَمَّ مسافة، إنما التدني: أنه كلما قرب منه بَعَّده عن أنواع المعارف؛ إذ لا دنوَّ ولا بُعد ".
وقال أبو الحسين النوري:" قرب القرب فيما نحن فيه بعد البعد ".
فأما القرب بالذات، فتعالى الله الملك الحق عنه؛ فإنه متقدس عن الحدود والأقطار، والنهاية والمقدار، وما اتصل به مخلوق، ولا انفصل عنه حادث مسبوق به، جلت صمديته عن قبول الوصل والفصل.
فقرب هو في نعته محال: وهو تداني الذوات.
وقرب هو واجب في نعته: وهو قرب بالعلم والرؤية.
وقرب هو جائز في وصفه: يخص به من يشاء من عباده، هو قرب الفضل باللطف.
قال الخراز:" حقيقة القرب: فقد حِسِّ الأشياء من القلب، وهدوء الضمير إلى الله تعالى ".